الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: البرهان في علوم القرآن (نسخة منقحة)
.فَائِدَةٌ: .(أَمَّا) الْمَفْتُوحَةُ الْهَمْزَةِ الْمُشَدَّدَةُ الْمِيمِ: وقدرها سيبويه بـ: (مهما) وَفَائِدَتُهَا فِي الْكَلَامِ: أَنَّهَا تُكْسِبُهُ فَضْلَ تَأْكِيدٍ تَقُولُ زَيْدٌ ذَاهِبٌ، فَإِذَا قَصَدْتَ أَنَّهُ لَا مَحَالَةَ ذَاهِبٌ قُلْتَ: أَمَّا زَيْدٌ فَذَاهِبٌ وَلِهَذَا قَالَ سِيبَوَيْهِ مَهْمَا يَكُنْ مِنْ شَيْءٍ فَزَيْدٌ ذَاهِبٌ. وَفِي إِيرَادِهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ} إِحْمَادٌ عَظِيمٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَنَعْيٌ عَلَى الْكَافِرِينَ لِرَمْيِهِمْ بِالْكَلِمَةِ الْحَمْقَاءِ. وَالِاسْمُ الْوَاقِعُ بَعْدَهَا إِنْ كَانَ مرفوعا فهو مبتدأ كقوله: {أما السفينة فكانت لمساكين}، {وأما الغلام}، {وأما الجدار}. وَإِنْ كَانَ مَنْصُوبًا، فَالنَّاصِبُ لَهُ مَا بَعْدَ الْفَاءِ عَلَى الْأَصَحِّ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فلا تنهر}. وقرئ: {وأما ثمود فهديناهم} بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ، فَالرَّفْعُ بِالِابْتِدَاءِ لِاشْتِغَالِ الْفِعْلِ عَنْهُمْ بِضَمِيرِهِمْ. وَتُذْكَرُ لِتَفْصِيلِ مَا أَجْمَلَهُ الْمُخَاطِبُ وَلِلِاقْتِصَارِ عَلَى بَعْضِ مَا ادَّعَى. فَالْأَوَّلُ: كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فأما الذين شقوا ففي النار} {وأما الذين سعدوا ففي الجنة}، فَهَذَا تَفْصِيلٌ لِمَا جُمِعَ فِي قَوْلِهِ: {ذَلِكَ يوم مجموع له الناس} وَبَيَانُ أَحْكَامِ الشَّقِيِّ وَالسَّعِيدِ. وَالثَّانِي: كَمَا لَوْ قِيلَ: زَيْدٌ عَالِمٌ شُجَاعٌ كَرِيمٌ فَيُقَالُ أَمَّا زَيْدٌ فَعَالِمٌ أَيْ لَا يُثْبَتُ لَهُ بِمَا ادَّعَى سِوَى الْعِلْمِ. وَاخْتُلِفَ فِي تَعَدُّدِ الْأَقْسَامِ بِهَا فَقِيلَ إِنَّهُ لَازِمٌ وَحُمِلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {والراسخون في العلم} عَلَى مَعْنَى وَأَمَّا الرَّاسِخُونَ لِيَحْصُلَ بِذَلِكَ التَّعَدُّدُ بَعْدَهَا وَقَطْعُهُ عَنْ قَوْلِهِ: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلا الله}. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ غَيْرُ لَازِمٍ بَلْ قَدْ يُذْكَرُ فِيهَا قِسْمٌ وَاحِدٌ وَلَا يُنَافِي ذلك أن تكون للتفصيل ما فِي نَفْسِ الْمُتَكَلِّمِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} حَكَى الْقَوْلَيْنِ ابْنُ جُمُعَةَ الْمَوْصِلِيُّ فِي شَرْحِ الدُّرَّةِ وَصَحَّحَ الْأَوَّلَ. وَالْأَقْرَبُ الثَّانِي، وَالتَّقْدِيرُ فِي الْآيَةِ: وَأَمَّا غَيْرُهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَكِلُونَ مَعْنَاهُ إِلَى رَبِّهِمْ وَدَلَّ عَلَيْهِ {وَالرَّاسِخُونَ} الْآيَةَ. قَالَ بَعْضُهُمْ: وَهَذَا الْمَعْنَى هُوَ الْمُشَارُ إِلَيْهِ فِي آيَةُ الْبَقَرَةِ {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحق من ربهم وأما الذين كفروا}، إِلَى قَوْلِهِ: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ}. وَهَذَا حَكَاهُ ابْنُ قُتَيْبَةَ عَنْ بَعْضِ الْمُتَقَدِّمِينَ قَالَ فَالْفَاسِقُونَ هَاهُنَا هُمُ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ وَهُمُ الضَّالُّونَ بِالتَّمْثِيلِ ثُمَّ خَالَفَهُ فَقَالَ وَأَنْتَ إِذَا جَعَلْتَ الْمُتَّبِعِينَ الْمُتَشَابِهَ بِالتَّأْوِيلِ الْمُنَافِقِينَ فِي الْيَهُودِ الْمُحَرِّفِينَ لَهُ دُونَ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا قال الله تعالى: {في قلوبهم زيغ} أَيْ غَيْرُ الْإِسْلَامِ وَضَحَ لَكَ الْأَمْرُ وَصَحَّ مَا قُلْنَاهُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّاسِخِينَ بِالْمُتَشَابِهِ وَعَلَى هذا فالوقف على {والراسخون في العلم}. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أصحاب اليمين فسلام لك}، فَقِيلَ: الْفَاءُ جَوَابُ أَمَّا وَيَكُونُ الشَّرْطُ لَا جَوَابَ لَهُ وَقَدْ سَدَّ جَوَابُ أَمَّا مَسَدَّ جَوَابِ الشَّرْطِ. وَقِيلَ: بَلْ جَوَابُ الشَّرْطِ وَالشَّرْطُ وَجَوَابُهُ سَدَّ مَسَدَّ جَوَابِ أَمَّا. وَتَجِيءُ أَيْضًا مركبة من أم المنقطعة وما الِاسْتِفْهَامِيَّةِ وَأُدْغِمَتِ الْمِيمُ فِي الْمِيمِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {أماذا كنتم تعملون}. .(إما) المكسورة المشددة: وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تتخذ فيهم حسنا}. {إما أن تلقي وإما أن نكون}. {فإما منا بعد وإما فداء} وانتصب منا وفداء على المصدر أي من مننتم وفاديتم. وَقَالَ صَاحِبُ الْأَزْهِيَةِ: حُكْمُهَا فِي هَذَا الْقِسْمِ التَّكْرِيرُ وَلَا تَكْرِيرَ إِذَا كَانَ فِي الْكَلَامِ عِوَضٌ مِنْ تَكْرِيرِهَا تَقُولُ إِمَّا تَقُولُ الْحَقَّ وَإِلَّا فَاسْكُتْ وَإِلَّا بِمَعْنَى إِمَّا. وَبِمَعْنَى الْإِبْهَامِ، نحو: {إما يعذبهم وإما يتوب عليهم} {إما العذاب وإما الساعة}. {إما شاكرا وإما كفورا}. وَتَكُونُ بِمَعْنَى الشَّرْطِيَّةِ مُرَكَّبَةً مِنْ إِنِ الشَّرْطِيَّةِ وما الزَّائِدَةِ وَهَذِهِ لَا تُكَرَّرُ. وَالْأَكْثَرُ فِي جَوَابِهَا نُونُ التَّوْكِيدِ، نَحْوُ: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أحدا}. {قل رب إما تريني ما يوعدون} {فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم} {وإما تخافن من قوم خيانة} وَإِنَّمَا دَخَلَتْ مَعَهَا نُونُ التَّوْكِيدِ لِلْفَرْقِ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ الَّتِي لِلتَّخْيِيرِ. وَاخْتُلِفَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إما شاكرا وإما كفورا} فقال البصريون للتخيير فانتصاب شاكرا وكفورا عَلَى الْحَالِ. وَقِيلَ: التَّخْيِيرُ هُنَا رَاجِعٌ إِلَى إِخْبَارِ اللَّهِ بِأَنَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ. وَقِيلَ: حَالٌ مُقَيِّدَةٌ أَيْ إِمَّا أَنْ تَجِدَ عِنْدَهُمَا الشُّكْرَ فَهُوَ عَلَامَةُ السَّعَادَةِ أَوِ الْكُفْرَ فَهُوَ عَلَامَةُ الشَّقَاوَةِ فَعَلَى هَذَا تَكُونُ لِلتَّفْصِيلِ. وَأَجَازَ الكوفيون أن تكون ها هنا شَرْطِيَّةً أَيْ إِنْ شَكَرَ وَإِنْ كَفَرَ. قَالَ مَكِّيٌّ: وَهَذَا مَمْنُوعٌ لِأَنَّ الشَّرْطِيَّةَ لَا تَدْخُلُ عَلَى الْأَسْمَاءِ إِلَّا أَنْ تُضْمِرَ بَعْدَ إِنْ فِعْلًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ استجارك} وَلَا يَجِبُ إِضْمَارُهُ هُنَا لِأَنَّهُ يَلْزَمُ رَفْعُ شَاكِرٍ بِذَلِكَ الْفِعْلِ. وَرَدَّ عَلَيْهِ ابْنُ الشَّجَرِيِّ بِأَنَّ النَّحْوِيِّينَ يُضْمِرُونَ بَعْدَ إِنِ الشَّرْطِيَّةِ فِعْلًا يُفَسِّرُهُ مَا بَعْدَهُ مِنْ لَفْظِهِ فَيَرْتَفِعُ الِاسْمُ بَعْدَ أَنْ يَكُونَ فَاعِلًا لِذَلِكَ الْمُضْمَرِ كَقَوْلِهِ تعالى: {إن امرؤ هلك} {وإن امرأة خافت} كَذَلِكَ يُضْمِرُونَ بَعْدَهُ أَفْعَالًا تَنْصِبُ الِاسْمَ بِأَنَّهُ مَفْعُولٌ بِهِ كَقَوْلِكَ إِنْ زَيْدًا أَكْرَمْتَهُ نَفَعَكَ أَيْ إِنْ أَكْرَمْتَ. .(أَلْ): .(الْآنَ): وَقَالَ قَوْمٌ: هِيَ حَدٌّ لِلزَّمَانَيْنِ أَيْ ظَرْفٌ لِلْمَاضِي وَظَرْفٌ لِلْمُسْتَقْبَلِ وَقَدْ يُتَجَوَّزُ بِهَا عَمَّا قَرُبَ مِنَ الْمَاضِي وَمَا يَقْرُبُ مِنَ الْمُسْتَقْبَلِ حَكَاهُ أَبُو الْبَقَاءِ فِي اللُّبَابِ. وَقَالَ ابْنُ مَالِكٍ لِوَقْتٍ حَضَرَ جَمِيعُهُ كَوَقْتِ فِعْلِ الْإِنْشَاءِ حَالَ النُّطْقِ بِهِ أَوْ ببعضه بقوله تَعَالَى: {فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رصدا} {الآن خفف الله عنكم}. وَهَذَا سَبَقَهُ إِلَيْهِ الْفَارِسِيُّ فَقَالَ الْآنَ يُرَادُ بِهِ الْوَقْتُ الْحَاضِرُ ثُمَّ قَدْ تَتَّسِعُ فِيهِ الْعَرَبُ فَتَقُولُ أَنَا الْآنَ أَنْظُرُ فِي الْعِلْمِ وَلَيْسَ الْغَرَضُ أَنَّهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ الْيَسِيرِ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَلَكِنَّ الْغَرَضَ أَنَّهُ فِي وَقْتِهِ ذَلِكَ وَمَا أَتَى بَعْدَهُ كَمَا تَقُولُ أَنَا الْيَوْمَ خَارِجٌ تُرِيدُ بِهِ الْيَوْمَ الَّذِي عَقِبَ اللَّيْلَةِ. قَالَ ابْنُ مَالِكٍ: وَظَرْفِيَّتُهُ غَالِبَةٌ لَا لازمة. .(أُفٍّ): وَقِيلَ: اسْمٌ لِفِعْلٍ مَاضٍ أَيْ كَرِهْتُ وَتَضَجَّرْتُ حَكَاهُمَا أَبُو الْبَقَاءِ. وَحَكَى غَيْرُهُ ثَالِثًا أَنَّهُ اسْمٌ لِفِعْلٍ مُضَارِعٍ أَيْ أَتَضَجَّرُ مِنْكُمَا. وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْأَنْبِيَاءِ: {أُفٍّ لكم}، فَأَحَالَ أَبُو الْبَقَاءِ عَلَى مَا سَبَقَ فِي الْإِسْرَاءِ وَقَضِيَّتُهُ تَسَاوِي الْمَعْنَيَيْنِ. وَقَالَ الْعَزِيزِيُّ فِي غَرِيبِهِ فِي هَذِهِ أَيْ تَلَفًا لَكُمْ فَغَايَرَ بَيْنَهُمَا وَهُوَ الظَّاهِرُ وَفَسَّرَ صَاحِبُ الصِّحَاحِ أُفٍّ بمعنى قذرا. .(أَنَّى): وَتَأْتِي بِمَعْنَى كَيْفَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {أنى يحيي هذه الله بعد موتها}. {فأنى لهم}، {أنى يؤفكون}. {فأتوا حرثكم أنى شئتم}، أَيْ كَيْفَ شِئْتُمْ مُقْبِلَةً وَمُدْبِرَةً. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: مَتَى شِئْتُمْ وَيَرُدُّهُ سَبَبُ نُزُولِ الْآيَةِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ مِنْ أَيِّ جِهَةٍ شِئْتُمْ وَهُوَ طِبْقُ سَبَبِ النُّزُولِ. وَتَجِيءُ بِمَعْنَى مِنْ أَيْنَ نَحْوُ: {أنى لك هذا}. وقوله: {أنى يكون لي ولد}. {أنى يكون لي غلام}. قَالَ ابْنُ فَارِسٍ: وَالْأَجْوَدُ أَنْ يُقَالَ فِي هَذَا أَيْضًا كَيْفَ وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ الْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. وَقُرِئَ شَاذًّا: {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا} أَيْ مِنْ أَيْنَ فَيَكُونُ الْوَقْفُ عِنْدَ قوله: {إلى طعامه}. وَتَكُونُ بِمَعْنَى مَتَى كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَنَّى يُحْيِي هذه الله بعد موتها}. وقوله: {قلتم أنى هذا}، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ مِنْ أَيْنَ. وَالْحَاصِلُ أَنَّهَا لِلسُّؤَالِ عَنِ الْحَالِ وَعَنِ الْمَكَانِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: أَنَّى مُشَاكِلَةٌ لِمَعْنَى أَيْنَ إِلَّا أَنَّ أَيْنَ لِلْمَوْضِعِ خَاصَّةً وَأَنَّى تَصْلُحُ لِغَيْرِ ذَلِكَ. وَقَالَ ابْنُ الدَّهَّانِ: فِيهَا مَعْنًى يَزِيدُ عَلَى أَيْنَ لِأَنَّهُ لَوْ قَالَ: أَيْنَ لَكِ هَذَا؟ كَانَ يُقَصِّرُ عَنْ مَعْنَى أَنَّى لَكِ لِأَنَّ مَعْنَى أَنَّى لَكِ مِنْ أَيْنَ لَكِ فَإِنَّ مَعْنَاهُ مَعَ حَرْفِ الْجَرِّ لِأَنَّهُ يَرَى أَنَّهُ وقع في الجواب كذلك قوله: {هو من عند الله}، وَلَمْ يَقُلْ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ وَجَوَابُ أَنَّى لك غَيْرُ جَوَابِ مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا فَاعْرِفْهُ. .(أَيَّانَ): وَقِيلَ أَصْلُهُ أَيُّ أَوَانٍ. وَقَالَ السَّكَّاكِيُّ: جَاءَ أَيَّانَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا وَكَسْرُ هَمْزَتِهَا يَمْنَعُ مِنْ أَنْ يَكُونَ أَصْلُهَا أَيُّ أَوَانٍ كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ حُذِفَتِ الْهَمْزَةُ مِنْ أَوَانٍ وَالْيَاءُ الثَّانِيَةُ مِنْ أَيِّ فَبَعْدَ قَلْبِ الْوَاوِ وَاللَّامِ يَاءً أُدْغِمَتِ الْيَاءُ السَّاكِنَةُ فِيهَا وَجُعِلَتِ الْكَلِمَتَانِ وَاحِدَةً. وَهِيَ فِي الْأَزْمَانِ بِمَنْزِلَةِ مَتَى إِلَّا أَنَّ مَتَى أَشْهَرُ مِنْهَا وَفِي أَيَّانَ تَعْظِيمٌ وَلَا تُسْتَعْمَلُ إِلَّا فِي مَوْضِعِ التَّفْخِيمِ بِخِلَافِ مَتَى قَالَ تَعَالَى: {أَيَّانَ مرساها}، {أيان يبعثون}، {أيان يوم الدين}، {أيان يوم القيامة}. وقال صَاحِبُ الْبَسِيطِ: إِنَّهَا تُسْتَعْمَلُ فِي الِاسْتِفْهَامِ عَنِ الشَّيْءِ الْمُعَظَّمِ أَمْرُهُ. قَالَ: وَسَكَتَ الْجُمْهُورُ عَنْ كونها شرطا. وذكر بعض المتأخرين مجيئها لدلالتها بِمَنْزِلَةِ مَتَى وَلَكِنْ لَمْ يُسْمَعْ ذَلِكَ.
|