فصل: أبو الفتح أسعد بن أبي نصر الميهني الملقب: مجد الدين.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أبجد العلوم (نسخة منقحة)



.عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر:

ابن داود بن مهران أبو محمد بن أبي حاتم التميمي الحنظلي الإمام ابن الإمام والحافظ ابن الحافظ سمع أباه وغيره.
قال ابن مندة: صنف المسند ألف جزء وله: كتاب الزهد والكنى والفوائد الكبرى ومقدمة الجرح والتعديل والتاريخ.
وصنف في الفقه واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار وهذا يدل على سعة حفظه وإمامته وكتاب الرد على المجسمة وتفسير كبير سائر آثاره مسندة في أربع مجلدات.
قال أبو يعلى الخليلي: كان يعد من الأبدال وقد أثنى عليه جماعة بالزهد والورع التام والعلم والعمل توفي في المحرم سنة 327 – رحمه الله تعالى.

.أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد المعروف: بابن حبان الصدقي.

المحدث المؤرخ المصري كان خبيرا بأحوال الناس ومطلعا على تواريخهم عارفا بما يقوله جمع لمصر تاريخين وما قصر فيهما.
ولد سنة 281، وتوفي سنة 347 ورثاه الخولاني الخشاب بما منه قوله:
ما زلت تلهج بالتاريخ تكتبه ** حتى رأيناك في التاريخ مكتوبا

أرخت موتك في ذكري وفي صحفي ** لمن يؤرخني إذا كنت محسوبا

.هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم البغدادي:

الأديب الفاضل صاحب كتاب: البارع في أخبار الشعراء المولدين جمع فيه مائة وواحدا وستين شاعرا وافتتحه بذكر بشار بن برد العقيلي وختمه بمحمد ابن عبد الملك بن صالح واختار فيه من شعر كل واحد عيونه.
وبالجملة: فإنه من الكتب النفيسة يغني عن دواوين الجماعة الذين ذكرهم فإنه اختصر أشعارهم وأثبت منها زبدتها وترك زبلتها وكتاب الخريدة.
وكتاب الخطيري والباخرزي والثعالبي: فروع عليه وهو الأصل الذي نسجوا على منواله.
وله: كتاب النساء وما جاء فيهن من الخير ومحاسن ما قيل فيهن من الشعر والكلام الحسن وكان أبو منصور – جد أبيه – منجم أبي جعفر المنصور – أمير المؤمنين – وكان مجوسيا وهم أهل بيت فيهم: جماعة من الفضلاء والأدباء والشعراء جالسوا الخلفاء ونادموهم وقد عقد لهم الثعالبي في كتاب اليتيمة بابا مستقلا ذكر فيه جماعة منهم.
وكان حافظا راوية للأشعار حسن المنادمة لطيف المجالسة توفي وهو حديث السن في سنة 288 – رحمه الله تعالى.

.أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي:

الشاعر المشهور صاحب: دمية القصر وعصرة أهل العصر وهو ذيل: يتيمة الدهر للثعالبي.
كان أوحد عصره في فضله وذهنه السابق إلى حيازة القصب في نظمه ونثره وكان في شبابه مشتغلا بالفقه فاختص بملازمة الشيخ: أبي محمد الجويني والد إمام الحرمين على مذهب الشافعي.
ثم شرع في فن الكتابة وغلب أدبه على الفقه فاشتهر به واختلف إلى ديوان الرسائل وارتفعت به الأحوال وانخفضت ورأى من الدهر العجائب سفرا وحضرا وعمل الشعر وسمع الحديث.
وقد وضع على دميته شرف الدين علي بن يزيد أبو الحسن البيهقي كتابا سماه: وشاح الدمية وهو: كالذيل له وديوان شعره: مجلد كبير والغالب عليه الجودة.
وقتل الباخرزي في مجلس الأنس بباخرز في سنة 467، وذهب دمه هدرا.
وباخرز: ناحية من نواحي نيسابور تشتمل على قرى ومزارع خرج منها جماعة من الفضلاء الكرام والأجلة العظام وغيرهم.

.أبو المعالي سعد بن علي بن القاسم الأنصاري الخزرجي الوراق الخطيري المعروف: بدلال الكتب.

كانت لديه معارف وله نظم جيد وألف مجاميع ما قصر فيها منها: كتاب زينة الدهر وعصرة أهل العصر وذكر ألطاف شعر العصر الذي ذيله على: دمية القصر للباخرزي جمع فيه جماعة كثيرة من أهل عصره ومن تقدمهم وأورد لكل واحد طرفا من أحواله وشيئا من شعره.
ذكره عماد الدين الكاتب في الخريدة وأنشد له عدة مقاطيع وروى عنه لغيره شعرا كثيرا.
وكان مطلعا على أشعار الناس وأحوالهم وله: كتاب ملح الملح يدل على كثرة اطلاعه وله كل معنى مليح مع جودة السبك.
توفي سنة 568، ببغداد ودفن بمقبرة باب حرب.
والخطيري: نسبة إلى موضع فوق بغداد يقال له: الخطيرة ينسب إليه كثير من العلماء والثياب الخطيرية: منسوبة إليه أيضا.

.عماد الدين الكاتب محمد بن صفي الدين الأصفهاني:

كان فقيها شافعي المذهب تفقه بالمدرسة النظامية وأتقن الخلاف وفنون الأدب وله من الشعر والرسائل ما يغني عن الإطالة في شرحه ثم بلغ الرفعة عند السلطان صلاح الدين ونور الدين محمود بن أتابك زنكي وتقلبت به الأحوال إلى أن عظم أمره.
وصنف التصانيف النافعة منها: كتاب خريدة القصر وجريدة العصر جعله ذيلا على: زينة الدهر للخطيري وجعله في عشر مجلدات.
وله: كتاب البرق الشامي في سبع مجلدات في التاريخ وكتاب الفتح البستي في فتح القدسي.
وصنف السيد على الذيل جعله ذيلا على خريدة القصر وله ديوان رسائل وديوان شعر.
توفي سنة 597، بدمشق وولد سنة 510 – رحمه الله تعالى.

.قاضي القضاة بدر الدين العيني:

الحنفي تفقه واشتغل بالفنون وبرع ومهر وولي قضاء الحنفية بالقاهرة وكان إماما عالما علامة عارفا بالعربية والتصريف وغيرهما وله: شرح البخاري والتاريخ المسمى: بالعيني وشرح معاني الآثار وشرح الهداية ومختصر تاريخ ابن عساكر.
مات بعين في ذي الحجة سنة 855 – رحمه الله تعالى.
ثقة الدين الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف: بابن عساكر.
الدمشقي كان محدث الشام في وقته ومن أعيان الفقهاء الشافعية غلب عليه الحديث فاشتهر به وبالغ في طلبه إلى أن جمع منه ما لم يتفق لغيره ورحل وطوف وجاب البلاد ولقي المشائخ وكان رفيق الحافظ: أبي سعد السمعاني في الرحلة وكان حافظا دينا جمع بين المتون والأسانيد.
سمع ببغداد ثم رجع إلى دمشق ثم إلى خراسان ودخل نيسابور وهراة وأصبهان والجبال.
وصنف التصانيف المفيدة وخرج التخاريج وكان حسن الكلام على الأحاديث محفوظا في الجمع والتأليف.
صنف: التاريخ الكبير لدمشق في ثمانين مجلدا بخطه أتى فيه بالعجائب.
قيل: إنه جمع هذا منذ عقل نفسه وإلا فالعمر لا يتسع لوضعه بعد الاشتغال.
ولد في أول المحرم سنة 499 وتوفي في رجب سنة 571، بدمشق وحضر الصلاة عليه السلطان صلاح الدين.
وله شعر لا بأس به وتواليف حسنة وأجزاء ممتعة.
وأما الشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الإمام المفتي أبو منصور الدمشقي المعروف: بابن عساكر.
فله أيضا: مؤلفات في الفقه والحديث توفي سنة 620 ومولده سنة 550.
وأما: عبد الصمد بن عبد الوهاب بن زين الأمناء حسن بن محمد بن عساكر.
فهو: الإمام المحدث الزاهد: أمين الدين أبو اليمن الدمشقي الشافعي نزيل الحرم سمع من جده ومن ابن التين وحدث بالحرمين بأشياء وكان عالما فاضلا جيد المشاركة في العلوم.
ولد سنة 614 وتوفي سنة 680 وكان شيخ الحجاز في وقته له تآليف في الحديث.
قال الشيخ علاء الدين علي بن إبراهيم بن داود العطار – قدس سره-: لما ودعت الشيخ محي الدين النووي بنوى – حين أردت السفر إلى الحجاز – حملني رسالة في السلام عنه للإمام ابن عساكر المذكور فلما بلغته سلامه رد عليه السلام وسألني عنه: أين تركته؟ فقلت: ببلدة نوى فأنشدني بديها:
أمخيمين على نوى أشتاقكم ** شوقا يجدد لي الصبابة والجوى

وأريد قربكم لأني مرتجى ** يا سادتي قرب المقيم على نوى

.عبد الله بن أسعد المازني الشافعي اليافعي:

الرجل الصالح محب الصلحاء خادم أولياء الله تعالى المناضل عنهم والمنافح عن شأنهم صاحب المصنفات الكثيرة وكل تصنيفه نافع في بابه وتاريخه من أصح التواريخ وأحسنها وألطفها لوروده بعبارات عذبة وأنفعها للناس لاشتمالها على المهمات وهو مجلدتان كبيرتان.
ومن لطيف مصنفاته: مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام.
وكتاب: روض الرياحين في حكايات الصالحين.
وبالجملة: هو رجل صالح مبارك عزيز الوجود فرد في زمانه ونادرة في أوانه أشعري العقيدة سالك طريقة الصوفية والمعاشر مع أهل الخير والزهد والصلاح.
قال ابن السبكي – في طبقاته الكبرى-: اجتمعت به بمنى سنة 747 وتوفي بمكة سنة 767 – روح الله روحه وزاد في أعلى الجنة فتوحه – وتاريخه مشهور موجود بأيدي الناس وقفت عليه.

.علماء الحكمة:

.فمن القدماء:

أرسطو وأستاذه: أفلاطون ومن يليهما.

.ومن المسلمين:

الفارابي وابن سينا والفخر الرازي ونصير الطوسي.

.ومن يلي هؤلاء في معرفة الحكمة:

الشيخ: شهاب الدين المقتول السهروردي.

.وممن خرط في سلكهم:

القطب الشيرازي والقطب الرازي والسعد التفتازاني والشريف الجرجاني ثم الجلال الدواني وخواجه زاده ومصطفى الشهير: بالقسطلاني.
وقد تقدم تراجم بعضهم في القسم الثاني من هذا الكتاب تحت علم الألفي فتذكر – وبيده النفع والضر-.

.علماء المنطق:

وهم علماء الحكمة غالبا لكن ذكرنا هاهنا: بعض من له تصنيف في علم المنطق واشتهر به مع مشاركته في سائر العلوم – رحمهم الله تعالى.

.محمود بن أبي بكر بن أحمد الأموي:

الشيخ: سراج الدين أبو السنا صاحب كتاب: مطالع الأنوار وبيان الحق كان شافعيا قرأ بالموصل على كمال الدين بن يونس.
مولده: سنة 594، أربع وتسعين وخمسمائة ووفاته: سنة 682، بمدينة قونية.

.محمد قطب الدين الرازي المعروف: بالتحتاني.

وهذه النسبة: لتميزه عن قطب آخر فوقاني وكانا يسكنان في مدرسة واحدة أحدهما: في الطبقة الفوقانية والآخر: في التحتانية.
وهو: إمام مبرز في المعقولات اشتهر اسمه وبعد صيته ورد إلى دمشق في سنة 763.
قال ابن السبكي: بحثنا معه في دمشق فوجدناه إماما في المنطق والحكمة عارفا بالتفسير والمعاني والبيان مشاركا في النحو يتوقد ذكاء وله على الكشاف حواش مشهورة وله: شرح على المطالع للأرموي في المنطق وهذا شرح عظيم الشأن وله: شرح على الرسالة الشمسية للكاتبي في المنطق.
توفي سنة 776، بظاهر دمشق عن نحو أربع وسبعين سنة وكان له عبد رباه من صغره وعلمه حتى كان مدرسا فاضلا في كل العلوم وكان يدعى: بمبارك شاه المنطقي وهذا الذي أخذ عنه الشريف الجرجاني شرح المطالع لقطب الدين الرازي – رحمه الله.

.أبو الفتوح يحيى بن حبش بن أميرك الملقب: بشهاب الدين المقتول.

السهروردي وقيل اسمه: أحمد وقيل: عمر.
كان من علماء عصره قرأ الحكمة وأصول الفقه على الشيخ مجد الدين الجيلي – أستاذ فخر الدين الرازي – بمدينة مراغة من أعمال أذربيجان إلى أن برع فيهما وعليه تخرج وبصحبته انتفع.
وكان إماما في فنونه قال في طبقات الأباء: وكان السهروردي أوحد زمانه في العلوم الحكيمية جامعا للعلوم الفلسفية بارعا في الأصول الفقهية مفرط الذكاء فصيح العبارة وكان علمه أكثر من عقله.
ويقال: إنه يعرف علم السيمياء ويحكى عنه في أشياء غريبة حكي بعضها في: مدينة العلوم ووفيات الأعيان.
وله تصانيف: منها: التلويحات والمطارحات في المنطق والحكمة وهياكل النور وحكمة الإشراق في الحكمة والتنقيحات في أصول الفقه إلى غير ذلك وله في النظم والنثر أشياء لطيفة لا حاجة إلى الإطالة بذكرها.
وكان شافعي المذهب وكان يلقب: بالمؤيد بالملكوت وكان يتهم باختلال العقيدة والتعطيل ويعتقد مذهب الحكماء المتقدمين واشتهر ذلك عنه فلما وصل إلى حلب أفتى علماؤها بإباحة دمه وقتله بسبب اعتقاده وما ظهر لهم من سوء مذهبه وكان أشد الجماعة عليه الشيخان: زين الدين ومجد الدين ابنا حميد.
قال سيف الدين الآمدي: اجتمعت به في حلب فقال لي: لا بد أن أملك الأرض فقلت له: من أين لك هذا؟ قال: رأيت في المنام كأني شربت ماء البحر فقلت: لعل هذا يكون اشتهار العلم وما يناسب هذا فرأيته لا يرجع عما وقع في نفسه ورأيته كثير العلم قليل العقل وقال: إنه لما تحقق القتل كان كثيرا ما ينشد:
أرى قدمي أراق دمي ** وهان دمي فها ندمي

وكان ذلك في دولة الملك المظفر – صاحب حلب – ابن السلطان صلاح الدين فحبسه ثم خنقه في خامس رجب سنة 582، بقلعة حلب وعمره ثمان وثلاثون سنة وكان الناس مختلفين في حقه:
منهم: من نسبه إلى الزندقة والإلحاد.
ومنهم: من يشهد له بحسن الاعتقاد.
قال القاضي بهاء الدين المعروف: بابن شداد – قاضي حلب-: إن السهروردي كان كثير التعظيم لشعائر الدين وأطال الكلام في ذلك وذكر نفسه في آخر التلويحات في وصايا ذكرها هناك: واتق شر من أحسنت إليه من اللئام ولقد أصابني منهم شدائد.
قال شارحها: أراد به بعضا من تلامذته الذين يصاحبون معه السفر والحضر وينقلون عنه أشياء مخالفة للشرع ولعل قتله كان بسبب هؤلاء – نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة وأن يجعلنا من أهل الحق والرشاد وأن يعصمنا من شر أهل الزيغ والفساد إنه ولي الهداية والإرشاد-.
ومن كلامه: الفكر في صورة قدسية يتلطف بها طالب الأريحية ونواحي القدس دار لا يطأها القوم الجاهلون وحرام على الأجساد المظلمة أن تلج ملكوت السموات فوحد الله وأنت بتعظيمه ملآن واذكره وأنت من ملابس الأكوان عريان ولو كان في الوجود شمسان لانطمست الأركان وأبى النظام أن يكون غير ما كان:
فخفيت حتى قلت: لست بظاهر ** وظهرت من سعيي على الأكوان

لو علمنا أننا ما نلتقي ** لقضينا من سليمى وطرا

اللهم خلص لطيفي من هذا العالم الكثيف.
وذكر له ابن خلكان أشعارا لطيفة لا نطول الكلام بذكرها هاهنا.

.أبو البركات البغدادي:

تقدم ترجمته تحت: علم المنطق فراجعه.

.علماء الجدل:

.أبو بكر محمد بن علي القفال بن إسماعيل الشاشي:

الفقيه الشافعي.
أول من صنف الجدل الحسن من الفقهاء كان إمام عصره بلا مدافعة فقيها محدثا أصوليا لغويا شاعرا لم يكن بما وراء النهر للشافعيين مثله في وقته.
رحل إلى خراسان والعراق والحجاز والشام والثغور وسار ذكره في البلاد.
أخذ الفقه عن ابن سريح وله مصنفات كثيرة في الجدل وكتاب في أصول الفقه وعنه انتشر مذهب الشافعي في بلاده.
روى عن: محمد بن جرير الطبري وأقرانه.
وروى عنه: الحاكم وابن مندة وجماعة كثيرة.
توفي سنة 336، وقيل: توفي في الشاش في سنة خمس وستين وثلاثمائة.
وشاش: مدينة ما وراء نهر سيحون في أرض الترك خرج منها جماعة من العلماء.
وهذا القفال غير القفال المروزي وهو متأخر عن هذا كذا قال ابن خلكان في تاريخ وفيات الأعيان.

.علماء الخلاف:

.عبد الله بن عمر بن عيسى أبو زيد الدبوسي:

بفتح الدال وتخفيف الباء الموحدة نسبة إلى دبوسه: وهي بلدة بين بخارى وسمرقند نسب إليها جماعة من الأدباء كان من أكابر أصحاب الإمام أبي حنيفة – رضي الله عنه – ممن يضرب به المثل وهو: أول من أخرج علم الخلاف في الدنيا وأبرزه إلى الوجود.
له: كتاب الأسرار وتقويم الأدلة وغيره من التصانيف والتعاليق.
وروي أنه ناظر بعض الفقهاء فكان كلما ألزمه أبو زيد إلزاما تبسم وضحك فأنشد أبو زيد:
ما لي إذا ألزمته حجة ** قابلني بالضحك والقهقهه؟

إن كان ضحك المرء من فقهه ** فالضب في الصحراء ما أفقهه

قال الذهبي: كان ممن يضرب به المثل في النظر واستخراج الحجج.
وله: كتاب الأمد الأقصى.
توفي ببخارى سنة 430، وهو ابن ثلاث وستين ذكر له ابن خلكان ترجمة مختصرة.

.أبو الفتح أسعد بن أبي نصر الميهني الملقب: مجد الدين.

كان إماما مبرزا في الخلاف والفقه وله فيه تعليقة مشهورة.
تفقه بمرو ثم رحل إلى غزنة واشتهر بتلك الديار وشاع فضله وقد مدحه الغزي ثم ورد إلى بغداد وفوض إليه تدريس المدرسة النظامية مرتين واشتغل الناس عليه وانتفعوا به وبطريقته الخلافية.
والميهني: نسبة إلى ميهنة: قرية من قرى خابران وهي: ناحية بين سرخس وأبيورد من إقليم خراسان.

.أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الملقب: حجة الإسلام.

زين الدين الطوسي تلميذ إمام الحرمين: الجويني جد في الاشتغال حتى تخرج في مدة قريبة وصار من الأعيان المشار إليهم في زمن أستاذه ولقي الوزير نظام الملك فأكرمه وعظمه وبالغ في الإقبال عليه واشتهر اسمه وسارت بذكره الركبان وأعجب به أهل العراق وارتفعت عندهم منزلته ثم ترك جميع ما كان عليه وسلك طريق الزهد والانقطاع وقصد الحج فلما رجع توجه إلى الشام فأقام بمدينة دمشق مدة يذكر الدروس وانتقل منها إلى بيت المقدس واجتهد في العبادة ثم أقام بالإسكندرية مدة ثم عاد إلى وطنه طوس واشتغل بنفسه وصنف الكتب المفيدة في عدة فنون منها: إحياء العلوم وهو من أنفس الكتب وأجملها وكان إماما في الخلاف وأصول الفقه والجدل والكلام.
ومن شعره:
حلت عقارب صدغه في خده ** قمرا فجل بها عن التشبيه

ولقد عهدناه يحل ببرجها ** فمن العجائب كيف حلت فيه؟

ومن قوله أيضا:
فديتك لولا الحب كنت فديتني ** ولكن بحسر المقلتين سبيتني

أتيتك لما ضاق صدري من الهوى ** ولو كنت تدري كيف حالي أتيتني

ولد سنة 450، وقيل: سنة 451 وتوفي سنة 505، بالطابران: وهي قصبة طوس – رحمه الله تعالى.

.أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن الرازي الملقب: فخر الدين المعروف: بابن الخطيب.

صاحب التفسير الكبير فاق أهل زمانه وعلم الأوائل والأواخر وله التصانيف المفيدة في فنون عديدة منها: تفسير القرآن الكريم جمع فيه كل غريب وغريبة حتى قيل: فيه كل شيء إلا التفسير وهو كبير جدا وقد طبع لهذا العهد بمصر.
قال ابن خلكان: لكنه لم يكمله ثم ذكر كتبا من تصانيفه.
قال: وله طريقة في الخلاف وله في أصول الفقه: المحصول في علم الأصول ونهاية العقول في دراية الأصول والمطالب العلية في الكلام وله مؤاخذات جيدة على النحاة وكل كتبه ممتعة وانتشرت تصانيفه في البلاد ورزق فيها سعادة عظيمة فإن الناس اشتغلوا بها ورفضوا كتب المتقدمين.
وهو أول من اخترع هذا الترتيب في كتبه وأتى فيها بما لم يسبق إليه وكان له في الوعظ اليد الطولى ويعظ باللسانين: العربي والعجمي وكان يلحقه الوجد في حال الوعظ ويكثر البكاء وكان يحضر مجلسه بمدينة هراة أرباب المذاهب والمقالات ويسألونه وهو يجيب كل سائل بأحسن إجابة ورجع بسببه خلق كثير من الطائفة الكرامية وغيرهم إلى مذهب أهل السنة وكان يلقب بهراة: شيخ الإسلام وكان العلماء يقصدونه من البلاد وتشد إليه الرحال من الأقطار.
ولد بالري سنة 544 وتوفي بهراة في سنة 606 قال ابن خلكان: رأيت له وصية أملاها في مرض موته على أحد تلامذته تدل على حسن العقيدة. انتهى. وأطال في ترجمته. – رحمه الله تعالى-.

.أبو حامد محمد بن محمد بن محمد العميد ركن الدين الفقيه الحنفي:

كان إماما في فن الخلاف خصوصا: الجست.
وهو أول من أفردها بالتصنيف ومن تقدمه: كان يمزجه بخلاف المتقدمين وصنف في هذا الفن طريقة وهي مشهورة بأيدي الفقهاء وكان كريم الأخلاق كثير التواضع طيب المعاشرة توفي في سنة 615، خمس عشرة وستمائة ببخارى.

.أبو طالب محمود بن علي بن أبي الرجاء التيمي الأصبهاني:

صاحب الطريقة في الخلاف برع فيه وصنف التعليقة التي شهدت بفضله وتحقيقه وتبريره على أكثر نظرائه وجمع فيها بين الفقه والتحقيق وكان عمدة المدرسين في إلقاء الدروس عليها واشتغل عليه خلق كثير وانتفعوا به وصاروا علماء مشاهير وكان له في الوعظ اليد الطولى وكان متفننا في العلوم خطيبا بأصبهان مدة طويلة.
توفي في سنة خمس وثمانين وخمسمائة.

.علماء المقالات:

.أبو الفتح محمد بن أبي القاسم عبد الكريم الشهرستاني:

صاحب كتاب: الملل والنحل.
أورد فيه: فرق المذاهب في العالم كلها وهو المتكلم على مذهب الأشعري.
وكان إماما مبرزا فقيها متكلما.
تفقه على أحمد الخوافي وعلى أبي نصر القشيري وغيرهما وبرع في الفقه.
وقرأ الكلام على أبي القاسم الأنصاري وتفرد فيه صنف: كتاب نهاية الإقدام في علم الكلام والمناهج والبيان وكتاب المضارعة وتلخيص الأقسام لمذاهب الأنام.
وكان كثير المحفوظ حسن المحاورة ويعظ الناس.
دخل بغداد سنة 510، وأقام بها ثلاث سنين وظهر له قبول كثير عند العوام وسمع الحديث من: علي بن أحمد المديني بنيسابور ومن غيره وكتب عنه: الحافظ أبو سعد عبد الكريم السمعاني.
ولد سنة 467، أو سنة 479، بشهرستان وتوفي بها في آخر شعبان سنة 548، أو سنة 549.
وشهرستان: اسم لثلاث مدن.
الأولى: شهرستان خراسان: بين نيسابور وخوارزم في آخر حدود خراسان وأول الرمل المتصل بناحية خوارزم وهي المشهورة ومنها: أبو الفتح المذكور وأخرجت خلقا كثيرا من العلماء – رحمهم الله-.
الثانية: شهرستان: قصبة ناحية سابور من أرض فارس.
الثالثة: مدينة جي بأصبهان ومعناه: مدينة الناحية لفظة أعجمية.

.علماء الطب:

.بقراط الحكيم:

أول من دون علم الطب وهو حكيم مشهور معتن ببعض علوم الفلسفة سيد الطبيعيين في عصره كان قبل الإسكندر بنحو مائة وسنة وله في الطب تصانيف شريفة وكان فاضلا متألها ناسكا يعالج المرضى احتسابا طوافا في البلاد وكان في زمن أردشير – من ملوك الفرس – وكان يسكن حمص من مدن الشام وكان يتوجه إلى دمشق ويقيم في غياضها للرياضة والتعلم والتعليم وفي بساتينها: موضع يعرف: بصفة بقراط وكان طبيبا فيلسوفا فاضلا كاملا معلما لسائر الأشياء قوي الصناعة والقياس والتجربة.
ولما خاف أن يفنى الطب من العالم علم الغرباء الطب وجعلهم بمنزلة أولاده.
وظهر بقراط سنة 96 لتاريخ: بخت نصر وهي: سنة 14 من ملك بهمن وعاش خمسا وتسعين سنة وله كتب نافعة مفسرة بالعربية.

.جالينوس الحكيم:

الفيلسوف الطبيعي اليوناني ظهر بعد بقراط من مدينة فرغاموس من أرض اليونانيين إمام الأطباء في عصره ورئيس الطبيعيين في وقته مؤلف الكتب الجليلة في الطب وغيره: من علم الطبيعة وعلم البرهان ومؤلفاته: تنيف على ستين مؤلفا وكان بعد المسيح عليه السلام بنحو مائتي سنة وبعد الإسكندر بنحو خمسمائة سنة ونيف ولا يعلم بعد أرسطاطاليس أعلم بالطبيعي من هذين: بقراط وجالينوس قيل: هو من بلاد إيشيا شرقي قسطنطينية في دولة القيصر السادس وجاب البلاد وبرع في الطب والفلسفة والرياضة وهو ابن سبع عشرة سنة وجدد علم بقراط وفاق في علم التشريح وكان أبوه أعلم بالمساحة في زمانه وكانت ديانته النصرانية.
مات في مدينة سلطانية وقبره بها وعاش ثمان وثمانين سنة وكان يأخذ نفسه في كل يوم بقراءة جزء من الحكمة ولم يأخذ من الملوك شيئا ولا داخلهم ولولا هو ما بقي العلم والدرس ودثر من العالم جملته ولكنه أقام أوده وشرح غامضه وبسط مستصعيه وكان في زمانه فلاسفة مات ذكرهم عند ذكره وانتهت إليه الرياسة في عصره.

.أبو بكر محمد بن زكريا الرازي:

من مشاهير العلماء في الطب طبيب المسلمين غير مدافع مهر في المنطق والهندسة وغيرها: من علوم الفلسفة وكان في شبيبته يضرب بالعود ويغني ثم أقبل على تعلم الفلسفة ودراسة كتب الطب فنال منها كثيرا وقرأها قراءة رجل متعقب على مؤلفيها فبلغ من معرفة غوائرها الغاية واعتقد الصحيح منها وعلل السقيم وكان إمام وقته في علم الطب والمشار إليه في ذلك العصر وكان متقنا لهذه الصناعة حاذقا بها عرافا بأوضاعها وقوانينها تشد إليه الرحال لأخذها وألف كتبا أكثرها في الطب وتوغل في الآلهة ولم يفهم غرضه فتقلد آراء سخيفة واتخذ مذاهب ضعيفة ودبر مارستان الري ثم مارستان بغداد في أيام المكتفي ثم عمي في آخر عمره وتوفي في سنة 311.
قيل له: لو قدحت عينيك؟ قال: لا قد أبصرت من الدنيا حتى مللت.
وأحسن صناعة الكيمياء وذكر أنها أقرب إلى الممكن منها إلى الممتنع وألف فيها اثني عشر كتابا وكان كريما متفضلا بارا بالناس حسن الرأفة بالفقراء ولم يكن يفارق النسخ إما يسود أو يبيض.
وتصانيفه: تبلغ مائة وستة عشر من الكتب والرسائل في الطب والفلسفة وكلها نافع في بابه – والله أعلم-.
ومن كلامه: مهما قدرت أن تعالج بالأغذية فلا تعالج بالأدوية ومهما قدرت أن تعالج بدواء مفرد فلا تعالج بدواء مركب.
قال: وإذا كان الطبيب عالما والمريض مطيعا فما أقل لبث العلة.
وقال: عالج في أول العلة بما لا تسقط به القوة.
ولم يزل رئيس هذا الشأن وكان اشتغاله به على كبر يقال: إنه لما شرع فيه كان قد جاوز أربعين سنة من العمر وطال عمره.