الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: قراءة في فكر علماء الإستراتيجية (نسخة منقحة)
.المبحث الخامس: أسباب نجاح مخططات الاستعمار والصهيونية في العالم العربي: وكانت الإجابة: إذا كانت قد نجحت حتى الآن في منطقة الشرق الأوسط، فليس ذلك سوى نتيجة لضعف الإرادة الذاتية في المنطقة من جانب، ولوجود أداة أخرى لا مثيل لها في أي منطقة أخرى وهى إسرائيل. ما هي السياسات التي تتبعها الولايات المتحدة في المنطقة، بصفة عامة، وفي مصر بصفة خاصة؟؟. وكانت الإجابة عليها كالآتي: أولاً- سياسة الأمن القومي الأمريكي، وهى تعني أن حدوث أمر معين على حدودها المباشرة، يعنى ضرورة القتال بلا مقدمات، وقد وسّعت الولايات المتحدة هذا المفهوم لتجعل من وجود إسرائيل وبقائها أحد عناصر أمنها القومي ولكنها منذ حرب 1967، طورت المفهوم، فجعلت أساسه التفوق العسكري الساحق للأداة العسكرية الإسرائيلية على جميع القوى المقاتلة العربية، وذلك يعنى إلغاء لأى معنى من معاني الأمن القومي لأي دولة عربية. ثانياً- سياسة المساندة الإقليمية، والتي تتردد على ألسنة المسؤولين باسم الإجماع الإستراتيجي، واتفاقية كامب ديفيد هي امتداد لهذه السياسة، وخلاصة هذه السياسة تحويل المنطقة الممتدة من الخليج العربي حتى البحر الأحمر بجميع شواطئه، وحوض البحر المتوسط ليصير الجميع كتلة متراصة، وذلك بهدف تحويل المنطقة إلى قاعدة متماسكة تتميز بالخصائص الآتية: أ- القناعة القيادية بالتعاون مع الإدارة الأمريكية- هذا الكلام كتب عام 1983 وفي عام 1991 حدث ما توقعه المؤلف- ولكن الأمة لم تنتبه في حينه وحتى الآن! ب- القدرة والفاعلية على التحكم في المنطقة إزاء أي محاولات لخلق القلاقل أو الاضطرابات المحلية. ج- خلق المرافق المشتركة والمتماسكة والمتفاعلة التي تسمح بتطوير التعامل وقت الضرورة- في إطار موحد إقليمي- من حيث السهولة في التنقل والاستمرارية في التدفق- الطرق والمطارات وغيرها. ثالثاً- تحجيم مصر، وتفريغ المنطقة من قيادتها التاريخية، وذلك يحقق أهداف السياسة الإسرائيلية، ومن ثم سياسة الأمن الأمريكي، فليس من صالح سياسة المساندة أن توجد مصر القوية القادرة على أن تكتل خلفها دول المنطقة. رابعاً- سياسة الاستعمار الجديد، فأمريكا من عهد ريجان وهى تسير في سياسة صريحة أساسها السعي نحو تحقيق السيطرة الكاملة على العالم، هذه السياسة تعنى خلق التبعية وفرض الهيمنة المعنوية على الشعوب- هذه السياسة تتبعها جميع القوى الكبرى بأساليب ووسائل متباينة- تبعا لقوة وأهداف كل من القوى العظمى. أساليب التعامل الدولي مع المنطقة العربية: وهى تهدف إلى تحطيم الإرادة الذاتية، ومنع المنطقة العربية من التماسك، ولتحقيق هذا قامت هذه القوى الدولية الاستعمارية- ومنها أمريكا وإنجلترا وروسيا وفرنسا بما يأتي: 1- اغتصاب فلسطين، وإنشاء الدولة اليهودية- إسرائيل- وتدعيم وتوسيع دائرة نفوذها. 2- اتباع سياسة شد الأطراف. 3- خلق شلل في وظيفة مصر الإقليمية. 4- إذابة القومية العربية في المفهوم الإسلامي. 5- خلق دولة البربر الكبرى. فإسرائيل أداة لتهديد أي قوة عربية في منطقة القلب، وهى قد جزّأت، بل وفصمت الجسد العربي، وهى تستطيع- في تصورهم- على أن تحدث المزيد من الاضطرابات ليس فقط في المنطقة المحيطة بها؟ بل وفي جميع أجزاء الوطن العربي. إن المتتبع لمفهوم الأمن اليهودي- وبصفة خاصة كما يتصوره المنظرون الصهيونيون لوظيفة إسرائيل خلال الأعوام القادمة- لابد وأن يصيبه الذهول من كيفية تصور قيادتها، ولأن يمتد هذا المفهوم ويتسع، بحيث يحتضن من جانب القسم الغربي من المحيط الهندي، ومن جانب آخر جميع أجزاء شمال إفريقيا، وحتى المحيط الأطلسي، يجب أن ننظر إلى الوجود الصهيوني على أنه مرحلة من مراحل التدخل الأجنبي في المنطقة- بدءاً بفلسطين. ثم تأتى سياسة شد الأطراف التي بدأت مع الحروب الصليبية، لتكمل وظيفة إسرائيل، فإذا كانت تشل القلب، فإن القوى الجاذبة الجانبية تشل القوى المتواجدة خارج دائرة القلب، وهكذا تمنع المساندة- للقلب- ولعل الحرب العراقية الإيرانية في أقصى الشرق، وحرب الصحراء في أقصى الغرب، واحتمالات الصدام في جنوب السودان، نماذج واضحة لتأكيد هذا المفهوم وأزمة الخليج وغزو العراق والكويت، وأثرها السلبي على الانتفاضة الفلسطينية، وقضية فلسطين وغيرها من حركات الجهاد الإسلامي. ا. هـ. انتهى عرض الكاتب- رحمه الله. هل عرفنا أن نكبة فلسطين هي بداية النكبات التي تتتابع الآن على العالم الإسلامي؟ هل عرفنا حجم الأخطار المحدقة بالأمة؟ هل عرفنا النكبة التي نزلت بالأمة نتيجة التسليم للمغتصب أنه صاحب فلسطين؟ هل عرفنا لماذا لا يكتفي اليهود وأمريكا بأقمار التجسس في جمع المعلومات؟ ويسعون لبث شبكات التجسس البشرى في حنايا البلاد مثل شبكة آل مصراتي- التي قبض عليها عام 1992، وشبكة التخريب اليهودية التي قبض عليها عام 1954 وغيرها كثير.. .الفصل الثالث: قراءة في فكر رجاء جارودي: 1- ملف إسرائيل. 2- الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية. المبحث الثاني: إستراتيجية إسرائيل في الثمانينات والتسعينات، من خلال تقرير المنظمة الصهيونية العالمية. المبحث الثالث: إسرائيل ظاهرة استعمارية. المبحث الرابع: أسطورة الملايين الستة (الهولو كوست). .المبحث الأول: حول كتاب ملف إسرائيل وكتاب الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية: .تعريف بالمؤلف المفكر الفرنسي رجاء جارودي: * التحق بالجيش الفرنسي عام 1939. * انتخب نائباً في الجمعية الوطنية الفرنسية عام 1945 وظل فيها حتى عام 1962. * درس الفلسفة ونال درجة الدكتوراه. * انضم إلى الحزب الشيوعي الفرنسي عام 1933. * شغل في الحزب عضو المكتب السياسي عام 1970. * هداه الله للإسلام، فأسلم عام 1982 مع مجموعة من المثقفين. * له مؤلفات عديدة منها كتاب: فلسطين أرض الرسالات المقدسة- طلاس للدراسات والترجمة والنشر- دمشق- 1991- ترجمة قصي أتاسين وميشيل واكيم. * وكتابان نعرض لهما هنا: الكتاب الأول: (ملف إسرائيل دراسة للصهيونية السياسية). المترجم أ. د. مصطفى كامل فودة، الناشر دار الشروق، ط 2 القاهرة 1404هـ 1984 م. * ويقع الكتاب في 200 صفحة تحتوى على مقدمة وأبحاث تحت عناوين. الصهيونية الدينية، الصهيونية السياسية، أو الصهيونية اليهودية. إسرائيل التوراتية، أو دولة إسرائيل الحالية. ويتكون المبحث الأخير من جزئين: أ- أسطورة الحقوق التاريخية التوراتية. ب- إسرائيل ظاهرة استعمارية. السياسة الإسرائيلية- التوسع. وسائل إسرائيل لتحقيق أهدافها- الإرهاب على مستوى الدولة. الكتاب الثاني: (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية) ترجمه عن الفرنسية قسم الترجمة بدار الغد العربي، القاهرة ط 1 عام 1996. ويقع الكتاب في 225 صفحة تحتوى على مقدمة ومحاور ثلاثة رئيسية: أولاً: الأساطير الدينية: - أسطورة الأرض الموعودة- أو الأرض المغتصبة. - أسطورة الشعب المختار. - أسطورة يشوع- التطهير العرقي. ثانيا: أساطير القرن العشرين: - أسطورة معاداة الصهيونية للفاشية. - أسطورة محاكمة نور مبرج. - أسطورة الملايين الستة (الهولوكست). - أسطورة أرض بلا شعب. ثالثا: الاستخدام السياسي للأسطورة. - اللوبي في الولايات المتحدة. - اللوبي في فرنسا. - أسطورة المعجزة الإسرائيلية. - خاتمة- تعقيب- تنبيه. وقد أثبت الكاتب الحقائق التالية: أ- اليهود شعب الله المختار خرافة لا تستند إلى عقيدة صحيحة. ب- زعم الصهاينة بأن الله وعدهم بدولة من النيل إلى الفرات- ابتداء من أرض فلسطين خرافة. جـ- سياسة التطهير العرقي التي يتبعها الصهاينة ضد بني الإنسان لا يقرّها دين أو شرع. د- إن عداء الصهيونية للفاشية أكذوبة، لأنهما شيء واحد، فقط كان التعاون وثيقاً بين النظام الهتلري والصهاينة في ألمانيا أثناء الحرب العالمية الأولى. هـ- الصهيونية استطاعت أن تستخدم هذه الخرافات وغيرها ليتم لها السيطرة على العالم. وسنعرض- إن شاء الله- لبعض ما أورده المؤلف أيضا، ولا نتدخل بالتعليق إلا بما يسمح به المقام، مع العلم أن هذه محاولة لتنبيه القارئ إلى أهمية الكتاب، أي أنه لا غنى للقارئ عن قراءة النص الأصلي. ونحن نتقدم لله- العلى القدير- بالشكر والثناء، ثم للمؤلف والمترجم والناشر حمدان جعفر رحمه الله لحسن اختيارهم لهذا الكتاب- في هذا الوقت العصيب- وتوفيق الله لهم بإخراج الكتاب ليحق الله به الحق، ويبطل الباطل، ولو كره الكافرون. نظراً لخطورة الكتاب، فإن الصهيونية العالمية حاربت كل من تعاون في نشر الكتاب، أو تأييده. فهذا هو الأب بيير الفرنسي صاحب الشعبية الجارفة في فرنسا يؤيد كل ما جاء في هذا الكتاب- اقرأ الأهرام في 18/6/1996، فهددت الصهيونية العالمية الأب بيير وأخذت منه تعهداً بأنه غير مؤيد لهذا الكتاب. اقرأ الأهرام يوم الثلاثاء23/7/1996. ثم لم تكتف الصهيونية العالمية بذلك بل هددت صاحب المكتبة (جورج بوسكاسيد نسيبكو)، الذي عرض هذا الكتاب في مكتبته القريبة من جامعة السربون بفرنسا، اقرأ جريدة الأهرام 30/7/1996. ولم تكتف اليهودية العالمية، أو الصهيونية العالمية متحالفة مع الصليبية العالمية، بل قدموا المؤلف جارودي للمحاكمة أمام محكمة (*) فرنسية وأصدرت عليه حكماً بغرامة مالية بحجة معاداته للسامية وتشكيكه فيما زعم أنها محارق نازية ضد اليهود في ألمانيا. |