الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من أنساب **
" بيت الموهوب ". أصلهم الحاج محمد الموهوب المغربي. قدم المدينة المنورة سنة 1080. وكان رجلًا صالحًا مباركًا من بيت صلاح وسيادة بالمغرب. ولهذا كانوا يسمونه السيد. وقد توهم أولاده اليوم أنه شريف النسب. وما عرفوا أن اصطلاح أهل المغرب أنهم يطلقون " السيد " على مطلق الرجل العظيم. ويطلقون على الرجل الشريف " مولاي " بخلاف أهل المشرق فإنهم يطلقون " السيد " على الشريف. ومن هذا التوهم ادعى أولاده الشرف. ولف بعضهم على رأسه العمامة الخضراء وهذا من السرف. - فلا حول ولا قوة إلا بالله - وتزوج المذكور حفصة بنت الخواجة حمودة الشامي. وولدت له ولدًا سماه محمدًا باسمه. ونشأ نشأة صالحة. وصار في وجاق الإسباهية وامتحن في سنة 1132 بأن ربطه العرب المدعوون بالجنانية من قبيلة حرب. وذهبوا به إلى البر بسبب دعوى لهم على الإسباهية فوجدوه يصلي في الجرف صلاة الصبح. ثم فكوه. ورجع إلى المدينة المنورة وأصلحوهم بشيء من الدراهم. وكان لطيف الذات. وتوفي فأما شمسي فكان " رجلًا " كاملًا عاقلًا صاحب دراهم كثيرة ولكنه كان شحيحًا جدًا. وصار من الإسباهية. وتوفي. وأعقب من الأولاد: زينًا وسعدية. فأما زين المزبور فصار من الإسباهية. وهو رجل في غاية الكمال ومن احسن الرجال. وتولى بيرقدارًا ثم ولاه حضرة محمد باشا ولي الشام وأمير الحاج الشريف كتخدا الإسباهية سنة 196. وهو فيها إلى الآن. وله أولاد وبنات موجودون بقيد الحياة. وأما عبد النبيء فسافر إلى الديار الرومية مرتين وجمع شيئًا كثيرًا من الدنيا. وتوفي سنة 188. وكان حريصًا على الدنيا جدًا حتى كاد أن يمنع نفسه من الطعام من شدة حبه فيها. ومع ذلك لم يوجد عنده شيء منها. وحفروا الأرض ولم يجدوا شيئًا. ولم يكن له عقب. وأما عبد الرحيم فتوفي أيضًا. وفي سنة 1175 ورد إلى المدينة المنورة رجل فاضل من أهل المغرب يسمى عبد الرحمان الموهوب المالكي. وادعى أنه ابن عمهم. ولف على رأسه العمامة الخضراء. وادعى الشرف. والله أعلم بحقيقة الحال. وهو رجل صالح ويدرس بالمسجد النبوي. وهو مسكين فقير الحال جدًا. " بيت مراد ". ويقال لهم بيت بالي مراد. وأخبرني بعض الثقات أنهم ينتسبون إلى العلامة المحقق أحمد الفناري المترجم في الشقائق النعمانية. وأول من قدم منهم المدينة المنورة سنة 1050. مراد أفندي الرومي. وكان رجلًا صالحًا مباركًا. وتوفي سنة 1070. وأعقب من الأولاد: مصطفى وعليًا: " أما علي " فمولده سنة 1054. واشتغل بطلب العلوم. وبلغ منها ما يروم. وكان عالمًا مدرسًا. وتوفي بمكة المكرمة سنة 1111. وأعقب: عبد الله وتوفي في حياة أبيه سنة 1109. وعباس أفندي. وكان عالمًا فاضلًا. مولده سنة 1100. وتوفي سنة 1156. وأعقب مرادًا. وتوفي. وأما عبد الله فأعقب حسينًا ومحمد سعيد. فأما حسين فمولده سنة 1107. وتوفي سنة 157. وأعقب عمر. وتوفي سنة 1187. وأما محمد سعيد فمولده سنة 1104. وتوفي سنة 175. وأعقب إبراهيم الموجود اليوم وعليًا ورقية زوجة الريس فتح الله أبي النور والدة أولاده. وأما مصطفى مراد فكان رجلًا كاملًا عاقلًا. تولى آغاة القلعة السلطانية. ومولده سنة 060. وتوفي سنة 1108 وأعقب من الأولاد: مرادًا ومحمدًا. فأما مراد فمولده سنة 1103. وصار إسباهيًا. وتولى كتابة التكية المرادية فأساء فيها فعوقب وحوسب عليها فظهر عنده مال كثير فباع في ذلك جملة أشياء منها الدار الكبرى التي بخط ذروان. واشتراها منه الحاج خضر جلبي البغدادي. وأوقفها على أولاده. وتوفي مراد المزبور سنة 1136. وأما محمد فمولده سنة 1105. وصار إسباهيًا. ثم صار كتخدائهم إلى أن مات سنة 169. وهو رجل مشهور بالشجاعة. ولم يعقب. وكان كاتب المرادية بعد أخيه. وكان صاحب مظهر وأبهة ومات عن غير ولد. وورثه عصبته أولاد بني عمه: عمر ومراد وإبراهيم الموجود الآن. وانحلت وظيفة الكتابة عنه. وذلك قبل ورود الفرمان السلطاني باستحقاق بني العم عند فقد من هو أقرب منهم. فقرر في ذلك شيخ الحرم أحمد آغا محمد كاتب العروض كتخدا فيها. فباعها من السيد زاده هاشم وهي بأيدي أولاده اليوم. وأما مراد بن حسين فتوفي سنة 1185. وأعقب من الأولاد: حسينًا الموجود اليوم. بيت المفتي " بيت المفتي ". قد سبق ذكرهم في حرف الألف في بيت أسعد أفندي المفتي. " بيت مفتي خادم ". أصلهم صاحبنا العلامة الفاضل السيد محمد سعيد أفندي المدرس. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1170. ووالده السيد محمد أفندي مفتي الخادم. قدم المدينة المنورة من الديار الرومية. وقد اشتهر بالعلم. وأما السيد محمد سعيد المزبور فتولى تدريس المدرسة الجديدة التي بباب السلام بعد وفاة مدرسها محمد أفندي الكركوكي سنة 1175. وصار صاحب ثروة عظيمة. وصارت له تعلقات بالمدينة المنورة نحو 5000 غرش في كل عام. وكان حريصًا على الدنيا شديد البخل. لم تعرف له مكرمة أبدًا مع المجاورين أو غيرهم نسأل الله العافية. وقد ورد في الحديث " لا داء أدوأ من البخل " وكل حين يسافر إلى الروم ويجمع من الحطام ما يزيده عل ما عنده. وهو الآن مسافر هنالك. وله ولد صغير موجود اليوم بالمدينة المنورة. بيت ملا إبراهيم الكردي " بيت ملا إبراهيم الكردي ". وهو بيت كبير بالفضل شهير وكان أحق بالتقديم في حرف الألف لا في حرف الميم. أصلهم العلامة الفهامة الملا إبراهيم بن حسن شهاب الدين الكردي الشهرزوري الكوراني وترجمته مشهورة. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1063. ولازم الشيخ أحمد القشاشي وتربى به وزوجه بنته وأقامه خليفة بعده. ولم يزل مشتغلًا بالعلم والعمل. والتأليف والتصنيف إلى أن توفي سنة 1103. وكان مولده في سنة 1025. وأعقب من الأولاد: أبا الحسن وأبا طاهر. فأما أبو الحسن " ف " أعقب من الأولاد: أبو الطيب. وكان رجلًا شجاعًا وامتحن في قضية فتنة العهد المشهورة. ونفي بالفرمان من المدينة إلى دمشق الشام. ومكث فيها نحو اثنين وعشرين عامًا. ثم رجع إلى المدينة المنورة بالفرمان أيضًا سنة 1160. وأقام بها إلى أن توفي سنة 1168. وأعقب من الأولاد: أبا الحسن وأبا البركات. فأما أبو الحسن فوالدته أمة الكافي. وحصل له الغنى منها. وقد ضاع منه شذر وذر. ويقال: إن والده كان يدعو عليه فأصابت الدعوة فسافر إلى الديار الرومية. ورجع إلى مصر. وتوفي بها على حالة رثة سنة 1173. وأما أبو البركات فكان رجلًا شهمًا. وكان حسن الخط. ونسخ كثيرًا من الكتب العلمية للناس بالأجرة. وتوفي سنة 1168. وأعقب من الأولاد: أبا السعود. وسافر إلى الروم وتوفي شابًا وأما محمد سعيد فوالدته وهبة بنت الشيخ أحمد القشاشي. وكان رجلًا شجاعًا. واستشهد في جبل سلع في 22 شوال سنة 1134. ودفن عند باب سيدنا إسماعيل بن جعفر الصادق داخل السور السلطاني. وقبره ظاهر يزار. وأعقب من الأولاد: أحمد أبا الفرج وحسنًا. فأما أحمد فكان رجلًا صالحًا فاضلًا. وكان بيننا وبينه وبين أخيه حسن عداوة شديدة إلى الممات. وقد تعب كثير من الناس في الصلح بيننا فلم يمكن أبدًا. وسافر إلى الديار الهندية وحصل له قبول وإقبال وتحصل على جملة من الأموال وصحبته ولداه حسين وأبو الحسن. ثم رجعوا إلى المدينة المنورة. وتوفي سنة 1167. وأعقب من الأولاد المزبورين أعلاه. فأما حسين فكان رجلًا فاضلًا صالحًا مباركًا. وأما أبو الحسن فهو رجل كامل صالح من أصحاب المروءات. وله من الأولاد: أبو الفرج وأم الحسن زوجة الخطيب عبد الله الخليفتي المفتي. وأما أبو الفتوح فنشأ نشأة صالحة. وحفظ القرآن وصلى به جماعة التراويح في شهر رمضان. وتوفي في حياة والده سنة 1190. وأما حسن أبو الفضل فمولده في سنة 1100. ونشأ نشأة صالحة. وطلب العلوم وبلغ منها ما يروم. ودرس بالمسجد الشريف. وسافر إلى الديار الهندية ثم إلى الديار الرومية وحصل له فيها قبول وإقبال وتحصل على جملة من الأموال. وكان صحبته ولده أحمد. وذهب بصره في آخر عمره. وكان عالمًا فاضلًا متكلمًا. وتوفي سنة 1180 وكان لا يرضى عمن كان يسأله عن عمره. وأعقب من الأولاد: محسنًا. وتوفي شابًا. وأعقب من الأولاد: محي الدين الموجود اليوم. وكذلك أعقب الشيخ حسن أبو الفضل: أحمد ومحمد سعيد وإبراهيم وعائشة وفاطمة والدتهم رقية بنت الشيخ علي القشاشي الموجودة اليوم. فأما أحمد فكان رجلًا لطيف الذات وظريف الصفات. وتوفي شابًا سنة 1183. وأعقب من الأولاد: محمد أبو الفرج الموجود اليوم والدته رابعة المرعشية. وأما محمد سعيد فكان رجلًا كاملًا. وتوفي شابًا سنة 1185. وأعقب من الأولاد: خديجة وهي موجودة مقعدة في الأرض والدتها فاطمة بنت الحاج أبي جيدة المغربي الفاسي. وأما إبراهيم فهو رجل كامل عاقل يحب الجمالة في كل حالة. وهو موجود اليوم. وله الأولاد: وأما عائشة " ف " زوجة أبي الحسن والدة بنته أو الحسن زوجة الخليفتي. وأما محمد أبو الطاهر فمولده في سنة 1085. وكان رجلًا كاملًا فاضلًا. وهو من أعظم مشايخنا الذين أخذنا عنهم العلم. وأجازنا بجميع مروياته من والده وغيره. ولم يزل مشتغلًا بالعلم والتدريس إلى أن توفي سنة 1145. وعمر عدة أماكن وبيوت منها: الحديقة وبيتها وديوانها المعروفة بسكناه الكائنة بجزع العريضية. ومنها البيت الكبير الملاصق للمقبرة البرانية. وأعقب من الأولاد: إبراهيم وفاطمة زوجة السيد عبد الله عباس البخاري والدة أولاده. وأعقب أيضًا آمنة زوجة أبي البركات والدة أبي السعود المتوفى بالروم. فأما إبراهيم فمولده سنة 1114. ونشأ نشأة صالحة وكان مشتغلًا بالعلوم ومطالعة الكتب. وكانت له حافظة عظيمة في حفظ الشواهد وإيرادها في مواردها مع كمال الفضيلة. ودرس بالمسجد الشريف النبوي ومسجد قبا وفي بيته على طريقة والده وجده. وكان صاحب كرامة وشهامة لا يكاد يمنع أحدًا من عارية كتاب أو نحاس أو فراش أو غير ذلك مما ينتفع به الناس. وكان مستعدًا لذلك غاية الاستعداد لأجل نفع العباد. ولم يزل على ذلك إلى أن توفي سنة 1188. وكان بيننا وبينه صحبة أكيدة ومحبة شديدة. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد وجمال الدين. فأما محمد سعيد فمولده سنة 1134. وهو أشبه الناس بأبيه في أقواله وأفعاله " ومن يشابه أباه فما ظلم ". وبيننا وبينه محبة عظيمة ومودة قديمة. وتوفي سنة 1196. ورزقه الله عدة أولاد نجباء: أكبرهم عبد القادر والدته فاطمة بنت عبد الكريم السمان. ومحمد أسعد وزين فأما عبد القادر فمولده في سنة 1152. ونشأ نشأة صالحة. وطلب العلم الشريف وحفظ القرآن المنيف. وسافر إلى الديار الرومية مرتين ورجع إلى المدينة المنورة ملآن اليدين. وله عدة أولاد من الشريفة خديجة بنت السيد أحمد الساكت الهندي. وأما محمد أسعد المزبور فنشأ على طلب العلوم من منطوق ومفهوم. وتزوج على رقية بنت السيد يحي الأزهري وتوفيت " سنة 1196 ". وأعقبت له ولدًا يدعى بإبراهيم. وهو موجود اليوم. وأما زين العابدين فمولده سنة 1173. وهو أشبه بأخويه. وهو موجود اليوم. وأما جمال الدين المزبور فهو شقيق محمد سعيد. وهو رجل مبارك جدًا في غاية الكمال. وله أولاد موجودون من فاطمة بنت السيد محمد عباس. بيت مرنقية " بيت مرنقية ". أصلهم السيد سعيد ميرقاه البخاري. وحرفه الناس وقالوا " مرنقية " وكان قدومه إلى المدينة المنورة. وكان رجلًا كاملًا صالحًا عاقلًا من أحسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين. وتوفي. وأعقب من الأولاد: السيد عبد الخالق والد السيد علي الذي أدركناه وصحبناه. وكان رجلًا مباركًا صالحًا من المؤذنين بالريسية وصار كاتبًا من طرف شريف مكة. وصار كاتب الفقراء بالمدينة المنورة. وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: صاحبنا السيد سعيدًا والسيد كمالًا والسيد سليمان. فأما السيد سعيد فكان رجلًا لطيفًا صاحب مزاح ومجلسه مجمع الأرواح. وكان خياطًا يصنع القواويق اللطيفة. وتوفي سنة 1160. وأعقب من الأولاد: السيد أبا بكر الموجود اليوم. وسافر إلى الديار الرومية. وأقام بها مدة مديدة. ثم رجع إلى المدينة ولم يحصل شيئًا من قلة الحظ. وقد كف بصره. ولكنه صاحب لطائف ومضحكات ومجون وخزعبلات مثل والده وأكثر. وهو فقير الحال جدًا. وساكن في رباط العجم بقرب باب الحرم الشريف. بيت المناسترلي " بيت المناسترلي ". نسبة إلى مناستر بلدة مشهورة بالديار الرومية. وأول من قدم منهم المدينة المنورة أحمد أفندي المناسترلي الرومي. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا مباركًا وتوفي. وأعقب من الأولاد: مصطفى وإبراهيم وحسنًا وعليًا وفاطمة زوجة مصطفى أفندي الشرواني والدة أولاده. فأما مصطفى فكان رجلًا صالحًا على طريقة والده. " ومن يشابه أبه فما ظلم ". وتوفي. وأعقب من الأولاد: أحمد ومحمدًا. وكانا من أصحابنا وأقراننا. فأما أحمد فتوفي وأعقب مصطفى والد أحمد الموجود اليوم. وأما محمد فتوفي عن غير ولد. وأما إبراهيم فكان رجلًا كاملًا عالمًا فاضلًا. وله معرفة تامة بعلم الفلك. وصار ريسًا في المنارة الريسية. سقط من جلابيته في الليل فمات سنة 1150. وكانت إحدى يديه مقطوعة من علة أصابته في صغره. وأعقب من الأولاد: عبد الله. وكان رجلًا صالحًا عليه سكينة ووقار. وباشر وظيفة الآذان في الريسية. وتوفي. وأما حسن فكان رجلًا فاضلًا. وكان شريكنا في الطلب عند شيخنا أبي الطيب السندي وغيره. وتوفي. وأما علي فكان رجلًا شجاعًا. وصار جاوشًا في وجاق القلعة السلطانية. وتوفي عن أولاد. بيت المارودي أصلهم الشيخ عبد الله المارودي الهندي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1100. وكان رجلًا مباركًا ويتعاطى صناعة قطع الورد وسائر الأزهار ويستخرج منها عطرًا بديعًا. وتوفي سنة 1135. وأعقب من الأولاد: حسينًا وإبراهيم وحمزة. وصارت له ثروة في آخر عمره. فأما حسين فمولده سنة 1110. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا. وصار في وجاق النوبجتية. ثم صار جوربجيًا. وكاتب المحكمة. وامتحن بالخروج من المدينة النبوية. وسكن مكة المكرمة. وتوفي بالطائف سنة 1163. وكانت بيننا وبينه صحبة ومحبة. وأعقب من الأولاد: عبد الله وزينًا وفاطمة زوجة محمد صالح حماد. فأما عبد الله فنشأ نشأة خلاعة. ولكنه في غاية الكمال والجمال. وصار جوربجيًا وكاتبًا في وجاق القلعة السلطانية. وصار قابضًا لغالب مواد الناس. وهو موجود اليوم. وأما زين فكان رجلًا متحركًا متكلمًا. وصار جوربجيًا في النوبجتية. وتوفي سنة 1196. وأما إبراهيم فمولده في سنة 1115. وكان صاحب همة علية وأخلاق رضية. وكان ملازمًا لصاحبنا حماد أفندي في الصحبة حضرا وسفرا نحو أربعين سنة. وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة إلى أن توفي سنة 1182 عن غير ولد. ولم يتزوج أبدًا. وأما حمزة فمولده في سنة 1120. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا. وصار شماع لحرم الشريف. وتوفي سنة 1192. وكان له ولد يدعى عبد القادر توفي في حياة أبيه في الصعيد سنة 1187. وله بالمدينة ولد في حجر جده المزبور. ولله عاقبة الأمور. بيت المسعودي " بيت المسعودي ". أصلهم صاحبنا الفاضل محمد أفندي المدرس بالسراية السلطانية. قدم المدينة المنورة مع والده وإخوانه في حدود سنة 1143. وظهر بالمدينة المنورة حتى صار يعد من رؤسائها. وكان صاحب مكارم سنية وأخلاق مرضية. وله فضيلة تامة. وكان شريكنا في الدروس عند شيخنا العلامة محمد أبي الطيب المغربي. ثم صار يدرس في المدرسة الجديدة بباب السلام بعد وفاة مدرسها محمد أفندي الكركوكي. وكان بينهما محبة وصحبة واتحاد. ثم مرض بداء الاستسقاء فذهبوا به إلى سيدنا حمزة. وتوفي هناك في سنة 1174. ودفن بالبقيع الشريف. ولم يعقب غير ثلاث أخوات إحداهن فاطمة والدة صاحبنا محمد أفندي طولة زاده. وإحداهن زينب والدة السيد أحمد جمل الليل وأخيه زين. ورقية زوجة عبد الله الكيلاري والدة بنته فاطمة الموجودة اليوم عيال محمد سعيد أوده باشى. وكان والده إبراهيم أفندي المزبور من العلماء العاملين ومن عباده الصالحين. وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1145. " بيت المسلماني ". أصلهم الخواجة يوسف شاهين الجداوي. قدم المدينة المنورة في سن 145. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا. يقال: إن أصله من يهود حلب. وجاء به إلى البندر جدة أخوه شاهين وأسلم بها. وحسن إسلامه وختنه في وكالة أبي اليسر. ثم اشتغل بالبيع والشراء والأسفار إلى أن حصل جملة أموال. ثم وصل إلى المدينة المنورة ونوى الإقامة بها واشترى الدار الكبرى التي بخط زقاق الزرندي " بسعر " سبعة آلاف غرش. واشترى بمثلها دارًا كبرى في بندر جدة وأوقف الدارين المزبورتين على بناته وإبراهيم معهن. والدار التي في جدة على أولاده وأم هانئ معهن ونحن من الشهود على الوقف المزبور. ولم يحكم به قاض فباعه أولاده على عربي جوربجي قبيطي صهرهم. ما عدا إبراهيم فإنه لم يبع حصته. ثم إنه ادعى وقفه وأثبته في سنة 184 واستلمه ووضع يده عليه. ثم إن يوسف شاهين المزبور أوصى في مرض موته. وأقام الأخ يوسف الأنصاري وصيًا مختارًا على تنفيذ وصاياه فصار بعد موته نزاع عظيم بين الأخ يوسف وبين أولاده الكبار. وكان هذا أصل مضرة الأخ يوسف. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وقد شرحنا جميع هذه القصة بتمامها في غير هذا المحل. ثم لما مات يوسف المزبور وزع ماله على أولاده فالذي خص كل واحد منهم بعد المصاريف نحو 10. 000 غرش. والذي خص كل بنت منهم 5000 غرش. وقد ذهبت جميع هذه الأموال في أقل مدة. وكانت وفاة يوسف المزبور في سنة 154. وأعقب من الأولاد: أحمد وعثمان ومحمدًا وإبراهيم ومريم التي في حلب وأم هانئ زوجة علي النحال والدة عبد الرحمان وفاطمة زوجة أمين ميكائيل وزليخا زوجة عربي جوربجي القبيطي والدة حمزة. فأما أحمد فتوفي في جدة في سنة 1175. وأما عثمان فتوفي سنة 1169. عن غير ولد. وأما محمد فموجود اليوم في إسلامبول ساكن فيها. وله فيها أولاد. وحج في سنة 1189. ورجع إلى الروم. وهو متول بها ترجمانًا لأولاد العرب. وأما إبراهيم فمولده في سنة 1153. وهو موجود اليوم. وصار من الإسباهية. وسافر إلى الروم لأجل الدنيا. وجمع " منها " شيئًا كثيرًا. وعنده قبلها مثلها ومع ذلك يكاد نفسه يحرمها وهو مظهر من نفسه الفقر والتقشف وساكن وحده في وكالة. ومع ذلك - على ما بلغني - أنه لا يخرج منها حق الله. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ". . . والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها. . . " إلخ الآيات. بيت المجدجي " بيت المجدجي ". ومعناه بالتركية المبشر لأن من عادة الدولة العلية أن يجعلوا رجلًا يخرج في كل عام نصف رمضان ويدخل يوم المولد الشريف ويواجه حضرة مولانا السلطان في ذلك الموكب العظيم وصحبته النامة الشريفة وجملة من المكاتيب العلية فتقرأ في المجلس. ومضمونها بأن الحرمين الشريفين سارة وقارة وأن جميع الحجاج قد حجوا ودعوا لحضرة مولانا السلطان فيحصل له بذلك فرح عظيم وينعم على هذا الرجل المجدجي بأنواع الإنعام والتكريم. وهذا يكون في كل عام. أدام الله دولة مولانا هذا الإمام. وكان منهم محمد آغا الرومي. وقد قدم المدينة المنورة مهاجرًا إلى الله ورسوله في سنة 060. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا من أحسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين. وتوفي. وأعقب من الأولاد: حمزة والد إبراهيم وكريمة زوجة عبد الله آغا ظافر والدة أولاده. فأما إبراهيم فأعقب صاحبنا أحمد والد إبراهيم الموجود اليوم بمصر المحروسة حوالة لأهل المدينة. بيت المغيربي " بيت المغيربي " بالتصغير. أصلهم الحاج أحمد التونسي المغربي. قدم المدينة المنورة في سنة 100. وكان رجلًا كاملًا صالحًا مباركًا. وتوفي. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد وعبد القادر. فأما محمد سعيد فكان رجلًا عاقلًا كاملًا وشجاعًا بطلًا. وصار جوربجيًا في وجاق النوبجتية. وتولى الحسبة وأمانة بندر ينبع. وأحسن فيهما غاية الإحسان. وصار صاحب ثروة بسبب ذلك. وتوفي سنة 1153. وأعقب من الأولاد: أحمد. وصار جوربجيًا في محل والده. وطلب العلم. وصارت له مذاكرة ولكنه تعلق على صنعة الكيمياء ولم يتحصل منها على شيء. فأضاع فيها جميع ما خلفه له والده ومثله معه حتى صار فقيرًا بين الناس في غاية الإفلاس. وتوفي سنة 1186. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد وعبد المعين وفلفلا وكلاهما صغير موجودان الآن. فأما محمد سعيد. فنشأ نشأة حسنة وله كمالات مستحسنة. وصار في النوبجتية مكان والده ثم باعها. وجلس مدة بلاها! جالسًا في دكانه مشتغلًا بشأنه. إلى أن صارت واقعة العسكر الذين تركهم الشريف في القلعة مع أهالي المدينة. فتملق له بعض الناس حتى جعله رأسًا. فصار في النوبجتية. وصار جوربجيًا ومحتسبًا إلى أن جاء أمير الحاج محمد باشا فولاه كتخدا القلعة السلطانية. وبقي فيها إلى قابل فقبض عليه من جملة من قبض. وسار به إلى الشام بالعز والإكرام. وتوفي بها سنة 1196. - رحمة الله تعالى عليه -. وله بالمدينة ولد طفل يدعى أحمد موجود اليوم عند أمه. بيت المجلد " بيت المجلد ". أصلهم محمد أفندي الحصاري الرومي المشهور بالمجلد. قدم المدينة المنورة في سنة 1140. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا ذا همة علية وأخلاق رضية. وتولى كتخدا القلعة السلطانية واتهموه بأنه سم بعض أعيانهم ومات فعزلوه. وصارت له ثروة عظيمة واستأجر منا الحديقة الأنصارية. وعمرها وغرس بها نخلًا نفيسًا. وسكن فيها نحو عشرين سنة. وتوفي سنة 1172. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد الموجود اليوم. فنشأ نشأة غير رشيد وهو عن الخير بعيد فأضاع جميع ما تركه له والده ومثله معه. وسافر مرارًا عديدة إلى الروم ولم يبلغ " منها " ما يروم لقبح وجهه وشؤم حظه. وهو رجل في الدرجة العليا من الحمق وبذيء اللسان حتى لا يكاد يسلم منه إنسان وهو الآن مسافر في الجهات الرومية. بيت مولاي " بيت مولاي ". اعلم أن هذا اللقب لا يطلق عند أهل المغرب إلا على الشريف. كما أن لفظة " السيد " لا تطلق إلا على الشريف عند أهل المشرق. وكل ذلك بحسب الاصطلاح. وقد اختص منهم أشراف بلدة " تافيلال ". وأشهر من يعرف بهذا اليوم صاحبنا الفاضل مولاي محمد بن محمد ابن أبي القاسم المغربي الفيلالي. قدم المدينة المنورة في سنة 1135. هو ووالده وأعمامه بأولادهم. وسكنوا بجوار دارنا في حارة الأغوات. وكانوا في غاية الصلاح والعبادة وبلغوا الحسنى وزيادة. واشتغل " مولاي " محمد المزبور بطلب العلوم من منطوقها إلى المفهوم. وصار يدرس في المسجد النبوي صحيح البخاري وغيره بعد صلاة العصر. وقد أوقف على وظيفة البخاري الذي يقرؤه بعض أهل الخير الحديقة الأنيقة المعروفة بالعريضية الخواجية. وهي بيده الآن. وسكن فيها وهو قليل حظ وفقير الحال. وسافر إلى المغرب وبلاد السودان ولم يتحصل منها على شيء من المال. وله بنت وولد موجودان اليوم. ولمولاي محمد المزبور أخ وأخت. فالأخ يدعى بأحمد. وهو رجل لا بأس به متعاطيًا صنعة الصياغة في دكانه ومشتغلًا بشأنه. وصار من الإسباهية. وتولى بيت مالهم. وصار جوربجيًا. وأما أخته فتدعى فطوم " ف " تزوجها المرحوم السيد عبد المحسن أسعد المفتي. ومات عنها. وله منها ولد يدعى محمد توفي " افتتاح " سنة 1196. وبنت تدعى رقية. وهي باقية اليوم. بيت المسكي " بيت المسكي ". نسبة إلى بيع المسك. أصلهم السيد عبد الله الرومي المسكي. قدم إلى المدينة المنورة في حدود سنة 1115 وكان رجلًا كاملًا عاقلًا لطيف الذات ظريف الصفات. وكان صاحب ثروة وله دكان في الحدرة يبيع فيها المسك والعود والعطر. وتوفي سنة 140. وأعقب من الأولاد: السيد محمدًا والشريفة عائشة زوجة عبد الرحمان المرعشي شيخ الفراشين والدة أولاده. فأما السيد محمد المزبور فنشأ نشأة صالحة. وتوفي شابًا في سنة 1180. وأعقب من الأولاد: السيد عمر والسيد حسنًا والشريفة خديجة الموجودة الآن. والدتهم الشريفة سلمى بنت السيد عبد الله أبي العزم العادلي. فأما السيد عمر فتوفي شابًا لم يتزوج سنة 1185. وأما السيد حسن فهو موجود اليوم. وشاب لم يتزوج.
"بيت نقيب زاده ".أول من قدم منهم المدينة المنورة مهاجرًا في حدود سنة 1060 السيد أحمد بن السيد يوسف الحلبي وصحبته ولداه السيد يوسف والسيد عبد القادر صغيران. وهو من بيت كبير في حلب ببني الزهراء. وكانت فيهم نقابة الأشراف مدة من الزمان. وكان صاحب ثروة عظيمة وأخلاق كريمة. وتوفي. وأعقب من الأولاد: السيد يوسف والسيد عبد القادر المذكورين أعلاه والشريفة زينية. واشترى الدار الكبرى الكائنة بخط ذروان وعمرها وأتقنها غاية الإتقان وأوقفها على نفسه ثم على أولاده إلخ بالسوية بينهم. ثم بعد انقراضهم على عتقائه أولادهم إلخ. ثم من بعدهم على المؤذنين. ثم على الفقراء. هكذا رأيته في كتاب وقفه المزبور المؤرخ سنة 1077. فأما السيد يوسف المذكور " ف " توفي في حياة والده المزبور. وأعقب من الأولاد: السيد إبراهيم صاحبنا. وكان من أحسن الناس. وكان يسكن في داره المقابلة للقلعة السلطانية. وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: السيد أحمد والسيد محمدًا الموجود اليوم وأما السيد أحمد فمولده في سنة 1120. وكان رجلًا مجملًا مكملًا ذا أخلاق رضية. رحل إلى الروم ومصر والشام وبغداد. ثم استقر بدمشق الشام وبلغ منها المراد. وتوفي بها في سنة 1155. وأعقب من الأولاد: السيد حسنًا وأخته الشريفة بدرة. وأمهما صفية بنت الخطيب عبد الله الخليفتي الكبير. وكان مولد السيد حسن المزبور سنة 1144. وكان جميل الصورة جدًا. وتوفي شابًا سنة 181. وأعقب من الأولاد: السيد إبراهيم والشريفة آمنة الموجودين اليوم. وأمهما الشريفة فاطمة بنت السيد محمد علوي السقاف باعلوي. فأما السيد عبد القادر فتوفي في سنة 1107. وكان رجلًا فاضلًا عالمًا عاملًا. وصار خطيبًا وإمامًا بالمسجد الشريف النبوي. وله من التصانيف المفيدة: لسان الحكام في الفقه وكتاب في معرفة الرمي بالسهام وغيرهما من المسائل المفيدة والرسائل العديدة. وأعقب من الأولاد السيد زين العابدين والسيد عبد الرحمان والشريفة بدر الدجى. فأما السيد زين العابدين فتوفي شابًا. وأعقب من الأولاد: صاحبنا السيد علي المتوفى بمصر في سنة 1178. عن غير ولد. وورثه السيد خير الدين الآتي ذكره. وكان السيد علي المزبور من أحسن الناس ذاتًا وصفات. وكان حوالة الإسباهية وأما السيد عبد الرحمان المزبور فكان رجلًا صالحًا وصار خطيبا وإمامًا بعد والده وسافر إلى الديار الهندية وصحبته ولده يوسف الآتي ذكره. وحصل له قبول وإقبال وحصل جملة من أموال. ورجع إلى المدينة المنورة واشترى الدار الكائنة بواجهة رباط عبيد العين الزرقاء بخط المناخة السلطانية وعمرها وجعلها مجمعًا للأصحاب ومربعًا للأحباب. وتوفي في سنة 1138. وأعقب من الأولاد: السيد منصورًا والسيد يوسف. فأما السيد منصور فكان رجلًا مباركًا حسن الهيئة. وتوفي عقيمًا بمكة المكرمة سنة 148. وكان متزوجًا على زينب بنت مكي حسن. وأما السيد يوسف فكان رجلًا لطيفًا باشر الإمامة وسافر مع والده إلى الهند. وتوفي في سنة 158. وأعقب من الأولاد: السيد عبد الرحمان والسيد خير الدين والشريفة زينية. فأما عبد الرحمان " ف " توفي شابًا في سنة 1169. وأما خير الدين فسافر إلى الديار الرومية. وتوفي هناك سنة 1188. وله بالمدينة ولد موجود اليوم. وأما الشريفة زينية بنت السيد أحمد الكبير " ف " زوجة أحمد " آغا " ظافر والدة عبد القادر وعائشة ورقية والدة معتوق وكريمة. " بيت الريس أبي النور ". وهم اليوم مشهورون بهذه الكنية المذكورة لا يكادون يعرفون إلا بها. وأصلهم محمد الملقب بمسكين الهندي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1050. وتعاطى الرئاسة. ولم تزل في أولاده إلى اليوم. وهم أهل بيت صالحون. وقد أدركنا من أهل هذا البيت: صاحبنا الريس محمد أبي النور. وكان رجلًا فاضلًا عاقلًا كاملًا له معرفة تامة بعلم الفلك والأحكام ذو همة علية وأخلاق رضية. وصار كاتبًا في المحكمة الشرعية. وكان مشتغلًا بالنخيل والزرع. ثم صار شيخ الرؤساء إلى أن توفي شهيدًا في سنة 1144 ضرب برصاصة من البادية في الفتنة. وكانت فيه شجاعة وحماسة. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد وأبا الفتح فتح الله وعبد الله وأبا السعد. فأما محمد سعيد المزبور فنشأ على طريقة والده. وصار شيخ الرؤساء. وتوفي سنة 1188. ومولده في سنة 1118. وأعقب من الأولاد: عبد الله. ونشأ على طريقة والده. وسافر إلى مصر. وتوفي بالسويس سنة 1195. وأما فتح الله فمولده في سنة 1126. ونشأ نشأة صالحة. وكان رجلًا مباركًا صالحًا يباشر الرئاسة والأذان يوم الأربعاء جهوري الصوت مشغول غالب أوقاته بخدمة الناس وقضاء حوائجهم خصوصًا الحرم والأرامل اللائي في الربط والبيوت. وكان من أهل المروءات. وكانت بيننا وبينه صحبة شديدة ومحبة أكيدة إلى أن توفي في محرم سنة 1186. وأعقب من الأولاد: محمدًا وفاطمة زوجة ولدنا عمر الأنصاري والدة ولده زين العابدين الموجود اليوم. ومريم تزوجت. ثم طلقت وهي موجودة اليوم. وأما محمد فهو موجود اليوم يباشر وظيفة الأذان والرئاسة. وقد سافر إلى مصر والشام والروم. ورجع إلى المدينة المنورة ولم يبلغ ما يروم. وأما عبد الله المذكور أعلاه فتوفي شابًا ولم يعقب. وأما أبو السعد فهو موجود اليوم ويباشر الأذان والرئاسة. وصوته ضعيف جدًا لا يكاد يسمع. وصار شيخ الرؤساء الآن. وله أولاد " وبنات " موجودون بقيد الحياة. بيت النخلي " بيت النخلي " والعوام يقولون " النخولي ". وهو المشهور اليوم. نسبة إلى صناعة فلاحة النخيل وهم طوائف كثيرة وخلائق كبيرة. وكلهم شيعة شنيعة ولا يظهرون شيا من ذلك. ويزعمون أن التقية واجبة عندهم. وغالبهم جهلة لا يكادون يفهمون شيئًا من مذهب الرافضة. وإنما وجدوا آباءهم على أمة وهم على آثارهم مقتدون. وهم معهم بلا شك في النار يحشرون. وعلامات رفضهم وبغضهم كثيرة. منها الشهرة وعدم إدخال أطفالهم الحجرة وعدم إدخال جنائزهم إلى الحرم. وكل ذلك لوجود الشيخين فيهما رضي الله عنهما. ولا يدفنون موتاهم بين أهل السنة. ولا يسمون أحدًا من أولادهم أبا بكر ولا عمر ولا عائشة ولا حفصة. ولا يزوجون ولا يتزوجون أحدًا من أهل السنة. وغالب ما فيهم متصف به بنو حسين المشهورون بالمدينة المنورة وأرض نجد. وبينهما كمال الاتحاد والمحبة. ومنها مخالطتهم لبعضهم بعضًا دون أحد من أهل السنة. ومنها عدم صلاتهم التراويح في شهر رمضان. وإلى غير ذلك مما يطول ذكره. وقد تشبه بهم بعض العرب الذين بأطراف المدينة كبني علي وبني سفر والنحاسين وأهل البركة. وصنعة النخاولة المزبورين فلاحة النخيل لا يكادون يحسنون غيرها. ولا تصلح إلا بهم غالبًا. وغالبهم أخلاط من أجناس متعددة. ولهم قدم بالمدينة المنورة. ولم أقف على أصل الأقدمين منهم. وقد شاع وذاع وملًا الأسماع أن أصلهم من بقايا أولاد النساء اللواتي حملن بالزنا في قضية الحرة المشهورة في أيام الخبيث يزيد قبحه الله حين استباح المدينة المنورة قتلًا ونهبًا " وفسقًا " وسلبًا. وقيل إن المدن منهم أيضًا. وقيل: إن النخاولة بعضهم أصلهم من العبيد وبعضهم من الهنود وبعضهم من اليمن وبعضهم من المغرب وبعضهم من مصر وبعضهم من الحجاز وغير ذلك. وسمعت أن الخطيب خير الدين إلياس المدني صنف كتابًا في أصولهم وفروعهم. ولم بيت النحال " بيت النحال ". أصلهم الحاج علي النحال عتيق السيد أحمد النحال المصري المتوفى بالمدينة المنورة " سنة 1142 ". ودفن ببقيع الغرقد - رحمه الله تعالى -. قدم الحاج علي المذكور مهاجرًا إلى المدينة المنورة بأهله وأولاده وأتباعه في سنة 1189 وكان من التجار الكبار المقيمين ببندر جدة المعمورة. واشترى من أحمد جوربجي خضر الدار التي عمرها بأحد عشر ألف غرش. وهي بخط البلاط وسكنها. وتوفي سنة 1193. وأعقب من الأولاد: حسنًا وإخوانه. وله ولد كبير يدعى عبد الرحمان وهو ساكن بجدة. وبقية أولاده ساكنون بهذه الدار إلى أن أخرجهم منها محافظ المدينة يوسف باشا. وهو ساكن بها الآن. ومن قبله سكنها أحمد باشا. بيت نور خان " بيت نور خان ". أصلهم صاحبنا الخواجة نور خان الهندي البزاز. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1140. وكان من أحسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين. ويتعاطى بيع القماش في دكانه بخط سوق الحدرة. وكان صاحب ثروة عظيمة بسبب ذلك. وهو من أحسن أبناء جنسه وتوفي بها سنة 1152. وتزوج حفصة بنت ظافر آغا ولم تلد له. وأعقب من غيرها أحمد وأبا بكر وفاطمة زوجة جمال الدين المكحل. فأما أحمد فتوفي شابًا ولم يعقب. ولو عاش لخلف أباه في جميع أحواله. وأما أبو بكر فهو رجل لا بأس به فاق أباه وأخاه في الكمال والمال. وهو الآن يتعاطى بيع القماش في دكان أبيه وله من الأولاد: نورخان وعبد الله وكلاهما لا بأس به. يتعاطيان بيع القماش مع أبيهما.
|