فصل: الحافظ: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي المعروف: بالخطيب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أبجد العلوم (نسخة منقحة)



.أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الأندلسي:

الشاعر له ديوان شعر أحسن فيه كل الإحسان ذكره ابن بسام في الذخيرة وأثنى عليه وقال: كان مقيما بشرق الأندلس ولم يتعرض لاستماحة ملوك طوائفها مع تهافتهم على أهل الأدب ومن شعره في عشية أنس وقد أبدع فيه:
وعشي أنس أضجعتني نشوة ** في تمهد مضجعي وتدمث

خلعت علي به الأراكة ظلها ** والغصن يصغي والحمام يحدث

والشمس تجنح للغروب مريضة ** والرعي يرقى والغمامة تنفث

ولد في سنة 450 بها سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.

.أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى بن عثمان الأشهبي:

الغزي شاعر محسن ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق له ديوان شعر اختاره لنفسه وذكر في خطبته: أنه ألف بيت وذكره العماد الكاتب في الخريدة وأثنى عليه وقال: إنه جاب البلاد وتغرب وأكثر النقل والحركات وتغلغل في أقطار خراسان وكرمان وبقي الناس ومن شعره:
من آلة الدست لم يعط الوزير سوى ** تحريك لحيته في حال إيماء

إن الوزير ولا أزر يشد به ** مثل العروض له بحر بلا ماء

وله:
إشارة منك تغنيني وأحسن ما ** رداك لام غداة البين بالعنم

حتى إذا طاح عنها المرط من دهش ** وانحل بالضم سلك العقد في الظلم

تبسمت فأضاء الليل فالتقطت ** حبات منتثر في ضوء منتظم

وهو ما تستملحه الأدباء وتستظرفه الظرفاء.
ولد بغزة سنة 441، وتوفي سنة 524، وكان يقول لما حضرته الوفاة: أرجو أن يغفر الله لي ثلاثة أشياء: كوني من بلد الإمام الشافعي وأني شيخ كبير وأني غريب – رحمه الله وحقق رجاه- وإنما قال: إني غريب: لأنه مات بين مرو وبلخ من بلاد خراسان ونقل إلى بلخ ودفن بها.

.الشيخ عبد العزيز اللبناني:

لم أقف له على ترجمة وذكره السيد أزاد في كتابه: الخزانة العامرة وقال: طالعت ديوانه الذي صدر من إيران إلى هند وتاريخ كتابته: سنة ست وسبعين وستمائة وهو في غاية المتانة وعليه ديباجة حررها ولده بالعربية في نهاية البلاغة والفطانة وهي: اللهم يا واسم اليوادي بأطواق الأيادي وناقع غلة الصوادي بالروائح والغوادي ودافع معرة العوادي من الحواضر والبوادي صل على نبينا الهادي محمد خير من حضر النوادي وعلى آله وصحبه بدور الظلم والدادي ما غنى الحمام الشادي وارتجز بأذناب القلائص الحادي وأنلني منية فؤادي يوم ينادي المنادي... الخ ومن أشعار اللبناني ما حكاها أزاد في كتابه المذكور وهو تشبيب في قصيدة منها:
بالله يا حادي الأنضاء ما الخبر؟ ** أعرس الركب بالبطحاء أم عبروا؟

إلا نشدت فؤادي عند كاظمة ** فإنه ضل حيث الضال والسمر

أما مررت بوادي الأثل من إضم؟ ** أما دعتك بها الآرام والعفر؟

خريدة ما جننت بالحسن وحبتها ** إلا ومقلتها بالسحر تعتذر

طالت نواها كما طالت غدائرها ** وفي خطاها كما في وصلها قصر

وإذا انتهيت إلى هذا المقام فلعلك تسأم من هذا النوع من الكلام مع أن إحصاء شعراء الإسلام أمر تنبو عنه الأوهام انظر في قلائد العقيان لأبي الفتح ابن خاقان وريحانة الألباء للخفاجي ونفحة الريحانة وغير ذلك مما ألف في هذا الباب وهو أكثر من أن يحصى وكذلك الدواوين في ا لشعر مما لا يستقصى يتضح لك حقيقة المرام.

.وأما الشعراء القدماء:

فأشعرهم نذكر أسماءهم هاهنا:
منهم: امرؤ القيس الكندي وهو الذي فتح لهم أفانين الشعر.
ومنهم: النابغة الذبياني واسمه: زياد بن عمر وقد قدمه بعض الرواة على امرئ القيس لرقة شعره.
ومنهم: زهير بن أبي سلمى – بضم السين – المازني هو أشدهم أمرا وأمدحهم وأجرؤهم على الكلام.
وابنه: كعب بلغه الإسلام فأسلم ومدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعدما هجاه وتاب بعد ما عصاه وأنشد عنده قصيدته المشهورة: بانت سعاد فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أهدر دمه وأجازه ببردة له صلى الله عليه وسلم وأسلم فحسن إسلامه ذكره في مدينة العلوم وتكلم أهل الحديث على صحة هذه الرواية – والله أعلم-.
ومنهم: الأعشى واسمه: ميمون بن قيس بن ثعلبة كان لا يمدح أحدا إلا رفع منه ولا يهجو أحدا إلا وضع عنه.
ومنهم: طرفة بن العبد بن سفيان فضله بعض الشعراء على غيره وزعم لبيد: أنه أشعر الناس.
ومنهم: أوس بن حجر من بني أسد أدرك زهيرا والنابغة وكان شاعر تميم.
ومنهم: لبيد بن ربيعة من بني عامر بن صعصعة لم يدرك أحد من هؤلاء الإسلام غيره لطول عمره وكان أتقاهم تكلفا وأقلهم سقطا.
ومنهم: عدي بن زيد من بني امرئ القيس كان الفضل بن محمد يقدمه عليهم بحسن استعاراته وحلاوة عباراته.
ومنهم: عبيد بن الأبرص هو أقدمهم سنا وقد جعلوه امرؤ القيس.
ومنهم: بشر الأسدي وهو عاشرهم وأهل الحجاز يقدمونه عليهم ويرون أنه أشعرهم وأسدهم سياقا للحديث – والله أعلم بالصواب.

.علماء التواريخ:

.أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي:

البصري ثم الدمشقي الفقيه الشافعي الحافظ عماد الدين بن الخطيب شهاب الدين المعروف: بالحافظ ابن كثير.
ولد سنة سبعمائة وقدم دمشق وله نحو سبع سنين مع أخيه بعد موت أبيه وحفظ التنبيه ومختصر ابن الحاجب.
وتفقه بالبرهان ابن الفزاري والكمال ابن شهبة ثم صاهر المزي وصحب شيخ الإسلام ابن تيمية ومدحه في كتابه الباعث الحثيث أحسن مدح.
وقرأ في الأصول على الأصبهاني وكان كثير الاستحضار وقليل النسيان جيد الفهم مشاركا في العربية ينظم نظما وسطا.
قال ابن حجي: ما اجتمعت به قط إلا استفدت منه وقد لازمته ست سنين وذكره الذهبي في معجمه المختص فقال:
الإمام المحدث المفتي البارع ووصفه بحفظ المتون وسمع من ابن عساكر وغيره.
ولازم الحافظ المزي وتزوج بابنته وسمع عليه أكثر تصانيفه.
وأخذ عن الشيخ تقي الدين بن تيمية فأكثر عنه وصنف التصانيف الكثيرة في التفسير والتاريخ والأحكام.
وقال ابن حبيب فيه: إمام ذوي التسبيح والتهليل وزعيم أرباب التأويل سمع وجمع وصنف وأطرب الأسماع بأقواله وشنف وحدث وأفاد وطارت أوراق فتاويه إلى البلاد واشتهر بالضبط والتحرير وانتهت إليه رياسة العلم في التاريخ والحديث والتفسير.
مات بدمشق خامس عشر شعبان فقد أجاز لمن أدركه حيا وهو القائل:
تمر بنا الأيام تترى وإنما ** تساق إلى الآجال والعين تنظر

ولا عائد ذاك الشباب الذي مضى ** ولا زائل هذا المشيب المكدر

ولو قال: فلا عائد صفو الشباب لكان أصنع.

.أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري:

وقيل: يزيد بن كثير بن غالب صاحب التاريخ الشهير والتفسير الكبير.
كان إماما في فنون كثيرة منها: الحديث والفقه والتاريخ والتفسير وغير ذلك.
وله مصنفات مليحة في فنون عديدة تدل على سعة علمه وغزارة فضله.
وكان من الأئمة المجتهدين لم يقلد أحدا وكان أبو الفرح المعافى بن زكريا النهرواني المعروف: بابن طرار على مذهبه وكان ثقة في نقله وتاريخه أصح التواريخ وأثبتها وذكره الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء في جملة المجتهدين.
ولد سنة 224، بآمل طبرستان وتوفي في شوال سنة 310، ببغداد – رحمه الله – كذا في ابن خلكان.

.عز الدين أبو الحسن علي بن محمد المعروف: بابن الأثير الجزري.

صاحب التاريخ المسمى: بالكامل المطبوع بمصر حالا ولد بالجزيرة ونشأ بها ثم سار إلى الموصل مع والده وأخويه وسمع بها وقدم بغداد مرارا حاجا ورسولا من صاحب الموصل وسمع من فضلائها ثم رحل إلى الشام والقدس وسمع هناك من جماعة ثم عاد إلى الموصل ولزم بيته منقطعا إلى التوفر على النظر في العلم والتصنيف وكان بيته مجمع الفضل لأهل الموصل والواردين عليها.
وكان إماما في حفظ الحديث ومعرفته وما يتعلق به حافظا للتواريخ المتقدمة والمتأخرة خبيرا بأنساب العرب ووقائعهم وأخبارهم وأيامهم.
صنف في التاريخ كتابا كبيرا سماه: الكامل ابتدأ فيه من: أول الزمان إلى آخر سنة ثمان وعشرين وستمائة وهو من خيار التواريخ وقفت عليه.
واختصر كتاب الأنساب لأبي سعد السمعاني وزاد عليه أشياء أهملها ونبه على أغلاط واستدرك عليه فيه في مواضع وله: كتاب أخبار الصحابة في ست مجلدات.
ولد في سنة 555، ومات في سنة 630.
وقال ابن خلكان: اجتمعت به فوجدته رجلا مكملا في الفضائل وكرم الأخلاق وكثرة التواضع فلازمت الترداد إليه وكان بينه وبين الوالد مؤانسة أكيدة فكان بسببها يبالغ في الرعاية والإكرام. انتهى.

.أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد القرشي التميمي الجوزي:

الصديقي البغدادي الفقيه المحدث المفسر الواعظ الحنبلي المعروف: بابن الجوزي.
الحافظ الملقب: جمال الحفاظ كان علامة عصره وإمام وقته في الحديث وصناعة الوعظ صنف متونا في فنون عديدة.
منها: زاد المسير في علم التفسير أربعة أجزاء أتى فيه بأشياء غريبة.
وله في الحديث تصانيف كثيرة حسنة نافعة.
منها: الموضوعات في أربعة أجزاء أورد فيها كل حديث موضوع لكن تعقب عليه في بعضها.
وله: تلبيس إبليس وهو نافع جدا مفيد لمن يريد الآخرة.
والمنتظم في تواريخ الأمم وهو كبير.
وكتاب تلقيح فهوم الأثر على وضع كتاب المعارف لابن قتيبة.
ولقط المنافع في الطب.
وبالجملة: فكتبه أكثر من أن تعد وكتب بخطه شيئا كثيرا والناس يغالون في ذلك حتى يقال: إنه جمعت الكراريس التي كتبها وحسبت مدة عمره وقسمت الكراريس عليها فكان ما خص كل يوم تسعة كراريس وهذا شيء عظيم لا يكاد يقبله العقل ويقال: إنه جمعت براية أقلامه التي كتب بها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فحصل منها شيء كثير وأوصى أن يسخن بها الماء الذي يغسل به بعد موته ففعل ذلك فكفت وفضل منها وله أشعار كثيرة وكانت له في مجالس الوعظ أجوبة نادرة.
فمن أحسن ما يحكى عنه: أنه وقع النزاع ببغداد بين أهل السنة والشيعة في المفاضلة بين أبي بكر وعلي – رضي الله عنهما – فرضي الكل بما يجيب به الشيخ فأقاموا شخصا سأله عن ذلك وهو على الكرسي في مجالس وعظه فقال:
أفضلهما من كانت ابنته تحته وفي رواية: من كانت ابنته في بيته ونزل في الحال حتى لا يراجع في ذلك.
فقال السنية: هو أبو بكر لأن ابنته عائشة تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالت الشيعة: هو علي بن أبي طالب لأن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحته وهذه من لطائف الأجوبة ولو حصل بعد الفكر التام وإمعان النظر كان في غاية الحسن فضلا عن البديهة وله محاسن كثيرة يطول شرحها قاله ابن خلكان.
وزاد في مدينة العلوم: وسئل: ما لنا نرى الكوز الجديد إذا صب فيه الماء ينش ويخرج منه صوت؟ فقال: يشكو ما لاقاه من أذى النار.
وسئل: إن الكوز إذا ملأ فاه لا يبرد فإذا نقص برد؟ فقال: حتى تعلموا أن الهوى لا يدخل إلا على ناقص.
وسئل: كيف نسب قتل الحسين إلى يزيد وهو بدمشق؟ فأنشد:
سهم أصاب وراميه بذي سلم ** من بالعراق لقد أبعدت مرماك

وله من هذا النوع أجوبة لطيفة كثيرة.
وله: كتاب نزهة الناظر للمقيم والمسافر في المحاضرات كتبه سيدي الوالد العلامة: حسن بن علي الحسيني القنوجي البخاري – رحمه الله – بيده الشريفة لحسن سبكه ولطف مطالبه.
ولد سنة ثمان أو عشرة وخمسمائة وتوفي ثاني عشر رمضان سنة 592، ببغداد ودفن بباب حرب وتوفي والده سنة 514، والجوزي: نسبة إلى فرضة الجوز وهو موضع مشهور.

.سبط ابن الجوزي شمس الدين أبو المظفر:

يوسف بن قزاوغلي الواعظ المشهور حنفي المذهب له صيت وسماع في مجالس وعظه وقبول عند الملوك وغيرهم.
روى عن جده ببغداد وسمع ابن طبرزد وسمع بالموصل ودمشق وحدث بها وبمصر وله: تاريخ: مرآة الزمان.
قال ابن خلكان: رأيته بخطه في أربعين مجلدا.
وقال صاحب مدينة العلوم: وأنا رأيته في ثمان مجلدات لكن ضخام بخط دقيق وله: كتاب إيثار الإنصاف ومنتهى السول في سيرة الرسول واللوامع في أحاديث المختصر والجامع وتفسير القرآن توفي سنة 653، بدمشق ومولده في سنة 581، ببغداد وكان يقول: أخبرتني أمي أن مولدي سنة اثنتين وثمانين – والله أعلم.

.ابن خلكان شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم:

ابن أبي بكر بن خلكان البرمكي الشافعي كان ذا فضل في كل فن موصوفا بكرم الأخلاق والديانة ثقة في نقله صنف تاريخا سماه: وفيات الأعيان في مجلدين كبيرين قد طبع بمصر القاهرة لهذا العهد وهو بخطه في خمس مجلدات رآه صاحب مدينة العلوم وكان قاضيا بالقاهرة مدة ذكره في تاريخه.
ولد بعد صلاة العصر يوم الخميس حادي عشر ربيع الآخر سنة 608، بمدينة إربل بالمدرسة المظفرية ذكر تاريخ ولادته في ترجمة زينب بنت الشعري في آخر الأسامي المذكورة في حروف الزاي.
وتوفي يوم السبت السادس والعشرين من رجب سنة 681، بدمشق المحروسة.
تفقه أولا على أبيه بإربل ثم انتقل بعده إلى الموصل وحضر درس كمال الدين بن يونس ثم انتقل إلى حلب.
وقرأ النحو على أبي البقاء يعيش بن علي النحوي والفقه على أبي المحاسن يوسف بن شداد ثم قدم دمشق واشتغل على ابن الصلاح.
ثم انتقل إلى القاهرة ثم ولي قضاء المحلة ثم صار قاضي القضاة بالشام وله في الأدب اليد الطولى وشعره أرق وأحسن وأعذب – رحمه الله تعالى-.

.شيخ الإسلام: أبو الفضل أحمد بن شيخ الإسلام علاء الدين علي المعروف: بابن حجر العسقلاني.

المصري صاحب: فتح الباري شرح صحيح البخاري الإمام العلامة الحجة هادي الناس إلى المحجة له تصانيف على أكف القبول مرفوعة وآثار حسنة لا مقطوعة ولا ممنوعة.
جمع من العلوم والفضائل والحسنات والكمالات والمبرات والتصنيفات والتأليفات مالا يأتي عليه الحصر.
كان حافظا دينا ورعا زاهدا عابدا مفسرا شاعرا فقيها أصوليا متكلما ناقدا بصيرا جامعا.
حرر ترجمته جمع من الأعيان وعدوه في جملة البالغين إلى درجة الاجتهاد في هذا الشأن منها: كتاب الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر.
وتشهد بفضائله وغزارة علومه وكثرة فواضله تآليفه الموجودة بأيدي الناس وقد رزق السعادة التامة والإتقان الكبير والإنصاف الكامل فيها منها: بلوغ المرام من أدلة الأحكام وهو كتاب لو خط بماء الذهب وبيع بالأرواح والمهج لما أدى حقه.
وقد شرحته بالفارسية وسميته: مسك الختام.
ومنها: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة.
وكتاب: تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير.
وتعجيل المنفعة في رجال الأربعة إلى غير ذلك من الرسائل المختصرة والدفاتر المطولة – والله يختص برحمته من يشاء – وقد ذكرت له ترجمة في أول مسك الختام في إتحاف النبلاء المتقين.
وهو الإمام العلامة حافظ العصر قاضي القضاة شيخ الإسلام.
ولد سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة وتوفي ليلة السبت المسفر صباحها في ثامن عشر ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وثمانمائة وكان عمره إذ ذاك تسعة وسبعين سنة وأربعة أشهر وعشرة أيام وصلى عليه خلق كثير.
قال في مدينة العلوم: ومن جملتهم: أبو العباس الخضر عليه السلام رآه عصابة من الأولياء. انتهى.
قلت: وفيه نظر واضح عند من يقتدي بأهل الحديث.
وتصانيفه أكثر من أن تحصى وكلها أتقن من تأليفات السيوطي وشهرته تغني عن إكثار المدح له وإطالة ترجمته وهو من مشائخي في علم الحديث وقد انتفعت بكتبه كثيرا ولله الحمد.
خليل بن أيبك الشيخ: صلاح الدين الصفدي.

.الشافعي الإمام الأديب الناظم الناثر صاحب التاريخ الكبير:

وهو بخطه أكثر من خمسين مجلدا ولد سنة 669، وقرأ يسيرا من الفقه والأصلين وبرع في الأدب: نظما ونثرا وكتابة وجمعا وتتلمذ على الشيخ: تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي السبكي ولازم الحافظ فتح الدين بن سيد الناس وبه تمهر في الأدب.
وقال: كتبت أزيد من ستمائة مجلد تصنيفا.
مات بالطاعون ليلة عاشر شوال سنة 794 – رحمه الله تعالى.

.الحافظ: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي المعروف: بالخطيب:

صاحب تاريخ بغداد.
كان من الحفاظ المتقنين والعلماء المتبحرين ولو لم يكن له سوى التاريخ لكفاه فإنه يدل على اطلاع عظيم وصنف قريبا من مائة مصنف وفضله أشهر من أن يوصف.
أخذ الفقه عن: أبي الحسن المحاملي والقاضي أبي الطيب الطبري وغيرهما.
وكان فقيها فغلب عليه الحديث والتاريخ.
ولد يوم الخميس في سنة 393، وتوفي يوم الاثنين سابع ذي الحجة وقيل: في شوال سنة 463، ببغداد وحكايته في إبطال خط النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي أخرجه اليهود لإسقاط الجزية عنهم – واحتجوا به – مشهورة.
وإن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي من جملة من حمل نعشه لأنه انتفع به كثيرا وكان يراجعه في تصانيفه والعجب أنه كان في وقته: حافظ الشرق وأبو عمرو يوسف بن عبد البر – صاحب كتاب الاستيعاب-: حافظ المغرب وماتا في سنة واحدة وقد كان تصدق بجميع ماله: وهو مائتا دينار فرقها على أرباب الحديث والفقهاء والفقراء في مرضه وأوصى أن يتصدق عنه بجميع ماله وما عليه من الثياب ووقف جميع كتبه على المسلمين ولم يكن له عقب وصنف أكثر من ستين كتابا ورؤيت له منامات حسنة صالحة بعد موته وكان قد انتهى. إليه علم الحديث وحفظه في وقته هذا آخر ما نقلته من كتاب ابن النجار – رحمه الله تعالى.

.الحافظ: محب الدين بن النجار صاحب: ذيل تاريخ بغداد:

جاوز ثلاثين مجلدا وذيله: دال على سعة حفظه وعلو شأنه.
وهو: محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله الحافظ الكبير الثقة له: مصنف حافل في مناقب الشافعي وتصانيف أخر في السنن والأحكام.
ولد في سنة 578، وله: الرحلة الواسعة إلى الشام ومصر والحجاز ومرو وأصبهان وهراة ونيسابور وكانت رحلته سبعا وعشرين سنة توفي ببغداد في سنة ثلاث وأربعين وستمائة.
تاج الإسلام: أبو سعيد السمعاني عبد الكريم بن أبي بكر محمد بن أبي المظفر المروزي الفقيه الشافعي.
رحل في طلب العلم والحديث إلى شرق الأرض وغربها وجنوبها وشمالها وسافر إلى ما وراء النهر وسائر بلاد خراسان عدة دفعات وإلى قومس والري وأصبهان وهمذان وبلاد الجبال والعراق والحجاز والموصل والجزيرة والشام وغيرها من المدن التي يطول ذكرها ويتعذر حصرها.
ولقي العلماء وأخذ عنهم وجالسهم وروى عنهم واقتدى بأفعالهم الجميلة وآثارهم الحميدة وكان عدة شيوخه تزيد على أربعة آلاف شيخ.
وصنف التصانيف الحسنة الغزيرة الفائدة منها: ذيل تاريخ بغداد وهو نحو خمسة عشر مجلدا وتاريخ مرو يزيد على عشرين مجلدا وكذلك: الأنساب نحو ثمان مجلدات وقد وقفت عليه – ولله الحمد-.
ولد سنة 506، وتوفي بمرو سنة 562 وكان أبوه وجده أيضا من الفضلاء العلماء النبلاء ذكرهما ابن خلكان.

.محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز شمس الدين أبو عبد الله الذهبي:

محدث العصر إمام الوجود حفظا وذهبي العصر معنى ولفظا.
ولد سنة 673، وطلب الحديث وهو ابن ثمان عشرة.
سمع بدمشق ومصر وبعلبك والإسكندرية.
وسمع منه الجمع الكثير وكان شديد الميل إلى رأي الحنابلة كثير الإزراء بأهل الرأي فلذلك لايصفهم في التراجم.
له التصانيف الجزيلة في الحديث وأسماء الرجال قرأ القرآن وأقرأه بالروايات صنف: التاريخ الكبير ثم الأوسط المسمى: بالعبر والصغير المسمى: بدول الإسلام وتاريخه من أجل التواريخ.
وقف الشيخ كمال الدين بن الزملكاني على تاريخ الإسلام له جزءا بعد جزء إلى أن أنهاه مطالعة فقال: هذا كتاب جليل وتاريخه المذكور: عشرون مجلدا وكتاب تاريخ النبلاء عشرون مجلدا.
وله: طبقات القراء.
وطبقات الحفاظ مجلدين.
وميزان الاعتدال ثلاث مجلدات.
والمثبت في الأسماء والأنساب مجلد.
ونبأ الرجال مجلد.
وتهذيب التهذيب مجلد.
واختصار سنن البيهقي خمس مجلدات.
وتنقيح أحاديث التعليق لابن الجوزي.
والمستحلي اختصار المحلي.
والمقتنى في الضعفاء.
واختصار المستدرك للحاكم مجلدان.
واختصار تاريخ الخطيب مجلدان.
وتوقيف أهل التوفيق على مناقب الصديق مجلد.
ونعم السمر في سيرة عمر مجلد.
والتبيان في مناقب عثمان مجلد.
وفتح الطالب في أخبار علي بن أبي طالب مجلد.
ومعجم أشياخه وهو ألف وثلاثمائة شيخ.
واختصار كتاب الجهاد لابن عساكر مجلد.
وما بعد الموت مجلد.
وهالة البدر في عدد أهل بدر.
وله في تراجم الأعيان: مصنف لكل واحد منهم قائم الذات مثل: الأئمة الأربعة ومن يجري مجراهم لكن أدخل الكل في تاريخ النبلاء.
ومن شعره:
إذا قرأ الحديث علي شخص ** وأخلى موضعا لوفاة مثلي

فما جازى بإحسان لأني ** أريد حياته ويريد قتلي

وله:
العلم: قال الله قال رسوله ** إن صح والإجماع فاجهد فيه

وحذار من نصب الخلاف جهالة ** بين الرسول وبين رأي فقيه

توفي ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة سنة 748.
ذكر له ابن شاكر الكتبي ترجمة حسنة في: فوات الوفيات إن شئت فراجعه.

.عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان القشيري مولى بني أمية يعرف: بابن أبي الدنيا.

ولد سنة 208، وتوفي سنة 383.
وكان يؤدب المكتفي بالله في حداثته.
وهو أحد الثقات المصنفين للأخبار والسير والتاريخ له كتب كثيرة تزيد على مائة كتاب.
سمع من المشائخ.
وروى عنه جماعة قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وكان صدوقا إذا جالس أحدا: إن شاء أضحكه وإن شاء أبكاه – رحمه الله تعالى.