الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الإلمام بأحاديث الأحكام
.بَاب الْأَذَان: (194) رَوَى طَلْحَة بن يَحْيَى، عَن عَمه، قَالَ: كنت عِنْد مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان فَجَاءَهُ الْمُؤَذّن يَدعُوهُ إِلَى الصَّلَاة، فَقَالَ مُعَاوِيَة سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «المؤذنون أطول النَّاس أعناقاً يَوْم الْقِيَامَة». رَوَاهُ مُسلم.(195) وَعَن مَالك بن الحُويرث رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا حضرت الصَّلَاة فليؤذن لكم أحدكُم، وليؤمكم أكبركم». مُتَّفق عَلَيْهِ.(196) وَعَن عبد الله بن زيد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: لما أَمر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالناقوس يُعمل ليضْرب بِهِ للنَّاس لجمع الصَّلَاة؛ طَاف بِي- وَأَنا نَائِم- رجل يحمل ناقوساً فِي يَده، فَقلت: يَا عبد الله، أتبيعُ هَذَا الناقوس؟ قَالَ: وَمَا تصنع بِهِ؟ قلت: نَدْعُو بِهِ إِلَى الصَّلَاة. قَالَ: أَفلا أدلك عَلَى مَا هُوَ خير من ذَلِك؟ قَالَ: فَقلت لَهُ بلَى. قَالَ: تَقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، حَيّ عَلَى الصَّلَاة، حَيّ عَلَى الصَّلَاة، حَيّ عَلَى الْفَلاح، حَيّ عَلَى الْفَلاح، الله أكبر الله أكبر، لَا إِلَه إِلَّا الله. قَالَ: ثمَّ اسْتَأْخَرَ عني غير بعيد، ثمَّ قَالَ: ثمَّ تَقول إِذا أَقمت الصَّلَاة: الله أكبر الله أكبر، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، حَيّ عَلَى الصَّلَاة، حَيّ عَلَى الْفَلاح، قد قَامَت الصَّلَاة، قد قَامَت الصَّلَاة، الله أكبر الله أكبر، لَا إِلَه إِلَّا الله. قَالَ: فَلَمَّا أَصبَحت أتيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرته بِمَا رَأَيْت، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهَا لرؤيا حق إِن شَاءَ الله، فَقُمْ مَعَ بِلَال فألق عَلَيْهِ مَا رَأَيْت؛ فليؤذن بِهِ، فَإِنَّهُ أندى صَوتا مِنْك» فَقُمْت مَعَ بِلَال فَجعلت ألقيه عَلَيْهِ، وَيُؤذن بِهِ قَالَ فَسمع ذَلِك عمر بن الْخطاب- وَهُوَ فِي بَيته- فَخرج وَهُوَ يجر رِدَاءَهُ، وَيَقُول: يَا رَسُول الله، وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لقد رَأَيْت مثل مَا رَأَى، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَللَّه الْحَمد». أخرجه أَبُو دَاوُد من حَدِيث ابْن إِسْحَق، وَصَححهُ ابْن خُزَيْمَة.(197) وَرَوَى مُسلم من حَدِيث عَامر الْأَحول بِسَنَدِهِ إِلَى أبي مَحْذُورَة: أَن نَبِي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علمه هَذَا الْأَذَان: الله أكبر الله أكبر، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، ثمَّ يعود فَيَقُول: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله مرَّتَيْنِ، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله, أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله مرَّتَيْنِ الحَدِيث.(198) وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن أحد شَيْخي مُسلم فِيهِ فَذكر التَّكْبِير فِي أَوله مربعًا، وَرَوَاهُ جمَاعَة عَن عَامر مربعًا.(199) وَرَوَاهُ همام، عَن عَامر بِسَنَدِهِ إِلَى أبي مَحْذُورَة، قَالَ: عَلمنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَذَان تسع عشرَة كلمة: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الحَدِيث وَفِيه: الترجيع، وَالْإِقَامَة سبع عشرَة كلمة: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الحَدِيث. وَفِيه: تَثْنِيَة التشهدين، والحيعلتين، وَقد قَامَت الصَّلَاة. أخرجه ابْن مَاجَه عَن رجال الصَّحِيح.(200) وَأخرجه التِّرْمِذِيّ مُخْتَصرا لم يزدْ عَلَى أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علمه الْأَذَان تسع عشرَة كلمة، وَالْإِقَامَة سبع عشرَة كلمة، وَقَالَ: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح.(201) وَعَن أنس بن مَالك قَالَ: من السّنة إِذا قَالَ الْمُؤَذّن فِي صَلَاة الْفجْر: حَيّ عَلَى الْفَلاح، قَالَ: الصَّلَاة خير من النّوم، الصَّلَاة خير من النّوم. الله أكبر، الله أكبر، لَا إِلَه إِلَّا الله. أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ، وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه مُخْتَصرا، لم يذكر فِيهِ تَثْنِيَة التثويب.(202) وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمر بِلَالًا أَن يشفع الْأَذَان، ويوتر الْإِقَامَة. أخرجه النَّسَائِيّ، وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ؛ لَكِن بِلَفْظ: أمِرَ بِلَال.(203) وَفِي لفظ عِنْد البُخَارِيّ من جِهَة سُلَيْمَان بن حَرْب، عَن حَمَّاد: إِلَّا الْإِقَامَة. قيل: إِنَّه رَوَاهُ غير وَاحِد عَن حَمَّاد فَلم يذكرُوا هَذِه اللَّفْظَة.(204) وَرَوَى مُسلم من حَدِيث أبي جُحَيْفَة، قَالَ: أتيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَكَّة وَهُوَ بِالْأَبْطح فِي قبَّة لَهُ حَمْرَاء من أَدَم، وَفِيه: فَتَوَضَّأ، وأذّن بِلَال، قَالَ: فَجعلت أتتبّع فَاه هَاهُنَا وَهَاهُنَا؛ يَقُول يَمِينا وَشمَالًا, يَقُول: حَيّ عَلَى الصَّلَاة، حَيّ عَلَى الْفَلاح.(205) وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ: رَأَيْت بِلَالًا يُؤذن ويدور، وَيتبع فَاه هَاهُنَا وَهَاهُنَا، وأصبعاه فِي أُذُنَيْهِ.وَقَالَ: حَدِيث أبي جُحَيْفَة حَدِيث حسن صَحِيح.(206) وَرَوَى الدَّارمِيّ فِي مُسْنده من حَدِيث أبي مَحْذُورَة مطولا: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمر نَحوا من عشْرين رجلا فأذنوا؛ فأعجبه صَوت أبي مَحْذُورَة؛ فَعلمه الْأَذَان. وَأخرجه ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه.(207) وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ كَانَ لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مؤذنان: بِلَال، وَابْن أم مَكْتُوم الْأَعْمَى.(208) وَعَن جَابر بن سَمُرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: صليت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِيدَيْنِ غير مرّة وَلَا مرَّتَيْنِ بِغَيْر أَذَان، وَلَا إِقَامَة.(209) وَعَن عبد الله بن أبي رَبَاح، عَن أبي قَتَادَة، فِي حَدِيث طَوِيل فِيهِ النّوم عَن الصَّلَاة، فِيهِ: ثمَّ أذن بِلَال بِالصَّلَاةِ، فَصَلى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ صَلَّى الْغَدَاة الحَدِيث. فَصنعَ كَمَا كَانَ يصنع كل يَوْم.(210) وَفِي حَدِيث جَابر الطَّوِيل فِي صفة حج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاقه إِلَى ذكر خطْبَة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَي بِعَرَفَة، قَالَ: ثمَّ أذن، ثمَّ أَقَامَ فَصَلى الظّهْر، ثمَّ أَقَامَ فَصَلى الْعَصْر، وَلم يصلّ بَينهمَا شَيْئا. وَفِي هَذَا الحَدِيث: حَتَّى أَتَى الْمزْدَلِفَة، فَصَلى بهَا الْمغرب وَالْعشَاء بِأَذَان وَاحِد وَإِقَامَتَيْنِ. أخرج هَذِه الْأَحَادِيث كلهَا مُسلم.(211) وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما جَاءَ الْمزْدَلِفَة جمع بَين الْمغرب وَالْعشَاء: صَلَّى الْمغرب ثَلَاثًا، وَالْعشَاء رَكْعَتَيْنِ بِإِقَامَة لكل وَاحِدَة مِنْهُمَا، وَلم يصلّ بَينهمَا شَيْئا.(212) وَفِي حَدِيث شُعْبَة، بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاهما بِإِقَامَة وَاحِدَة.(213) وَعَن سَالم، عَن أَبِيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِن بِلَالًا يُؤذن بلَيْل، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤذن ابْن أم مَكْتُوم». مُتَّفق عَلَيْهِ. لفظ رِوَايَة البُخَارِيّ.(214) وَرَوَى حَمَّاد بن سَلمَة، عَن أَيُّوب، عَن نَافِع، عَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما إِن بِلَالًا أذَّنَ قبل طُلُوع الْفجْر؛ فَأمره النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يرجع فينادي: «أَلا إِن العَبْد نَام، أَلا إِن العَبْد نَام». أخرجه أَبُو دَاوُد. وَقد أُعلّ الحَدِيث.(215) وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا سَمِعْتُمْ النداء فَقولُوا مثل مَا يَقُول الْمُؤَذّن». أَخْرجُوهُ أَجْمَعُونَ.(215) وَعَن عِيسَى بن طَلْحَة، قَالَ: سَمِعت مُعَاوِيَة يحدث يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «إِذا قَالَ الْمُؤَذّن أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله,قَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَإِذا قَالَ: أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، قَالَ: أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، قَالَ: وَأَنا، ثمَّ يسكت». أخرجه أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه من رِوَايَة طَلْحَة بن يَحْيَى عَن عِيسَى. وَهَذِه اللَّفْظَة، أَعنِي: «ثمَّ يسكت» عِنْد النَّسَائِيّ أَيْضا.(217) وَعَن عمر بن الْخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا قَالَ الْمُؤَذّن: الله أكبر الله أكبر، فَقَالَ أحدكُم: الله أكبر الله أكبر، ثمَّ قَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، قَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، ثمَّ قَالَ: أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، قَالَ: أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، ثمَّ قَالَ: حَيّ عَلَى الصَّلَاة، قَالَ: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه، ثمَّ قَالَ: حَيّ عَلَى الْفَلاح، قَالَ: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه، ثمَّ قَالَ: الله أكبر الله أكبر، قَالَ: الله أكبر الله أكبر ثمَّ قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله، قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله من قلبه، دخل الْجنَّة». أخرجه مُسلم.(218) وَعَن جَابر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من قَالَ حِين يسمع النداء: اللَّهُمَّ رب هَذِه الدعْوَة التَّامَّة، وَالصَّلَاة الْقَائِمَة آتٍ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَة، والفضيلة، والدرجة الرفيعة، وابعثه مقَاما مَحْمُودًا الَّذِي وعدته، إِلَّا حلت لَهُ الشَّفَاعَة يَوْم الْقِيَامَة» أَخْرجُوهُ إِلَّا مُسلما.(219) وَعَن مطرف بن عبد الله عَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ قلت: يَا رَسُول الله،- وَفِي رِوَايَة- أَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ قَالَ: يَا رَسُول الله، اجْعَلنِي إِمَام قومِي قَالَ: «أَنْت إمَامهمْ، واقتد بأضعفهم، وَاتخذ مُؤذنًا لَا يَأْخُذ عَلَى الْأَذَان أجرا». أخرجه أَبُو دَاوُد.(220) عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ«لَا يقبل الله صَلَاة أحدكُم إِذا أحدث حَتَّى يتَوَضَّأ». مُتَّفق عَلَيْهِ، وَتقدم حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما فِي القبرين.(221) وَعَن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ، عَن أَبِيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا ينظر الرجل إِلَى عَورَة الرجل، وَلَا تنظر الْمَرْأَة إِلَى عَورَة الْمَرْأَة، وَلَا يُفضي الرجل إِلَى الرجل فِي ثوب وَاحِد، وَلَا تُفْضِي الْمَرْأَة إِلَى الْمَرْأَة فِي الثَّوْب الْوَاحِد». لفظ مُسلم.(222) وَرَوَى بهز بن حَكِيم، عَن أَبِيه، عَن جده رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: قلت يَا رَسُول الله، عوراتنا مَا نأتي مِنْهَا وَمَا نذر؟ قَالَ: «احفظ عورتك إِلَّا من زَوجتك أَو مَا ملكت يَمِينك». قَالَ: قلت يَا رَسُول الله، إِذا كَانَ الْقَوْم بَعضهم فِي بعض؟ قَالَ: «إِن اسْتَطَعْت أَن لَا يرينَّها أحد فَلَا يرينَّها». قَالَ: قلت يَا رَسُول الله، إِذا كَانَ أَحَدنَا خَالِيا؟ قَالَ: «الله أَحَق أَن يُستحيا مِنْهُ من النَّاس». أخرجه أَبُو دَاوُد، وَمن يصحح هَذِه النُّسْخَة فَالْحَدِيث عِنْده صَحِيح لصِحَّة الْإِسْنَاد إِلَى بهز.(223) وَعَن أبي الدَّرْدَاء رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: كنت جَالِسا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أقبل أَبُو بكر آخِذا بِطرف ثَوْبه، حَتَّى أبدى عَن رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أما صَاحبكُم فقد غامر» الحَدِيث. أخرجه البُخَارِيّ. وغامر: خَاصم غَيره؛ كَأَنَّهُ دخل فِي غمرة الْخُصُومَة.(224) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها ، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ: «لَا يقبل الله صَلَاة حَائِض إِلَّا بخمار». أخرجه أَبُو دَاوُد، وَقد رُوِيَ مَوْقُوفا.(225) وَرَوَاهُ ابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه بِلَفْظ: «لَا بقبل الله صَلَاة امْرَأَة قد حَاضَت إِلَّا بخمار». (226) وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من جرَّ ثَوْبه خُيلاء لم ينظر الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة». فَقَالَت أم سَلمَة: فَكيف تصنع النِّسَاء بذيولهن يَا رَسُول الله؟ قَالَ: «يرخين شبْرًا» قَالَت: إِذا تنكشف أقدامهن؛ قَالَ: «فيرخينه ذِرَاعا لَا يزدن عَلَيْهِ». أخرجه النَّسَائِيّ، وَالتِّرْمِذِيّ وَصَححهُ.(227) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، قَالَ: رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الفَخِدُ عَورَة». أخرجه الْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة أبي يَحْيَى، عَن مُجَاهِد، عَنهُ.(228) وَثَبت من حَدِيث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْكَشَفَ فَخذه، حِين أَجْرَى- أَي الْفرس- بزقاق خَيْبَر.(229) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يُصَلِّي أحدكُم فِي الثَّوْب الْوَاحِد لَيْسَ عَلَى عَاتِقه مِنْهُ شَيْء». لفظ مُسلم.(230) وَعَن سعيد بن الْحَارِث، قَالَ: سَأَلنَا جَابِرا عَن الصَّلَاة فِي الثَّوْب الْوَاحِد؛ فَقَالَ: خرجت مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بعض أَسْفَاره، فَجِئْته لَيْلَة لبَعض أَمْرِي، فَوَجَدته يُصَلِّي وعليَّ ثوب وَاحِد فاشتملت بِهِ وَصليت إِلَى جَانِبه، فَلَمَّا انْصَرف، قَالَ: «مَا السرى يَا جَابر؟» فَأَخْبَرته بحاجتي. فَلَمَّا فرغت قَالَ: «مَا هَذَا الاشتمال الَّذِي رأيتُ؟» قلت: كَانَ ثوبا، قَالَ: «فَإِن كَانَ وَاسِعًا فالتحف بِهِ، وَإِن كَانَ ضيقا فأتزر بِهِ». لفظ رِوَايَة البُخَارِيّ.(231) وَعَن أبي مسلمة سعيد بن زيد، قَالَ: قلت لأنس بن مَالك: أَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: نعم.(232) وَعَن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي نَحْو بَيت الْمُقَدّس، فَنزلت: {قد نرَى تقلب وَجهك فِي السَّمَاء فلنولينك قبْلَة ترضاها فول وَجهك شطر الْمَسْجِد الْحَرَام} [الْبَقَرَة: 144] الْآيَة. فَمر رجل من بني سَلمَة وهم رُكُوع فِي صَلَاة الْفجْر، وَقد صلوا رَكْعَة، فَنَادَى: أَلا إِن الْقبْلَة قد حُولت؛ فمالوا كَمَا هم نَحْو الْقبْلَة. أخرجهُمَا مُسلم.(233) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب قبْلَة». أخرجه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ.(234) وَعَن سَالم بن عبد الله بن عمر، عَن أَبِيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسبح عَلَى الرَّاحِلَة قِبَلَ أَي وَجه توجّه، ويوتر عَلَيْهَا؛ غير أَنه لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَة.(235) وَعَن زيد بن أَرقم رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: كُنَّا نتكلم فِي الصَّلَاة يكلم الرجل منا صَاحبه، وَهُوَ إِلَى جنبه فِي الصَّلَاة، حَتَّى نزلت: {وَقومُوا لله قَانِتِينَ} [الْبَقَرَة: 238] فَأمرنَا بِالسُّكُوتِ، ونُهينا عَن الْكَلَام. أخرجهُمَا مُسلم. وَسَيَأْتِي حَدِيث ذِي الْيَدَيْنِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى.(236) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «التَّسْبِيح للرِّجَال، والتصفيق للنِّسَاء».(237) وَعَن مطرف، عَن أَبِيه رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَفِي صَدره أزيز كأزيز الْمرجل من الْبكاء. أخرجهُمَا مُسلم.
|