الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من أنساب **
" بيت الفيخراني ". نسبة إلى صنعة الفخار. وإليها ينتسب كثير بالمدينة المنورة. وأشهرهم أهل هذا البيت. وهم جماعة كثيرون. وأصلهم الحاج عمر الفيخراني الصعيدي. قدم المدينة المنورة. وكان رجلًا مباركًا صالحًا يتعاطى بيع الحبوب. وصارت له بذلك ثروة. وتوفي وأعقب من الأولاد: محمدًا وإسماعيل. فأما محمد المزبور فكان رجلًا كاملًا. وصار جوربجيًا في النوبجتية. وتولى أمين بندر ينبع المحروس. وصار صاحب ثروة. وتوفي سنة 1187. وأعقب من الأولاد: عمر وعثمان وحفصة زوجة السيد عثمان الصعيدي والدة الشريفة آمنة زوجة السيد سعد الدين أسعد. وأما عمر المزبور فكان رجلًا كاملًا عاقلاص وصار جوربجيًا في " وجاق " النوبجتية. وأخرج من المدينة المنورة سنة 1190. وسافر إلى مكة المكرمة. ثم رجع إلى المدينة. وهو بها الآن. وأما عثمان المزبور فنشأ نشأة صالحة. وحفظ القرآن العظيم. وكانت يده كتعاء. وصار من النوبجتية لأجل الحمية. وتوفي بها سنة 1191. وله ولد وبنت موجودان اليوم. بيت الفرضي " بيت الفرضي ". وأصلهم الشيخ عبد الله بن إبراهيم الحنبلي الشرقي من قرية منه. والفرضي نسبة لعلم الفرائض. وقدمها على قدم التجريد في حدود سنة 1115 وكان رجلًا صالحًا. فاضلًا لا نظير له في علم الفرائض حتى كاد أن يكون زيد زمانه. ومع ذلك كان كثير الاشتغال بالفلاحة والزراعة. وله قصيدة فريدة في ذم الدخان وشربه. وتوفي سنة 1140. وأعقب من الأولاد: محمدا وإبراهيم وسعدا. فأما محمد فتوفي سنة 1145. وأما إبراهيم فاشتغل بعلم الفرائض حتى فاق والده وصار لا نظير له في المدينة بل في الدنيا. وكانت ترد إليه الأسئلة بكثرة من جميع الأقاليم فيجيب عليها بلا كلفة وشرح منظومة كبيرة في هذا العلم على المذاهب الأربعة. وتوفي سنة 1192. وله أولاد ما منهم طلع مثل أبيه. وأما سعد المزبور فنشأ نشأة صالحة. وتعلم صنعة الطارة ويقال له السوجني وصنعة الكوافي البيض المنقوشة. وهو رجل لا بأس به. وتوفي سنة 1193 عن ولد يدعى بمحمد علي. وهو مثل أبيه في صنعته. وأيضًا هو شاب لا بأس به. بيت فنقو " بيت فنقو ". أصلهم صاحبنا الحاج علي المغربي الشهير بنقو. وهو لقب لوالدته. قدم المدينة المنورة معها سنة 1140. وكان شديد سواد اللون وفقير الحال لا يملك شيئًا من المال. فسافر إلى الدولة العلية والديار الرومية فحصل له قبول وإقبال وحصل جملة أموال ورجع إلى المدينة المنورة وتزوج بها. ثم عاد مرة ثانية إلى الروم فما رجع منها إلا بكل ما يروم. وصار صاحب ثروة عظيمة. وحصل له من العثامنة المصرية والعثامنة الشامية والجرايات والجامكية شيء كثير. وكان كثير المزاح والمجون والانشراح ذا وجه وقاح. ولله در من قال: ليس للحاجات إلا من له وجه وقاح وذهاب وإياب وغدو ورواح واشترى دارًا عظيمة في آخر حوش الجمال وعمرها وزخرفها وجعل لها طياقًا ورواشن مطلة على الحديقة العينية. أخبرني أنه صرف على عمارتها نحو 16000 غرش. وتوفي سنة فأما عبد العزيز فبلغ سفيهًا فأضاع جميع ما خصه من والده في أقل مدة حتى صار في زي الفقراء. ثم سافر إلى حدة وجعل فيها خادم فران بطعامه. ثم رجع إلى المدينة المنورة وستره الله بالموت. وأما باشا فبلغ رشيدًا وحفظ جميع ما هو له حتى اشترى من أخيه بعض شركاته من البيت ونحوه. وأما عبد الله فطلع مثل أخيه الأكبر وزيادة عليه. وسافر إلى الشام ثم رجع إلى المدينة فباع جميع ماله من الشركات. وتوجه مع الحاج الشامي. وأظنه بها الآن. نسأل الله العافية والرشد.
"بيت القشاشي ". نسبة إلى القشاش هضمًا لنفسه بين أبناء جنسه. وأصلهم القطب الكبير الولي الشهير العارف بالله تعالى شيخ شيوخنا سيدي الشيخ أحمد بن محمد بن يونس القشاشي الدجاني نسبة إلى دجانة قرية من أعمال بيت المقدس. وقد ترجمه جماعة من المؤرخين منهم العلامة الفهامة الشيخ مصطفى بن فتح الله الحموي في كتابه " نتائج السفر في ذكر أعيان القرن الحادي عشر " وذكر: أن مولده في سنة 992. ووفاته 19 في ذي الحجة سنة 1070. بداء حصر البول. وقبره خلف قبة السيدة حليمة السعدية - رضي الله عنها - ويزار وعليه لوائح الأنوار. وذكر أنه ينتسب إلى سيدنا الحسين - رضي الله عنه - وذكر نسبته إليه من جهة الآباء. وكان لا يظهر ذلك. واعتماده على شرف التقوى. وكان مالكي المذهب. ثم رحل به والده إلى اليمن لزيارة من به من الصالحين الأحياء منهم والميتين. وتمذهب بمذهب الشافعي. وكان - نفعنا الله به - مجاب الدعوة. وله تصانيف كثيرة وأسانيد شهيرة. وأجل من أخذ عنه الشيخ أحمد الشناوي العباسي. وزوجه على بنته وانحصرت فيه ذريته اليوم. وبلغني أنهم يبلغون مائة وعشرين نفرًا. ويقسم عليهم غلة وقف الشناوي من الحوش الذي بقرب كومة السر وبعض بيوت المدينة وبمكة المكرمة. وصارت للشيخ أحمد القشاشي المزبور ثروة عظيمة. واشترى عدة عقارات من بيوت ونخيل وأوقفها على أولاده وجعل للذكور شيئًا وللبنات شيئًا. ومن مات منهم عن غير ولد تعود حصته لإخوته. وكان للشيخ أحمد المزبور ولد واحد من الذكور " اسمه علي " ومن البنات خمس. فأما الشيخ علي المزبور فنشأ نشأة صالحة. وتوفي. وأعقب من الأولاد: عبد الله وجمال الدين وحمزة وهيلة. فأما الشيخ عبد الله المزبور فنشأ نشأة صالحة وسافر إلى بلاد الجاوه. وغاب مدة طويلة وحصل له هناك قبول وإقبال وحصل جملة من الأموال. ثم رجع إلى المدينة المنورة وتوفي بها. وأعقب من الأولاد: أبا الفتح وأحمد. فأما أبو الفتح المزبور فنشأ على طريقة والده. وسافر إلى بلاد الجاوه أيضًا. وحصل له قبول وإقبال وحصل جملة من المال مثل والده وزيادة. واشترى عثامنة مصرية وجرايات. وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة. وتوفي سنة 1156. ولم يعقب. وكان لطيف الذات ظريف الصفات. وأما أحمد المزبور فنشأ نشأ صالحة. وكان حسن الصوت جدًا وكان صاحب سوداء قوية كثير الانحراف. وكانت بينه وبين ابن عمه أبي المعالي عداوات عظيمة أدت إلى الضرب بالسلاح حتى ضرب كل منهما الآخر. وكانت سبب موتهما بعد مدة. والله أعلم. وسبب ذلك الولاية على مشيخة زاويتهم ووقفهم. وتوفي أحمد المزبور سنة 1160. وأعقب من الأولاد: عبد الله ووهبة الموجودة اليوم بكرًا. وهي شيخة النسوان الزفافين للعرائس. وأما عبد الله المزبور فنشأ على طريقة والده. وسافر إلى مصر. ومات بها مطعونًا شهيدًا في سنة 1173. وأعقب من الأولاد: مدنيًا وأحمد الموجودين اليوم على طريقة والدهما. وأما جمال الدين المزبور فنشأ على طريقة والده. وكان يعلم الصبيان القرآن في مؤخر المسجد النبوي. وكان رجلًا مباركًا. وتوفي. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان وأبا السعادات وأبا المعالي ووهبة زوجة الشيخ أحمد العمودي والدة أولاده. فأما عبد الرحمان المزبور فنشأ على طريقة والده. وكان رجلًا صالحًا. وتوفي. وأعقب من الأولاد: صالحة زوجة محمد الشامي والدة أولاده. ثم بعده السيد أحمد الأزهري. وأعقب والدة يحي والشريفة أم الحسين زوجة السيد زين العابدين عباس الأزبكي الموجودة اليوم. وأما أبو السعادات المزبور فنشأ على طريقة والده. وكان رجلًا مباركًا. وتوفي. وأما أبو المعالي المزبور فنشأ على طريقة والده. وزاد عليه بأن سكن وادي الفرع وتشبه بالبادية في أقوالهم وأفعالهم. وصارت فيه جفوة. وقد ورد في الحديث: " من بدا فقد جفا ". وتوفي في منى ودفن بمكة بعد أداء الحج سنة 1168. وأعقب من الأولاد: محمد أبا الخير فنشأ على طريقة والده في جميع أحواله. " ومن يشابه أبه فما ظلم ". وتوفي بوادي الفرع سنة 1195. وله من بدوية أولاد هناك. وأما أحمد أبو السعادات المزبور فنشأ نشأة صالحة. وسافر إلى الديار الرومية. وغاب مدة هناك. وتوفي بإسلامبول سنة 1195. وله أولاد وبنت موجودون بقيد الحياة. بيت القاشقجي " بيت القاشقجي ". ومعناه بالعربي صانع الملاعق. وأصلهم محمد بن أحمد قيصرلي الرومي القاشقجي. قدم المدينة المنورة. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا من أحسن المجاورين. ويقال: إن أصله من بخارى. وسوف تأتي ترجمتهم في غير هذا المحل. بيت القرجي وأول من قدم منهم المدينة المنورة سنة 1131 الحاج سليمان ابن عبد الله القرجي الرومي. وكان رجلًا مباركًا صالحًا. وكان في خدمة المرحوم حسين أفندي كاتب السلطان بالمسجد الشريف النبوي حتى صار ينسب إليه ويعد من جملة أتباعه. ثم صار في وجاق النوبجتية. وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة. وتوفي سنة 1158. وأعقب من الأولاد: محمدًا وعليًا وفاطمة. فأما محمد فنشأ على البيع والشراء. وصار في محل والده في النوبجتية. وتولى حوالة بندر جدة. وصار أمين ينبع. وصار محتسبًا وجوربجيًا. وهو موجود. ولم يتزوج أبدًا. وأما علي فهو فظ غليظ: وله ظهر عريض في الدرجة العليا من الكبر حتى كأنه ابن من. وصار في النوبجتية. وصار باش جاوش. وهو موجود اليوم متزوج بنت إبراهيم عبد الرزاق الأزبكي. وله منها ولد. وأما أخته فاطمة فتزوجت على رجل من الأروام يدعى بإسماعيل أفندي الجراحي. وهو معها اليوم. وله منها ولد موجود اليوم. بيت القمقمجي " بيت القمقمجي ". ويقال له بالتركية كم كم باشي. ومعناه بالعربية هو " رأس خدام القمقم ". وهو آلة الماء لحضرة مولانا السلطان نصره الرحمان. وعدتهم في سرايته المعمورة أربعون رجلًا. وليس لهم خدمة إلا هذه. وأول من قدم منهم المدينة المنورة مجاورًا في حدود سنة 1110. محمد آغا بن جعفر بيك بن مصطفى باشا أحد وزراء السلطان محمد خان وصحبته ولده مصطفى صغيرًا وبنته فاطمة زوجة السيد أحمد الصاقزلي السابق ذكره في حرف الصاد. فنشأ مصطفى المزبور نشأة صالحة في جميع الأمور. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا حسن الهيئة ذا ثروة عظيمة. وعمر الدار الكبرى التي بخط الحماطة والحديقة المعروفة بالقمقمجية بجزع العوالي التي آلت إلى وقفنا من ولده على سبيل الاستبدال عن البيت الصغير الذي في زقاق القفا. وصار كتخدا النوبجتية مدة مديدة. وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: محمد جلبي. ومولده في سنة 1139. ونشأ نشأة فاق بها أباه وجده. وصار صاحب ثروة عظيمة. واشترى عدة بيوت ونخيل وعمرها بأحسن العمارات. وصار لا نظير له في المدينة من الرفاهية. وبيننا وبينه صحبة ومحبة. وله همة علية وأخلاق رضية. وصار كتخدا النوبجتية مدة ولاه أحمد باشا. ثم صار بينه وبين العساكر فتن وأحوال. وقاتل حتى أدى إلى أن أخرج من البلاد بالفرمان السلطاني على أنه يسكن الشام فتوجه إلى مكة " المكرمة " صحبة الوزير الأعظم أمير الحاج محمد باشا فأطلقه عند وصوله مكة فواجه الشريف سرورًا وأمره بسكنى مكة المكرمة فسكن بها مدة إلى أن جاء صحبة الشريف المزبور عند زيارته. وبقي بعده بالمدينة إلى أن صار بين عساكر الشريف وأهل البلد ما صار. فخرج منها. وسكن بجزع قربان. وابتنى له هناك بيتًا وسكنه. وهو به الآن. وقد أنفق في قتاله للمدينة المنورة 30. 000 في الأولى والثانية. وله من الأولاد: مصطفى وجعفر. فأما مصطفى المزبور فمولده في سنة 1153. ونشأ نشأة صالحة. وصار في وجاق الإسباهية وهو موجود اليوم. وله أولاد من حفصة بنت إبراهيم آغا السيواسي المتقدم ذكره. وأما جعفر المزبور فمولده في سنة 1160. ونشأ نشأة صالحة. وتوفي شابًا في سنة 1186. عن بنت موجودة اليوم. بيت القبيطي " بيت القبيطي ". ولم أقف على حقيقة هذا اللفظ. وأصلهم الحاج عربي القبيطي المغربي الفاسي الأندلسي الأصل. قدم المدينة المنورة في سنة 1120. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا وكان يتعاطى التجارة وبيع القماش. وتوفي سنة 1135 ز وأعقب من الأولاد: عبد الخالق وأحمد. فأما عبد الخالق المزبور فمولده بالمغرب سنة 1110. ونشأ نشأة صالحة على طريقة والده ومصاحبًا للأكابر. ويتعاطى بيع القماش. وكان رجلًا كاملًا. وتوفي سنة 1163. وأعقب من الأولاد: العربي وعذيبًا وخليلًا وفاطمة زوجة عبد الله مرعشي والدة أولاده. ثم من بعده تزوجها الحقير. وهي موجودة اليوم. فأما العربي فمولده سنة 1135. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا. وصار جوربجيًا في النوبجتية. وتولى أمين بندر ينبع. وصار محتسبًا. وتوفي شهيدًا بالحديقة الكركية في واقعة البادية مع أهالي المدينة سنة 1180. وأعقب من الأولاد: حمزة وآمنة وأم هانئ وأم السعد وطاهرة. وأما عذيب فمولده في سنة 1140. وهو رجل كامل شجاع بطل. وصار جوربجيًا في النوبجتية ومحتسبًا. وامتحن بالخروج من المدينة لما قبض عليه أحمد باشا وأرسله للشريف مساعد وحبس في القنفذة مدة. ثم عفا عنه ورجع إلى المدينة ثم خرج مرة أخرى مع الكتخدا القمقمجي ثم رجع إليه. وهو بها الآن موجود. وله ولد وبنات. وأما خليل فهو رجل لا بأس به ومولده سنة 1146. نشأ على طريقة والده. وصار في وجاق النوبجتية ومشتغلًا في دكانه. وهو موجود. وله أولاد وبنات موجودون. " بيت قصارة ". أصلهم الحاج عبد الله والحاج عبد السلام ابنا العم المغربيان الفاسيان الأندلسيا الأصل. قدما المدينة المنورة في حدود سنة 1140. فأما عبد الله فكان رجلًا عاقلًا صاحب ثروة عظيمة. واشترى عدة عقارات من بيوت ونخيل وأوقفها على أولاده إلخ وبعد انقراضهم على خطباء الحرم النبوي وأئمته. وتوفي سنة 152. وأعقب من الأولاد: حسنًا وحسينًا وفاطمة وحفصة زوجة السيد محمد أسعد والدة أولاده. فأما حسن المزبور فأضاع جميع ما تركه له والده. وسافر إلى المغرب. ثم رجع إلى مصر المحروسة وتوفي بها. وله أولاد بالمدينة منهم: عبد السلام وعثمان. وتوفي عبد السلام سنة 187. وله ولد يدعى " عربي ". وأما عثمان فموجود. وهو رجل لا بأس به كامل. وسافر إلى الروم. ثم رجع إلى المدينة وهو بها الآن. وأما حسين فأضاع جميع ما تركه له والده. وصار مريضًا جدًا فتوفي سنة 1187. وله " من الأ " ولاد: " أحمد والطيب ". فأما أحمد فقتل في السيح سنة 1142. ولم يعقب. وأما أخوه الطيب فتوفي في جدة سنة 1170. وأعقب عباسًا وعبد المجيد الموجودين اليوم. ووالدتهما فاطمة بنت عبد الله قصارة المزبور. وأما عبد السلام المزبور فكان رجلًا كاملًا عاقلًا صاحب ثروة عظيمة. اشترى الدار التي بخط الساحة وعمرها وأوقفها على أولاده. وسافر إلى الهند فاحترق المركب فتوفي حريقًا في سنة 1148. وأعقب من الأولاد: أحمد وفاطمة زوجة حسن والدة ولده عثمان. فأما أحمد المزبور فهو رجل ظريف ومؤدب ولطيف. وسافر إلى الديار الرومية فأحسن لسان التركية ورجع إلى المدينة النبوية. وصار كاتبًا لأمين الصرة المدنية. وصار بسبب ذلك من أهل الثروات. وهو موجود اليوم. وتزوج عدة زوجات منهن أبكار وثيبات وطلقهن الجميع. وبلغني أنه عنين. بيت القادري " بيت القادري ". نسبة إلى الطريقة القادرية. وإليها ينتسب كثير. وأشهرهم الشيخ محمد السمان. وقد سبق ذكره في بيت السمان من حرف السين. بيت القباني وأصلهم الحاج شرف الدين القباني المصري. وكان رجلًا مباركًا. وصار يتعاطى القبانة. وأعقب من الأولاد: أحمد فنشأ على طريقة والده. وتوفي. وأعقب من الأولاد: حسن. فنشأ على طريقة والده وجده. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا. وصار في وجاق النوبجتية. وتوفي سنة 1160. وأعقب من الأولاد: أبا بكر وعمر وشرف الدين وأحمد الموجودين اليوم. وشرف الدين المزبور صار جاوشًا في النوبجتية. وأخرج من المدينة مع الكيخية القمقمجي سنة 1190. وسكن مكة المكرمة. ثم جاء مع الشريف إلى المدينة. وبقي بها الآن. وصار بيرقدارًا في النوبجتية. بيت القللى " بيت القللى ". نسبة إلى عمل القلل الفخار بلسان أهل مصر. أصلهم الحاج محمد المصري القللي الفيخراني. قدم المدينة المنورة. وكان رجلًا مباركًا مشغولًا بصنعته إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: محمدًا وعليًا ورقية الموجودة اليوم. وأما علي المزبور فكان رجلًا متكلمًا متحركًا. وصار جاوشًا في النوبجتية. وتوفي مقتولًا في الحرم الشريف النبوي ضرب برصاصة من رباط السلطان قايتباي يوم الجمعة " 17 " في ربيع الثاني سنة 1189 في يوم دوس الناس بباب الرحمة. وأعقب من الأولاد: حسن. وصار في محل والده من وجاق النوبجتية وهو موجود اليوم. بيت القلعي " بيت القلعي ". نسبة إلى قلعة الجبل من مصر القاهرة. وأول من قدم منها المدينة المنورة الحاج محمد القلعي. وكان رجلًا مباركًا. وتوفي. وأعقب من الأولاد: مصطفى وإبراهيم وعليًا. فأما مصطفى فنشأ نشأة صالحة وصار يتعاطى صنعة تجليد الكتب. وصار قباضًا لمواد غالب الناس. وصار صاحب ثروة. وتوفي. وأعقب من الأولاد: محمد فنشأ على طريقة غير صالحة وأضاع جميع ما تركه له والده. وصار فقيرًا يسأل الناس في أقل مدة. وتوفي. وأما إبراهيم المزبور فنشأ نشأة صالحة. وصار وزيرًا في المدينة النبوية من طرف الشريف محمد بن عبد الله. ثم عزل منها. وصار كاتبًا للشيخ سعد شيخ حرب. ثم رجع إلى المدينة وصار جوربجيًا في النوبجتية. وتولى أمين بندر ينبع. وصار قابضًا لغالب معاليم الناس. وكان سيء المعاملة حتى أنه كان يخالط الناس في حقوقهم. ويتعبهم كثيرًا بكثرة المشاوير. وكان كثير التحيلات والمكريات وتوفي سنة 1188. وأعقب: مصطفى وأحمد. فأما مصطفى فصار جوربجيًا في القلعة السلطانية. وكان من المتحركين المتكلمين. ثم أخرج من المدينة المنورة. وتوفي سنة 1185. وأعقب من الأولاد: عبد الرحيم: وكان رجلًا كاملًا لا بأس به. وسافر إلى مصر وتوفي بها سنة 1191. وأما علي المزبور فكان رجلًا كاملًا وكان يتعاطى صناعة الحلاقة. ويؤذن تارة في المنارة السليمانية. وتوفي فجأة في عصر الخميس سنة 1146. ولم يعقب. بيت القفاص " بيت القفاص ". نسبة إلى صنعة القفصان. وممن أدركناه من أهل هذا البيت الشيخ الكبير السراج الشهير عمر بن عبد الكريم القفاص. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا صالحًا. وتوفي سنة 140. وأعقب من الأولاد: طاهرًا وحسنًا ويوسف ومنى زوجة صاحبنا محمد سعيد حماد فأما طاهر فنشأ نشأة صالحة. وصار قائمقام السيد المساوي والقيام بالذكر والجماعة وتعاطى قباضة المعلوم. وهو موجود اليوم. وله ولد يدعى بعباس. ونشأ نشأة صالحة مشاركًا لوالده في الصناعة والجماعة. وهو رجل جسن الصوت جدًا وكامل لا بأس به. وأما حسن المزبور فقتل في طريق سيدنا حمزة - رضي الله عنه - سنة 1138 شابًا. ولم يعقب. وأما يوسف الزبور فهو أيضًا رجل كامل عاقل. وصار جوربجيًا في النوبجتية وبيت مال. وهو موجود اليوم. بيت القدسي " بيت القدسي ". نسبة إلى القدس الشريف ثالث حرم يرحل إليه. وإليه ينتسب كثير. ومن أشهرهم علي بن محمد القدسي. قدم المدينة المنورة صغيرًا سنة 1140. ورباه الشيخ أحمد شعيب المصري مع أولاده. وعلمه صنعة التزوير. وزوجه. وصار في وجاق النوبجتية. وتوفي سنة 1193 فجأة وهو ذاهب إلى زيارة سيدنا حمزة. وحمل إلى دابة إلى المدينة ودفن بالبقيع الشريف. وأعقب من الأولاد: أحمد وسعيدًا وأبا بكر. وأما سعيد فهو بالمدينة. وأما أبو بكر فسافر إلى الروم سنة 1196. ورجع إلى المدينة. وهو بها الآن موجود. وله أولاد
" بيت الكردي ".نسبة إلى " الكرد " الشهير.وهو جبل كبير. وإليه ينتسب كثير بالمدينة المنورة. ولنذكر المشهورين منهم من أهل العلم والدين. وأشهرهم الشيخ يوسف الكردي نائب الأئمة الشافعية في الحضرة النبوية. قدم المدينة المنورة سنة 1120. وكان رجلًا فاضلًا عالمًا عاملًا وكان يدرس في المسجد النبوي. وغالب تدريسه في فقه الشافعية. وأعقب من الأولاد: محمدًا وعبيدًا وإسماعيل وسليمان. فأما محمد المزبور فنشأ نشأة صالحة وسافر إلى الروم. واستأذن من الدولة العلية أن يبني في دكة قريبة من مسجد المصلى الشريف النبوي الشرقية فشرع في البناء وعارضه شيخ الحرم فوقفه. ثم صار مترددًا بين الروم والمدينة مرارًا في شأن ذلك. ثم رجع وبناها وسكن بها الآن. وله أولاد وبنت. وأما عبيد فتوجه إلى مصر قاصدًا الروم فتوفي بها. وأما إسماعيل فسافر أيضًا. وهو الآن في الروم. ومنهم الشيخ سليمان الكردي معلم الصبيان القرآن في رباط السبيل. قدم المدينة المنورة في سنة 1115. وكان رجلًا مباركًا صالحًا. وتوفي وأعقب من الأولاد: محمدًا وأحمد وإبراهيم. فأما محمد المزبور فمولده سنة 1126. ونشأ نشأة صالحة. وحفظ القرآن العظيم واشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم فبرع في الفقه حتى صار لا نظير له في فقه الشافعية. وكان رجلًا من أكمل الكمل وعالمًا فاضلًا. وشاع ذكره في الأقطار جميعًا فبلغ خبره إلى شيخ الإسلام بالروم. فولاه إفتاء الشافعية بالمدينة المنورة. وكتب له رؤوسًا فوصلت إليه في سنة 189. ولم يسبق لأحد من الشافعية قبله أن يتولى هذا المنصب إلا من صاحب مكة المكرمة. ولم يغير حاله ولا لباسه. وتوفي سنة 1194. وله أولاد منهم: عبد الله وحمزة وعبد الرحمان. وكلهم موجودون. وأما أحمد المزبور فنشأ على غير نشأة أبيه وأخيه. وكان يلقب بالجني لكثرة حركته وقلة بركته. وكان شجاعًا مشهورًا. وصار في النوبجتية. وتوفي سنة 1175. وأما إبراهيم المزبور " فنشأ نشأة صالحة. ورزقه الله ولدًا يقوم بأمر معاشه. ويدعى سليمان. وأما والده " فتوفي سنة 1192. واشتغل ولده سليمان المزبور بالبيع والشراء والأخذ والعطاء. ومنهم الشيخ فيض الله الكردي المدوس. قدم المدينة المنورة سنة 1170. وكان رجلًا فاضلًا عالمًا عاملًا. وبيننا وبينه صحبة ومحبة. وأخبرني أنه شرح كتاب " جمع الجوامع " في علم الأصول للإمام السبكي. واشترى دارًا خربة بخط زقاق بني حسين وعمرها بأحسن عمارة وسكنها وأصرف على عمارتها " نحو " 10. 000 غرش. هكذا أخبرني. وأقعد في الأرض. وانقطع عن الجمعة والجماعة. وهو موجود اليوم. وله ولدان موجودان. ومنهم صاحبنا الشيخ إلياس الكردي نائب الأئمة الشافعية في الروضة النبوية. قدم المدينة المنورة سنة 1172. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا عالمًا عاملًا مشتغلًا بطلب العلوم الشريفة ودرس بالروضة المنيفة. وسافر إلى الديار الرومية. ورجع إلى المدينة النبوية. وتزوج بنت ملا محمد الداغستاني. وله منها أولاد. وبيننا وبينه صحبة ومحبة. بيت الكراني " بيت الكراني ". ومعناه كاتب المركب يكتب الداخل فيه والخارج منه. وأصلهم إسماعيل بن عيسى المصري الكراني. قدم المدينة المنورة سنة 1140. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا صاحب ثروة عظيمة. وصار في وجاق الإنقشارية. وصاهر الشيخ قاسمًا الرفاعي وتزوج بنته وهبة. وزوج ولده أبا بكر على بنته كريمة. وكان ينتسب في زعمه إلى الأنصار. وليس له من أنصار. وكان يتعاطى البيع والشراء. وتوفي بمكة المكرمة سنة 1152. وأعقب من الأولاد " إبراهيم وأبا بكر وعمر وعليًا وحمزة وكريمة زوجة الشيخ إبراهيم الرفاعي. فأما إبراهيم المزبور فنشأ على طريقة والده. وصار في وجاق الإنقشارية. وتوفي شابًا سنة 157. وأعقب من الأولاد: مصطفى. وأما أبو بكر المزبور فنشأ نشأة صالحة. وصار شيخ التكية الخاصكية بعد والده وشيخ حمال التكية المرادية. وتوفي سنة 1196. وأعقب من الأولاد: أحمد وسالمًا. وهما موجودان. وأما عمر المزبور فنشأ على طرقة والده. وكان أطرش. وتوفي شابًا عن غير ولد سنة 148. وأما علي المزبور فنشأ على طريقة والده وصار في وجاق النوبجتية. وسافر إلى الروم لأجل البيع والشراء. ورجع إلى المدينة المنورة. وتوفي شابًا في سنة 1180. وأعقب إسماعيل. وتوفي بالمدينة بعدما جاء من بغداد. وصار من أهل القلعة السلطانية ومن المتحركين المتكلمين فيها. وأما حمزة المزبور فنشأ نشأة صالحة. وصار في وجاق النوبجتية. وسافر إلى الشام لأجل البيع بيت الكازروني " بيت الكازروني ". نسبة إلى مدينة كازرون المشهورة بأرض العراق وهذا بيت كبير وبالعلم والدين شهير. وينتسبون إلى سيدنا عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - وكان وصولهم إلى المدينة المنورة في القرن الثامن. وقد ترجم كثيرًا منهم المؤرخين كالحافظ السخاوي وغيره. وقد انقرض هذا البيت بموت العلامة الخطيب والإمام الشيخ عبد الرحمان الكازروني الشافعي في سنة 1115. وأعقب من البنات: عائشة وحفصة والدة السيد زين العابدين والسيد جعفر ابني السيد حسن البرزنجي. وقد سبق ذكرها في حرف الباء. بيت كابوس " بيت كابوس ". مشهور عند غالب الناس من أهل المدينة أن أصلهم من النخاولة وليس كذلك. وإنما أصلهم من مصر المحروسة. ونسبوهم للنخاولة لكونهم يتشبهون بهم ويسكنون معهم في أحوشتهم. وقد أدركنا منهم والد حسن كابوس المشهور. وكان رجلًا شيخًا كبيرًا معمرًا. وتوفي سنة 140. وأعقب من الأولاد: حسنًا وصالحة ومريم. فأما حسن المزبور فكان رجلًا بطلًا شجاعًا مشهورًا في جميع الأمور. ولكنه قليل حظ. وصار في وجاق النوبجتية. وامتحن بالخروج من المدينة المنورة غير مرة مع جماعته. وكان يتعاطى بيع الحبوب في باب المصري. وقتل في دكانه. قتله جماعة من أهل القلعة منهم: حمزة قليوبي ومصطفى مزور وغيرهما في صفر الخير سنة 1156. وثارت الفتنة بسبب ذلك. ومكثت إلى 25 ذي القعدة. وحصل منها خراب كبير وقتل كثير. وعزل فيها عبد الرحمان آغا الكبير شيخ الحرم النبوي. وبسبب هذه الفتنة العظيمة كان خروج غالب أهل المدينة فالبعض سار إلى مكة والبعض سكن بالعوالي. ولو بسطنا أحوال هذه الفتنة وما صار فيها وما تأتى منها لكان في مجلد. بيت كبريت " بيت كبريت ". أصلهم السيد محمد بن عبد الله السندي الشهير بكبريت العلامة الفهامة الأديب البارع الذي لا يحتاج إلى علامة صاحب التصانيف المفيدة والتآليف العديدة. فمنها رحلتان مشهورتان إلى الروم. إحداهما نثر وسماها " رحلة الشتاء والصيف " والثانية نظم. ومنها " نصر من الله وفتح قريب ". ومنها كتاب الفلاحة. وغير ذلك. والسيد محمد المذكور ليس له عقب من الذكور ولا من الإناث. وإنما أوقف الحديقة المعروفة بسميحة بخط العوالي والحديقة المعروفة بالرملية بجزع قبا على عتقائه " إلخ ". وبعد انقراضهم على عجائز النخاولة. وجعل النظر للسيد عبد الله البكرية باعلوي ولأولاده من بعده. ومن أولاد أولاد بنات عتقائه جماعة موجودون اليوم منهم الجوربجي علي سالم النوبجتي وأولاد أخيه منهم حمزة. بيت الكاتب " بيت الكاتب ". ويصدق هذا الوصف على كل كاتب بالمدينة المنورة. ويصير أحيانًا علمًا بالغلبة على واحد من الكتبة فتارة يطلق على كاتب شيخ الحرم وقد سبق ذكره في حرف الراء في الرومي. ويطلق اليوم على كاتب الحرم النبوي. وهو خليل أفندي القيصرلي الرومي. قدم المدينة المنورة سنة 1170. وهو رجل كامل عاقل. وصار صاحب ثروة عظيمة بعد أن كان ابتداء فقير الحال لا يملك " مال " ولا خلال. وهو موجود اليوم. وله أولاد منهم إبراهيم. وتولى الكتابة خليل المزبور بعد وفاة السيد إسماعيل أفندي الرومي. والسيد المزبور تولاها بعد وفاة المرحوم حسين أفندي في الروم سنة 1154. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا. وتولى نظارة وقف المرحوم محمد باشا بالشهيد بالمدينة المنورة. وعمر أحسن عمارة. وكان حسن السيرة والسريرة. ومحاسنه كثيرة. وأعقب من الأولاد: محمدًا وأم كلثوم زوجة الأخ علي الأنصاري والدة أولاده. فأما محمد المزبور فنشأ على طريقة والده. وكان من أحسن الرجال أهل الهمم العوال أهل الكمال. ولا عيب فيه إلا أنه قليل حظ. وتولى الكتابة بعد أبيه. ثم صار كاتبًا لشيخ الحرم النبوي. ثم عزل وأخرج من المدينة بسبب الأغراض. وأتوا فيه بفرمان سلطاني فسافر إلى الدولة العلية بنفسه. ثم رجع إلى المدينة النبوية. وتوفي سنة 1165. وأعقب من الأولاد: عفيفة زوجة عمر شعيب والدة أولاده الموجودة اليوم. بيت كوافي " بيت كوافي ". " نسبة إلى الكوافي " صانعها وبائعها. وأصلهم صاحبنا السيد إبراهيم فيض الله الأزبكي البخاري. قدم والده المزبور إلى المدينة المنورة في حدود سنة 1090. وكان رجلًا صالحًا مباركًا. وتوفي. وأعقب من الأولاد: السيد إبراهيم المزبور. والسيد محمدًا " والد " السيد حسين والسيد علي وماتا عن غير ولد. فأما السيد إبراهيم المزبور فنشأ نشأة صالحة. وصارت له ثروة عظيمة من صنعة الكوافي. ثم سافر إلى الهند. ورجع منه مسرورًا مجبورًا. وامتحن بالخروج من المدينة المنورة بسبب أولاده. ثم سافر إلى الهند ثانيًا وغاب فيه مدة. ثم رجع إلى المدينة المنورة. وتوفي بالعوالي في حديقتنا النويعمة المشهورة. وذلك في سنة 1172. وأعقب من الأولاد: أحمد ومحمدًا وحسنًا وصالحًا وزينية زوجة الأخ محمد سعيد الأنصاري. فأما السيد أحمد المزبور فنشأ نشأة صالحة. وصار جوربجيًا في النوبجتية. ثم صار كتخدائهم. وكان رجلًا شجاعًا بطلًا. وامتحن بالخروج من المدينة المنورة مرارًا عديدة مع جماعته. وسكن بالبادية. وسكن العوالي وتوفي فيه سنة 1165. وأعقب من الأولاد: السيد عبد الله والشريفة طاهرة والدة المرحوم والدنا حيدر الأنصاري. فأما السيد عبد الله المزبور فسلك على طريقة والده في جميع الأمور. وتوفي سنة 1186. ولم يعقب. وأما محمد المزبور فنشأ نشأة صالحة. وصار جوربجيًا في النوبجتية. وتولى محتسبًا. وتوفي سنة 190. وأما حسن المزبور فكان رجلًا كاملًا عاقلًا شجاعًا بطلًا. وصار جوربجيًا في النوبجتية. " وتولى " أمين بندر ينبع المحروس. وتوفي في جدة المعمورة سنة 1188. وأعقب من الأولاد: فأما جعفر فأخرج من المدينة. وسكن ببدر مدة ثم توفي سنة 1192. وأما ناصر فموجود الآن. وأما قاسم فسافر إلى الروم ثم رجع إلى المدينة. وجلس بها مدة. ثم سافر ثانيًا إلى المغرب. وتزوج امرأة ذات حسن وجمال ومال بالمدينة المشهورة والبلدة المعمورة تونس الخضراء. واستوطنها وهو بها الآن. وأما رابعة فتوفيت سنة 1192 وصالحة موجودة اليوم بمكة عند عمها صالح وعمتها فاطمة. بيت كمال الدين " بيت كمال الدين ". أصلهم كمال الدين الحلبي. قدم المدينة المنورة سنة 1172. وهو رجل كامل عاقل لطيف الذات ظريف الصفات. وقلما أبصرت عيناك ذا لقب إلا ومعناه إن فكرت في لقبه وسافر إلى الديار الرومية مرات. ورجع في أول سفرة مع والدته وزوجته. ويقال: إنها كانت شريفة. ومنها جاءه الشرف. وكانت امرأة صالحة كاملة. وتوفيت بمكة المكرمة بعد أداء الحج الشريف سنة 1178. والسيد كمال موجود اليوم. وبيننا وبينه صحبة ومحبة. " بيت الكبورلي ". نسبة إلى كبور مدينة مشهورة بالديار الرومية. وإليها ينتسب كثير. وأشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدم منهم المدينة المنورة محمد أفندي الكبورلي الرومي. وكان رجلًا صالحًا. مباركًا. وتوفي. وأعقب: محمد تقي وعبد الرزاق. فأما محمد تقي المزبور فكان رجلًا كاملًا عاقلًا. وتوفي. وأعقب من الأولاد: حسنًا ورابعة. فأما حسن المزبور فكان رجلًا مباركًا وصالحًا كثير الخمول لا يكاد يخالط أحدًا ولا يخلو من سوداء. وتوفي. وأعقب من الأولاد: فاطمة. وحسنًا. وتركه حملًا في بطن أمه فسمي باسمه. وهو موجود اليوم ويتعاطى صنعة الخياطة. ولا بأس به من رجل. وأما عبد الرزاق المزبور فكان رجلًا كاملًا عاقلًا. وصار في وجاق الإسباهية توفي سنة 140. وأعقب من الأولاد: محمد. ونشأ على طريقة والده. وكان رجلًا شجاعًا. وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: عليًا وهو أيضًا رجل كامل لا بأس به. وسافر مرات إلى الديار الرومية. وتوفي بها سنة 1195. " بيت الكسوجي ". أصلهم السيد عبد الوهاب الحلبي الكسوجي. ومعناه خياط كسوة حضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة المنورة سنة 1157. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا. سافر إلى الديار الرومية مرتين وأكثر. ورجع إلى المدينة المنورة مسرورًا مجبورًا. وعينت له الدولة العلية صرة من جوالي الشام تصل إليه في كل عام. وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1180. وعقب من الأولاد. عبد اللطيف. وصار في محل والده. وهو رجل لا بأس به مصاحب للكرام باذل لهم الطعام. وبيننا وبينه صحبة ومحبة وهو موجود اليوم. وسافر إلى الديار الرومية مرتين. روجع مسرورًا مجبورًا.
|