فصل: (سورة العنكبوت: آية 9):

صباحاً 9 :18
/ﻪـ 
1446
جمادى الاخرة
13
السبت
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة العنكبوت:
بسْم اللَّه الرَّحْمن الرَّحيم:

.[سورة العنكبوت: الآيات 1- 3]:

{الم (1) أَحَسبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذينَ منْ قَبْلهمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذبينَ (3)}.

.الإعراب:

الهمزة للاستفهام {أن} حرف مصدريّ ونصب، والواو في {يتركوا} نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل {أن يتركوا} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي حسب.
والمصدر المؤوّل {أن يقولوا} في محلّ جرّ باللام محذوفة متعلّق ب {يتركوا} الواو حاليّة {لا} نافيّة، والواو في {يفتنون} نائب الفاعل.
جملة: {حسب الناس} لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {يتركوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
وجملة: {يقولوا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن} الثاني.
وجملة: {آمنّا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {هم لا يفتنون} في محلّ نصب حال.
وجملة: {لا يفتنون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.
(3) الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر {قد} حرف تحقيق {من قبلهم} متعلّق بمحذوف صلة الموصول الفاء عاطفة وكذلك الواو، اللام لام القسم لقسم مقدّر في الموضعين يعلمنّ مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع {الذين} اسم موصول مفعول به في محلّ نصب.
وجملة: {فتنّا} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على الجملة الابتدائيّة.
وجملة: يعلمنّ الأولى لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، وجملة: القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم المقدّرة الأولى.
وجملة: يعلمنّ الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة يعلمنّ الأولى.

.البلاغة:

الالتفات: في قوله تعالى: {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذبينَ}.
الالتفات إلى الاسم الجليل لإدخال الروعة وتربية المهابة وتكرير الجواب، لزيادة التأكيد والتقرير، أي فو اللّه ليتعلقن علمه بالامتحان، تعلقا حاليا، يتميز به الذين صدقوا في الايمان الذي أظهروه، والذين هم كاذبون فيه، مستمرون على الكذب، ويترتب عليه أجزيتهم من الثواب والعقاب.
التعبير بالصيغة الفعلية والصيغة الاسمية: في قوله تعالى: {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذبينَ} مخالفة بين الصيغة الفعلية وهي {صدقوا} والصيغة الاسمية في قوله: {الكاذبين}. والنكتة في هذه المخالفة، أن اسم الفاعل يدل على ثبوت المصدر في الفاعل، ورسوخه فيه. والفعل الماضي لا يدل عليه، لأن وقت نزول الآية كانت حكاية عن قوم قريبي عهد بالإسلام، وعن قوم مستمرين على الكفر، فعبر في حق الأولين بلفظ الفعل، وفي حق الآخرين بالصيغة الدالة على الثبات.

.الفوائد:

أفعال القلوب:
تقسم أفعال القلوب إلى ثلاثة أقسام:
أ- مالا يتعدّى بنفسه، ولا بدله من جارّ يتعدى بواسطته، نحو: فكر في الأمر.
ب- ما يتعدى لمفعول واحد وبنفسه، نحو: عرف الحق، وفهم المسألة.
ج- وما يتعدّى لمفعولين بنفسه، وأصلهما مبتدأ وخبر، يقول زفر بن الحارث الكلابي:
وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة ** عشية لاقينا جذام وحميرا

أي كان يظنهم شجعانا فتبينوا بخلاف ذلك.
وبعد نرجو أن يكون قد اتضح معنى الآية، أي أحسب الذين سارعوا إلى النطق بالشهادة استسهلوها وتعالوا بها على الآخرين، إنهم سيتركون دون اختبار، بل يمتحنهم اللّه بضروب من الابتلاء والمحن. فليس الايمان كلمات تردد على الألسنة دون أن تؤيد بالأقوال وتمازج العقول والقلوب.

.[سورة العنكبوت: آية 4]:

{أَمْ حَسبَ الَّذينَ يَعْمَلُونَ السَّيّئات أَنْ يَسْبقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ (4)}.

.الإعراب:

{أم} هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة أي للإضراب الانتقاليّ والتوبيخ {أن} حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤوّل {أن يسبقونا} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي حسب.
{ساء} فعل ماض لإنشاء الذّم، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو {ما} تمييز الفاعل، والمخصوص بالذّمّ محذوف تقديره حكمهم.
وجملة: {حسب الذين} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يعملون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {يسبقونا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
وجملة: {ساء ما يحكمون} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يحكمون} في محلّ نصب نعت ل {ما}.

.[سورة العنكبوت: الآيات 5- 7]:

{مَنْ كانَ يَرْجُوا لقاءَ اللَّه فَإنَّ أَجَلَ اللَّه لَآتٍ وَهُوَ السَّميعُ الْعَليمُ (5) وَمَنْ جاهَدَ فَإنَّما يُجاهدُ لنَفْسه إنَّ اللَّهَ لَغَنيّ عَن الْعالَمينَ (6) وَالَّذينَ آمَنُوا وَعَملُوا الصَّالحات لَنُكَفّرَنَّ عَنْهُمْ سَيّئاتهمْ وَلَنَجْزيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذي كانُوا يَعْمَلُونَ (7)}.

.الإعراب:

{كان} فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط الفاء رابطة لجواب الشرط اللام المزحلقة للتوكيد آت خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة الواو استئنافيّة {العليم} خبر ثان مرفوع.
وجملة: {من كان} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كان يرجو} في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة: {إنّ أجل اللّه} لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر أي: فليستعدّ له لأن أجل اللّه آت.
وجملة: {هو السميع} لا محلّ لها استئنافيّة.
(6) الواو عاطفة {من جاهد} مثل من كان.
الفاء رابطة لجواب الشرط إنّما كافّة ومكفوفة {لنفسه} متعلّق ب {يجاهد} اللام المزحلقة للتوكيد {عن العالمين} متعلّق بغنيّ.
وجملة: {من جاهد} لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان.
وجملة: {جاهد} في محلّ رفع خبر المبتدأ من.
وجملة: {إنّما يجاهد} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {إنّ اللّه لغنيّ} لا محلّ لها تعليليّة.
(7) الواو عاطفة في المواضع الثلاثة اللام لام القسم لقسم مقدّر نكفّرنّ مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع والفاعل نحن للتعظيم {عنهم} متعلّق ب {نكفّرنّ} {لنجزينّهم} مثل {لنكفرنّ} {الذي} اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {الذين آمنوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة من جاهد.
وجملة: {آمنوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {عملوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: {نكفّرنّ} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر. وجملة القسم المقدّرة في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.
وجملة: {نجزينّهم} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر الثاني.
وجملة القسم المقدّرة في محلّ رفع معطوفة على جملة القسم الأولى.
وجملة: {كانوا يعملون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذي}.
وجملة: {يعملون} في محلّ نصب خبر كانوا.

.[سورة العنكبوت: آية 8]:

{وَوَصَّيْنَا الْإنْسانَ بوالدَيْه حُسْنًا وَإنْ جاهَداكَ لتُشْركَ بي ما لَيْسَ لَكَ به علْم فَلا تُطعْهُما إلَيَّ مَرْجعُكُمْ فَأُنَبّئُكُمْ بما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {بوالديه} متعلّق ب {وصّينا} {حسنا} مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته على حذف مضاف أي إيصاء ذا حسن، الواو عاطفة {جاهداك} فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط اللام لام التعليل {تشرك} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام {بي} متعلّق ب {تشرك} {ما} اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، {لك} متعلّق بخبر ليس محذوفا، {به} متعلّق بحال من {علم} وهو اسم ليس مؤخر الفاء رابطة لجواب الشرط لا ناهية جازمة.
والمصدر المؤوّل {أن تشرك} في محلّ جرّ باللام متعلّق ب {جاهداك}.
{إليّ} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ مرجعكم الفاء عاطفة {ما} حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل {ما كنتم} في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب {أنبّئكم}.
جملة: {وصينا} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إن جاهداك} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {تشرك} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن المقدّر.
وجملة: {ليس لك به علم} لا محلّ لها صلة الموصول ما.
وجملة: {لا تطعهما} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {إليّ مرجعكم} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {أنبّئكم} لا محلّ لها معطوفة على جملة إليّ مرجعكم.
وجملة: {كنتم تعملون} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ ما.
وجملة: {تعملون} في محلّ نصب خبر كنتم.

.الفوائد:

قيل: إن سعد بن أبي وقاص، وهو من السابقين إلى الإسلام، قالت له أمه، وهي حمنة بنت أبي سفيان: يا سعد، بلغني أنك قد صبأت، فواللّه لا يظلني سقف بيت من الضحّ والريح، وإن الطعام والشراب علي حرام حتى تكفر بمحمد. وكان أحب ولدها إليها. فأبى سعد، وبقيت ثلاثة أيام كذلك.
فجاء سعد إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وشكا إليه، فنزلت هذه الآية والتي في لقمان، والتي في الأحقاف. فأمره رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن يداريها ويترضاها بالإحسان إلخ. وفي رواية، أن سعدا قال لها: واللّه لو كان لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفسا، ما كفرت بمحمد، فإن شئت فكليّ، وإن شئت فلا تأكلي. فلما رأت ذلك أكلت.
وقيل: إنها نزلت بأناس آخرين. ولا فرق بين هذه الآراء، فالغاية واحدة، وهي برّ الوالدين وطاعتهما، وهي واجبة في الإسلام ما لم يأمرا بمعصية، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

.[سورة العنكبوت: آية 9]:

{وَالَّذينَ آمَنُوا وَعَملُوا الصَّالحات لَنُدْخلَنَّهُمْ في الصَّالحينَ (9)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {الذين آمنوا لندخلنّهم} مثل الذين آمنوا. لنكفّرنّ مفردات وجملا {في الصالحين} متعلّق بندخلنّهم.

.[سورة العنكبوت: الآيات 10- 13]:

{وَمنَ النَّاس مَنْ يَقُولُ آمَنَّا باللَّه فَإذا أُوذيَ في اللَّه جَعَلَ فتْنَةَ النَّاس كَعَذاب اللَّه وَلَئنْ جاءَ نَصْر منْ رَبّكَ لَيَقُولُنَّ إنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بأَعْلَمَ بما في صُدُور الْعالَمينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنافقينَ (11) وَقالَ الَّذينَ كَفَرُوا للَّذينَ آمَنُوا اتَّبعُوا سَبيلَنا وَلْنَحْملْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بحاملينَ منْ خَطاياهُمْ منْ شَيْءٍ إنَّهُمْ لَكاذبُونَ (12) وَلَيَحْملُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالهمْ وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقيامَة عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (13)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {من الناس} خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر {من} {باللّه} متعلّق ب {آمنّا} الفاء عاطفة، ونائب الفاعل لفعل {أوذي} ضمير مستتر تقديره هو {في اللّه} متعلّق ب {أوذي} بحذف مضاف أي في سبيل اللّه، {كعذاب} متعلّق بمفعول به ثان عامله جعل الواو عاطفة اللام موطّئة لقسم {إن} حرف شرط جازم {جاء} فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط {من ربّك} متعلّق بنعت لنصر، اللام الثانية لام القسم {يقولن} مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون وقد حذفت لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين، فاعل، والنون نون التوكيد {إنّا} حرف مشبّه بالفعل واسمه {معكم} ظرف منصوب متعلّق بخبر كنّا الهمزة للاستفهام الواو استئنافيّة {أعلم} مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس {ما} اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق بأعلم {في صدور} متعلّق بمحذوف صلة ما.
جملة: {من الناس من يقول} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يقول} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {آمنّا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أوذي} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {جعل} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: إن {جاء نصر} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: يقولنّ. لا محلّ لها جواب القسم. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: {إنّا كنّا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {كنّا معكم} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {أوليس اللّه بأعلم} لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة.
(11) الواو عاطفة {ليعلمنّ اللّه المنافقين} مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا.
(12) الواو عاطفة {للذين} متعلّق ب {قال} الواو عاطفة اللام لام الأمر الواو الثانية اعتراضيّة {ما} نافية عاملة عمل ليس حاملين مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما {من خطاياهم} متعلّق بحال من شيء {شيء} مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به لاسم الفاعل حاملين اللام المزحلقة للتوكيد.