فصل: أبواب مناقب طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


 أبواب مناقب طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

  باب نسبه

14800- عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال‏:‏ طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك‏.‏ وأمه‏:‏ الصعبة بنت الحضرمي، وإنما قيل له‏:‏ الحضرمي لأنه كان ببلاد حضرموت، قتل بها عمرو بن ناهض الحميري، ثم هرب إلى مكة فحالف حرب بني أمية‏.‏ واسم الحضرمي‏:‏ عبد الله بن عامر بن ربيعة بن أكثر بن بكير بن عوف بن مالك بن عريف بن الخزرج بن إياد بن الصدف بن حضرموت بن قحطان من كندة‏.‏ والصعبة أخت العلاء بن الحضرمي، وأمها عاتكة بنت وهب بن عبد بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

  باب صفته رضي الله عنه

14801- عن موسى بن طلحة قال‏:‏ كان طلحة بن عبيد الله أبيض يضرب إلى الحمرة مربوعاً، هو إلى القصر

أقرب، رحب الصدر عريض المنكبين، إذا التقت التفت جميعاً، ضخم القدمين‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف‏.‏

14802- وعن الواقدي قال‏:‏ كان طلحة بن عبيد الله آدم كثير الشعر، ليس بالجعد ولا بالسبط، حسن الوجه، دقيق العرنين، إذا مشى أسرع، وكان لا يغيره شيبه، قتل يوم الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين‏.‏

رواه الطبراني ورجاله إلى الواقدي ثقات‏.‏

  باب في كرمه وما سمي به رضي الله عنه

14803- عن قبيصة بن جابر قال‏:‏ ما رأيت رجلاً قط أعطى الجزيل من المال من غير مسألة من طلحة بن عبيد الله‏.‏ قال سفيان‏:‏ وكان أهله يقولون‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه الفياض‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

14804- وعن طلحة بن عبيد الله قال‏:‏ سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد‏:‏ ‏"‏طلحة الخير‏"‏‏.‏ وفي غزوة ذي العشيرة‏:‏ ‏"‏طلحة الفياض‏"‏‏.‏ ويوم حنين‏:‏ ‏"‏طلحة الجود‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وقال‏:‏ بالسين والشين جميعاً، فالسين من العسرة وبالشين موضع‏.‏ وفيه من لم أعرفهم، وسليمان بن أيوب الطلحي وثق وضعف‏.‏

14805- وعن موسى بن طلحة أن طلحة نحر جزوراً وحفر بئراً يوم ذي قرد فأطعمهم وسقاهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا طلحة الفياض‏"‏‏.‏ فسمي‏:‏ طلحة الفياض‏.‏

رواه الطبراني وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وقد وثق على ضعفه‏.‏

14806- وعن سلمة بن الأكوع قال‏:‏ ابتاع طلحة بن عبيد الله بئراً بناحية الجبل فنحر جزوراً فأطعم الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أنت يا طلحة الفياض‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه موسى بن محمد بن إبراهيم وهو مجمع على ضعفه‏.‏

14807- وعن يحيى بن بكير قال‏:‏ كان طلحة بن عبيد الله يكنى أبا محمد‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

14808- وعن طلحة بن يحيى عن جدته سعدى قالت‏:‏ دخل علي يوماً طلحة فرأيت منه فعلاً فقلت له‏:‏ ما لك‏؟‏ لعله رابك منا شيء فغيبك‏؟‏ قال‏:‏ لا، ولنعم حليلة المرء المسلم أنت، ولكن اجتمع عندي مال ولا أدري كيف أصنع به‏.‏ قالت‏:‏ وما يغمك منه، أدع قومك فاقسمه بينهم‏.‏ فقال‏:‏ يا غلام علي قومي، فسألت الخازن‏:‏ كم قسم‏؟‏ قال‏:‏ أربعمائة ألف‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

14809- وعن عمرو بن دينار قال‏:‏ كانت غلة طلحة كل يوم ألفاً وافياً‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أنه مرسل‏.‏

  باب جامع في مناقبه رضي الله عنه

14810- عن عروة قال‏:‏ طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وكان بالشام فقدم وكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سهمه فضرب له سهمه، قال‏:‏ وأجري يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏وأجرك‏"‏‏.‏ يعني يوم بدر‏.‏

رواه الطبراني وهو مرسل حسن الإسناد‏.‏

14811- وعن أبي هريرة قال‏:‏ تذاكرنا يوم أحد والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلي فلما فرغ وانصرف من صلاته التفت إلينا فقال‏:‏

‏"‏ألا أخبركم عن يوم أحد وما معي إلا جبريل عن يميني وطلحة عن يساري‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط، وفيه القعقاع بن زكريا الطلحي ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

14812- وعن عائشة أم المؤمنين قالت‏:‏ والله إني لفي بيتي ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الفناء والستر بيني وبينهم، إذ أقبل طلحة بن عبيد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على ‏[‏ظهر‏]‏ الأرض قد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه صالح بن موسى وهو متروك‏.‏

14813- وعن طلحة بن عبيد الله قال‏:‏

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رآني قال‏:‏

‏"‏من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه سليمان بن أيوب الطلحي وقد وثق وضعفه جماعة وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

14814- وبسنده قال‏:‏ كان يوم أحد جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهري حتى استقل وصار على الصخرة، واستتر من المشركين، فقال بيده هكذا، وأوما بيده إلى وراء ظهري‏:‏

‏"‏هذا جبريل عليه السلام أخبرني أنه لا يراك يوم القيامة في هول إلا أنقذك منه‏"‏‏.‏

14815- وبسنده قال‏:‏ لما كان يوم أحد أصابني السهم قلت‏:‏ حس‏.‏ فقال‏:‏

‏"‏لو قلت بسم الله لطارت بك الملائكة والناس ينظرون إليك‏"‏‏.‏

14816- وبسنده قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رآني قال‏:‏ ‏"‏سلفي في الدنيا وسلفي في الآخرة‏"‏‏.‏

14817- وبسنده قال‏:‏ كانت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وطيئة إلي، فأتاه رجل يسئله إحداهما فقال‏:‏ ‏"‏ذاك إلى طلحة بن عبيد الله‏"‏‏.‏ فأتاني فأعلمني فأبيت عليه، فعاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعلمه فقال مثل ذلك، فأتاني فأعلمني فأبيت عليه، فعاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه مثل ذلك، فرجع إلي فقلت في نفسي‏:‏ ما بعثه إلا وهو يحب أن يقضي حاجته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يسأل شيئاً إلا فعله‏.‏ فقلت‏:‏ لأن ألِيَ بشرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أن أَلِيَ راحلته، فدفعتها إليه، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم سفراً فأراد أن يرحل له، فأتاني

فقال‏:‏ أي الراحلتين كانت أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقلت‏:‏ الطائفية، فرحلها له ثم قربها إليه، فلما سارت به انكبت‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏من رحل هذه‏؟‏‏"‏‏.‏ قالوا‏:‏ فلان، قال‏:‏ ‏"‏ردوها إلى طلحة‏"‏‏.‏ فردت إلي، قال طلحة‏:‏ والله ما غششت أحداً في الإسلام غيره لكي ترجع إلي راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

14818- عن الحارث الأعور الهمذاني قال‏:‏ كنت عند علي بن أبي طالب إذ جاءه ابن طلحة بن عبيد الله فقال له علي‏:‏ مرحباً بك يا ابن أخي إلى ههنا، فأقعده معه، ثم قال‏:‏ أما والله إني لأرجو أن أكون أنا وأبوك ممن قال الله‏:‏ ‏{‏ونزعنا ما في صدورهم من غل‏}‏ الآية‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط، والحارث ضعفه الجمهور وقد وثق، وبقية رجاله ثقات‏.‏

14819- عن عيسى بن طلحة قال‏:‏ كان يوم قتل ابن اثنتين وستين سنة‏.‏

قال الواقدي‏:‏ وقتل يوم الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين‏.‏

14820- وفي رواية‏:‏ عن المهاجر بن قنفذ قال‏:‏ قتل طلحة وهو ابن أربع وستين سنة ودفن بالبصرة في ناحية ثقيف‏.‏

وفي إسنادهما الواقدي وهو ضعيف‏.‏

14821- عن يحيى بن بكير قال‏:‏ قتل طلحة بن عبيد الله يوم الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين، وسنه ثنتان وخمسون سنة ‏[‏أو أربع وخمسون سنة‏]‏ والزبير أسن منه وكان يكنى أبا محمد‏.‏

رواه الطبراني عن يحيى هكذا‏.‏

14822- وعن قيس بن أبي حازم قال‏:‏ رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم فوقع في عين ركبته فما زال يسيح إلى أن مات‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

14823- وعن طلحة بن مصرف أن علياً انتهى إلى طلحة بن عبيد الله وقد مات، فنزل عن دابته وأجلسه فجعل يمسح الغبار عن وجهه ولحيته وهو يترحم عليه وهو يقول‏:‏ ليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

14824- وعن قيس بن عباد قال‏:‏ شهدت علياً يوم الجمل يقول لابنه حسن‏:‏ يا حسن وددت أني مت منذ عشرين سنة‏.‏

رواه الطبراني وإسناده جيد‏.‏

  باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه

14825- قال الطبراني‏:‏ الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن

قصي بن كلاب بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك، يكنى أبا عبد الله، أمه صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

14826- وعن يحيى بن بكير قال‏:‏ كان الزبير يكنى أبا عبد الله‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

14827- وعن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير قال‏:‏ كان الزبير أبيض طويلاً محففاً خفيف العارضين‏.‏

رواه الطبراني وعبد الله يروي الموضوعات‏.‏

14828- وعن عروة‏:‏ فيمن شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني أسد بن عبد العزى‏:‏ الزبير بن العوام بن أسد‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

14829- وعن عروة قال‏:‏ كان الزبير بن العوام طويلاً تخط رجلاه الأرض إذا ركب الدابة، أشعر، وربما أحدب بشعر كتفيه‏.‏

رواه الطبراني وفيه أبو غزية ضعفه الجمهور ووثقه الحاكم وابن أبي الزناد مختلف فيه‏.‏

14830- عن عروة قال‏:‏ أول من سل سيفاً في سبيل الله الزبير بن العوام‏.‏

ورجاله ثقات‏.‏

14831- وعن شيخ قدم من الموصل قال‏:‏ صحبت الزبير بن العوام في بعض أسفاره، فأصابته جنابة بأرض قفر فقال‏:‏ استرني، فسترته فحانت مني التفاتة إليه فرأيته مجدعاً بالسيوف فقلت‏:‏ والله لقد رأيت بك أثاراً ما رأيتها بأحد قط‏!‏ قال‏:‏ وقد رأيت ذلك‏؟‏ قلت‏:‏ نعم، قال‏:‏ أما والله ما منها جراحة إلا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله‏.‏

رواه الطبراني، والشيخ الموصلي لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

14832- وعن مطيع بن الأسود قال‏:‏ سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول‏:‏ والله لو عهدت عهداً أو تركت تركة لكان أحب إلي أن أجعلها إلى الزبير بن العوام، فإنه ركن من أركان الدين‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

14833- وعن أبي الأسود قال‏:‏ أسلم الزبير بن العوام وهو ابن ثمان سنين وهاجر وهو ابن ثمان عشرة سنة وكان عم الزبير يعلق الزبير في حصير ويدخن عليه بالنار وهو يقول‏:‏ ارجع إلى الكفر، فيقول الزبير‏:‏ لا أكفر أبداً‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا أنه مرسل‏.‏

14834- وعن هشام بن عروة قال‏:‏ أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة، ولم يتخلف عن غزوة غزاها

رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل وهو ابن بضع وستين سنة، وهو من البصرة على نحو بريد‏.‏

رواه الطبراني وهو مرسل صحيح‏.‏

14835- وعن عبد الله بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لكل نبي حواري والزبير حواري وابن عمتي‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني وإسناد أحمد المتصل رجاله رجال الصحيح‏.‏

14836- وعن الزبير بن بكار قال‏:‏ التقى علي بن أبي طالب والزبير بن العوام يوم الجمل، فقال علي للزبير‏:‏ إن لم تقاتل معنا فلا تعن علينا‏.‏ فقال الزبير‏:‏ أتحب أن أرجع عنك‏؟‏ قال‏:‏ نعم، وكيف لا أحب ذلك وأنت ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن خال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏

قوله‏:‏ حوراي رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني‏:‏ خلصان رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ وسلف رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لأن عائشة بنت أبي بكر زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسماء بنت أبي بكر زوج الزبير‏.‏ وقوله‏:‏ سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الزبير أول من سل سيفاً في سبيل الله‏.‏ وقوله‏:‏ ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أمه صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ وقوله‏:‏ ابن خال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لأن أم النبي صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب والزبير من رهطها‏.‏

رواه الطبراني منقطع الإسناد‏.‏

14837- عن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لكل نبي حوراي وحواريي الزبير‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

14838- وعن نافع قال‏:‏ سمع ابن عمر رجلاً يقول‏:‏ يا ابن حوراي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال‏:‏ إن كنت من آل الزبير وإلا فلا‏؟‏‏!‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

14839- وعن الزبير قال‏:‏ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة باردة - أو في غداة باردة - فذهبت ثم جئت ورسول الله صلى الله عليه وسلم معه بعض نسائه في لحاف فطرح علي طرف ثوب أو طرف الثوب‏.‏

رواه البزار وفيه إسحاق بن إدريس وهو متروك‏.‏

14840- وعن ابن عمر أن الزبير استأذن عمر في الجهاد فقال‏:‏ اجلس فقد جاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه البزار وإسناده حسن‏.‏

14841- وعن الزبير بن العوام قال‏:‏ دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولولدي ولولد ولدي فسمعت أبي يقول لأخت لي كانت أسن مني‏:‏ يا بنية - يعني‏:‏ إنك ممن أصابته دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك‏.‏

14842- وعن ابن عون قال‏:‏ هؤلاء الأخيار قُتلوا قتلاً، ثم بكى فقال قاتل

الزبير‏:‏ أقبل على الزبير، فأقبل الزبير عليه فقال‏:‏ أذكرك الله، فكف عنه الزبير حتى فعل ذلك مراراً، فقال الزبير‏:‏ قاتله الله يذكرنا الله ثم ينساه‏.‏

رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات‏.‏

14843- عن يحيى بن بكير قال‏:‏ قتل الزبير بن العوام يوم الجمل في جمادى - لا أدري الأولى أو الآخرة - سنة ست وثلاثين‏.‏

وأخبرني الليث عن أبي الأسود أنه أخبره عروة‏:‏ أن الزبير أسلم وهو ابن ثمان سنين، وكان يكنى أبا عبد الله، فإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة ثلاث عشرة سنة فهو يوم قتل ابن سبع وخمسين، وإن كان أقام عشر سنين فالزبير ابن أربع وخمسين سنة‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

14844- وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال‏:‏ قتل الزبير وهو ابن أربع وستين، وقتل سنة ست وثلاثين‏.‏

رواه الطبراني وإسناده منقطع‏.‏

14845- وعن هشام بن عروة قال‏:‏ أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة، وقتل وهو ابن بضع وستين‏.‏

رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح‏.‏

14846- عن أسماء بنت أبي بكر قالت‏:‏ فقال حسان‏:‏

أقـام عـلى عـهد النـبي وهديـه * حواريـه والقولُ بالفعل يعدل

هو الفـارس المشـهور والبطل الذي * يصول إذا ما كان يومُ محجل

إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها * بأبيض سـباق إلى الموت يرفل

وإن كـان امرؤ كـانت صفية أمه * ومن أسـد في بيتهـا لمؤثـل

رواه الطبراني في حديث طويل قد تقدم في كتاب الأدب ويأتي في الشعر وأبوابه في أواخر الكتاب‏.‏

  باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

  باب في سنه وصفته رضي الله عنه

14847- عن سعد - يعني ابن أبي وقاص - أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله من أنا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف، من قال غير ذلك فعليه لعنة الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني والبزار مسنداً ومرسلاً ورجال المسند وثقوا‏.‏

14848- وعن مصعب بن عبد الله الزبيري قال‏:‏ أم سعد بن أبي وقاص‏:‏ حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف‏.‏ وأمها بنت أبي سرح بن حبيب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن لؤي بن غالب‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

14849- وعن عائشة بنت سعد قالت‏:‏ كان أبي رجلاً قصيراً دحداحاً غليظاً ذا هامة، شثن الأصابع وقد شهد بدراً‏.‏

رواه الطبراني وفيه الواقدي وهو ضعيف‏.‏

14850- عن إسماعيل بن محمد بن سعد قال‏:‏ كان سعد بن أبي وقاص جعد الشعر، أشعر الجسد طويلاً أفطس‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد العزيز بن عمران وهو متروك‏.‏

  باب إجابة دعوته رضي الله عنه

14851- عن عامر - يعني الشعبي - قال‏:‏ قيل لسعد بن أبي وقاص‏:‏ متى أصبت الدعوة‏؟‏ قال‏:‏ يوم بدر، كنت أرمي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فأضع السهم في كبد القوس، ثم أقول‏:‏ اللهم زلزل أقدامهم وأرعب قلوبهم وافعل بهم وافعل‏.‏ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم استجب لسعد‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏,‏ وقد تقدم في وقعة أحد أن السهام التي رمى بها يومئذ ألف سهم‏.‏

14852- وعنه قال‏:‏ سمعني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أدعو فقال‏:‏ ‏"‏اللهم استجب له إذا دعاك‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح‏.‏ ويأتي حديث ابن عباس في الباب الذي يليه‏.‏

14853- عن سعيد بن المسيب قال‏:‏ خرجت جارية لسعد - يقال لها‏:‏ زيرا - وعليها قميص حرير فكشفتها الريح

فشد عليها عمر بالدرة، وجاء سعد ليمنعه فتناوله بالدرة، فذهب سعد يدعو على عمر، فناوله عمر الدرة وقال‏:‏ اقتص‏.‏ فعفا عن عمر‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

14854- وعن قيس - يعني ابن أبي حازم - قال‏:‏ كان لابن مسعود على سعد مال، فقال له ابن مسعود‏:‏ أدِّ المال الذي قبلك، فقال له سعد‏:‏ ويحك مالي ومالك‏؟‏ قال‏:‏ أدِّ المال الذي قبلك، فقال سعد‏:‏ والله لأراك لاقٍ مني شراً، هل أنت إلا ابن مسعود وعبد من ‏[‏بني‏]‏ هذيل‏؟‏ فقال‏:‏ أجل والله إني لابن مسعود وإنك لابن حمنة، فقال لهما هاشم بن عتبة‏:‏ إنكما صاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر الناس إليكما، فطرح سعد عوداً كان في يده ثم رفع يده فقال‏:‏ اللهم رب السماوات، فقال له ابن مسعود‏:‏ قل قولاً ولا تلعن، فسكت‏.‏ ثم قال سعد‏:‏ لولا اتقاء الله لدعوت عليك دعوة ما تخطئك‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة مأمون‏.‏

14855- عن عامر بن سعد قال‏:‏ بينما سعد يمشي إذ مر برجل وهو يشتم علياً وطلحة والزبير، فقال له سعد‏:‏ إنك تشتم أقواماً قد سبق لهم من الله ما سبق، والله لتكفن عن شتمهم أو لأدعون الله عز وجل عليك‏.‏ قال‏:‏ يخوفني كأنه نبي‏!‏‏!‏ فقال سعد‏:‏ اللهم إن كان يشتم أقواماً قد سبق لهم منك ما سبق فاجعله اليوم نكالاً‏.‏ فجاءت بختية ‏(‏الأنثى من الجمال‏)‏ فأفرج الناس لها فتخبطته، فرأيت الناس يتبعون سعداً يقولون‏:‏ استجاب الله لك يا أبا إسحاق‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

14856- وعن قبيصة بن جابر‏:‏ قال ابن عم لنا يوم القادسية‏:‏

ألم تر أن الله أنزل نصـره * وسعد بباب القادسية معصم

فإِبْنَا وقد أيمت نساءٌ كثيرة * ونسوة سعدٍ ليس فيهن أيم

فبلغ سعداً قوله فقال‏:‏ اللهم ‏[‏اقطع‏]‏ عني لسانه ويده، فجاءت نشابة فأصابت فاه فخرس، ثم قطعت يده في القتال، فقال سعد‏:‏ احملوني على باب، فخرج به محمولاً ثم كشف عن ظهره وفيه قروح، فأخبر الناس بعذره فعذروه وكان سعد لا يحين‏.‏

14857- وفي رواية‏:‏ يقاتل حتى ينزل الله نصره‏.‏ وقال‏:‏ وقطعت يده وقتل‏.‏

رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات‏.‏

  باب جامع في مناقبه رضي الله عنه

14858- عن سعد قال‏:‏ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أستخبر له خبر قوم، فذهبت وأنا أسعى حتى صرت إلى القوم، ثم جئت وأنا أمشي على هيئتي حتى صرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألني فأخبرته فقال‏:‏ ‏"‏ذهبت شديداً ثم جئت على هيئتك‏؟‏‏"‏‏.‏ - أو كما قال - فقلت‏:‏ يا رسول الله إني كرهت أن أسعى فيظن بي القوم أني قد فرقت‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن سعداً لمجرب‏"‏‏.‏

رواه البزار وإسناده حسن‏.‏

14859- وعن جابر بن سمرة قال‏:‏ أول من رمى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم رمى به سعد‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي خالد الوالبي وهو ثقة‏.‏

14860- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال‏:‏ أول من رمى بسهم في سبيل الله سعد‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه العلاء بن عمرو الحنفي وهو متروك‏.‏

14861- وعن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه قال‏:‏ كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏سعد ارم فداك أبي وأمي‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فنزعت بسهم ليس فيه نصل فأصبت جنبيه فوقع وانكشفت عورته، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى نظرت إلى نواجذه‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح بعضه‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة‏.‏

14862- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال‏:‏ كان سعد يوم بدر يقاتل قتال الفارس والراجل‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن يوسف الصيرفي وهو ثقة

14863- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏أول من يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة‏"‏‏.‏ فدخل سعد بن أبي وقاص‏.‏

رواه أحمد وإسناده حسن‏.‏

14864- وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏يدخل عليكم رجل من أهل الجنة‏"‏‏.‏ فدخل سعد، قال ذلك في ثلاثة أيام كل ذلك يدخل سعد‏.‏

رواه البزار وفيه عبد الله بن قيس الرقاشي وقد ضعف‏.‏

14865- وعن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بين يديه طعام فقال‏:‏

‏"‏اللهم سُقْ إن شئت هذا الطعام عبداً يحبه ويحبك‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فطلع - يعني نفسه - ‏.‏

رواه البزار ورجاله وثقوا‏.‏

14866- وعن ابن عباس قال‏:‏ لما كان يوم أُحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص‏:‏ ‏"‏دونك لحوم القوم‏"‏‏.‏ فكان سعد يضع سهمه في كبد قوسه فيقول‏:‏ قوسه فيقول‏:‏ اللهم سهمك وفي سبيلك، اللهم انصر رسولك‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم استجب لسعد إذا دعاك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو سعد البقال وهو مدلس ثقة وقد اعتضد حديثه بالحديثين اللذين تقدما إجابة دعائه‏.‏

14867- وعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فخدتني وحشة من الليل فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما لك‏؟‏‏"‏‏.‏ فقلت‏:‏ إني في هذا المكان في ليلة ظلماء فأخاف عليك‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏كلا، إن الله عز وجل يبعث لنا رجلاً يحب الله ورسوله يكلؤنا بقية ليلتنا‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ فبينا أنا كذلك إذ رأيت سواداً قد أقبل نحونا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من هذا‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ أنا سعد بن مالك جئت أكلؤك بقية ليلتك هذه، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه

قلت‏:‏ في الصحيح طرف منه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو جعفر الأشجعي لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

14868- وعن سعد قال‏:‏ شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدراً وما لي غير شعرة واحدة ثم أكثر الله لي من اللحى بعد‏.‏

رواه البزار وقال‏:‏ قوله‏:‏ ما لي غير شعرة واحدة يعني‏:‏ ما لي إلا ابنة واحدة‏.‏ ثم أكثر الله لي من اللحى يعني‏:‏ من الولد‏.‏

14869- وعن عامر بن سعد قال‏:‏ كان سعد آخر المهاجرين وفاة رضي الله عنه‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

14870- وقال أحمد بن حنبل‏:‏ توفي وهو ابن ثلاث وثمانين، ومات على عشرة أميال من المدينة، وحمل على رقاب الرجال إلى المدينة، وكان مروان يومئذ الوالي عليها، وأسلم وهو ابن سبع عشرة سنة‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

14871- وعن إبراهيم بن سعد قال‏:‏

توفي سعد بن أبي وقاص زمن معاوية بعد حجته الأولى وهو ابن ثلاث وثمانين‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات وروى نحوه عن يحيى بن بكير‏.‏

14872- وعن محمد بن عبد الله بن نمير قال‏:‏ مات سعد ومروان والي المدينة فصلى عليه، ومات سنة خمس وخمسين‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

14873- وعن الزبير بن بكار قال‏:‏ مات سعد بالعقيق على عشرة أميال من المدينة وحمل على رقاب الرجال إلى المدينة‏.‏

ويقال‏:‏ توفي وهو ابن بضع وسبعين‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

  باب مناقب سعيد بن زيد رضي الله عنه

14874- عن شباب العصفري قال‏:‏ سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن عدي بن كعب‏.‏ يُكنى أبا الأعور، وأمه فاطمة بنت نعجة بن أمية بن خويلد من خزاعة‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

14875- وعن عمرو بن علي قال‏:‏ كان سعيد آدم طوالاً أشقر‏.‏

رواه الطبراني وروى عن الواقدي مثله‏.‏

14876- وعن عروة قال‏:‏ سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قدم من الشام بعدما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب له بسهمه، قال‏:‏ وأجري - يا رسول الله - زعموا‏؟‏ قال‏:‏‏"‏وأجرك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن وروى عن الزهري مثله‏.‏

14877- وعن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏عشرة من قريش في الجنة‏:‏ أبو بكر وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وعبد الرحمن بن عوفي ‏(‏كذا‏)‏ في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الثلاثة، رجاله رجال الصحيح غير حامد بن يحيى البلخي وهو ثقة ولهذا الحديث طرق في مناقب جماعة من الصحابة‏.‏

14878- وعن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال‏:‏ بعث معاوية بن الحكم بالمدينة ليبلغ لابنه يزيد، فقال رجل من أهل الشام‏:‏ ما يجيبك حتى يجيئني سعيد بن زيد فيبايع فإنه أنبل أهل البلد فإذا بايع بايع الناس‏.‏

رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

14879- وعن يحيى بن بكير قال‏:‏

توفي سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل سنة إحدى وخمسين وسنة بضع وسبعون ودفن بالمدينة ومات بالعقيق ونزل في قبره سعد بن أبي وقاص وابن عمر‏.‏ ويكنى أبا الأعور‏.‏

رواه الطبراني، وروى عن محمد بن عبد الله بن نمير طرف منه‏.‏

14880- وعن عائشة بنت سعد قالت‏:‏ غسل سعدٌ سعيدَ بن زيد بالعقيق، ثم حملوه فجاؤوا به، فجاء سعد يمشي حتى إذا حاذى بداره، دخل فاغتسل، ثم خرج فقال‏:‏ إني لم أغتسل من غَسل سعيد إنما اغتسلت من الحر‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

14881- وعن زيد بن سعيد بن عبد الرحمن بن سعيد بن زيد أن سعد بن أبي وقاص غسل سعيداً بالسجرة‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه‏.‏

  باب مناقب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

14882- عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال‏:‏ عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن ‏[‏عبد‏]‏ الحارث بن زُهرة بن كلاب‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

14883- وعن ابن سيرين أن عبد الرحمن بن عوف كان اسمه في الجاهلية عند الكعبة، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

14884- وعن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ كان اسمي في الجاهلية عبد عمرو، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن‏.‏

رواه الطبراني وفيه إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز وهو ضعيف‏.‏

14885- وعن ابن إسحاق قال‏:‏ عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة، يُكنى أبا محمد، شهد بدراً‏.‏

وإسناده حسن‏.‏

14886- وعن عروة بن الزبير‏:‏ فيمن شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني زهرة بن كلاب بن مرة‏:‏ عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف‏.‏

رواه الطبراني وهو مرسل حسن الإسناد‏.‏

14887- وعن ابن إسحاق أن عبد الرحمن بن عوف كان ساقط الثنيتين أهتم أعسر أعرج وكان أُصيب يوم أُحد فهتم وجُرح عشرين جراحة أو أكثر، أصابه بعضها في رجله فعرج‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

14888- وعن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم لِدَين، فكنت من أول الناس إسلاماً‏.‏

رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو مجمع على ضعفه‏.‏

14889- وعن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يا عبد الرحمن إنك من الأغنياء، لن تدخل الجنة إلا زحفاً، فأقرض الله يُطلِق قدميك‏"‏‏.‏ فقال عبد الرحمن‏:‏ ما الذي أقرض أو أخرج‏؟‏ وخرج عبد الرحمن بن عوف، فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏مر عبد الرحمن فليُضف الضيق، وليطعم المسكين، وليُعط السائل، فإن ذلك يجزي عن كثير مما هو فيه‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه خالد بن يزيد بن أبي مالك وضعفه الجمهور ولا يثبت في دخوله زحفاً حديث‏.‏

14890- وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أول من يدخل الجنة من أغنياء أمتي عبد الرحمن بن عوف، والذي نفسي بيده لن يدخلها إلا حبواً‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه أغلب بن تميم وهو مجمع على ضعفه‏.‏

14591- وعن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ أُريت الجنة فإذا هي لا يدخلها إلا المساكين، فدخلت معهم حبواً، فلما استيقظت قلت‏:‏ إبلي التي أنتظرها بالشام وأحمالها في سبيل الله حتى أدخلها معهم ماشياً‏.‏

رواه البزار عن شيخه عبد الله بن شبيب وهو مجمع على ضعفه‏.‏

14592- وعن أنس قال‏:‏ بينما عائشة في بيتها إذ سمعت صوتاً في المدينة فقالت‏:‏ ما هذا‏؟‏ فقالوا‏:‏ عير لعبد الرحمن بن عوف قدمت من الشام تحمل من كل شيء، فكانت سبعمائة بعير فارتجت المدينة من الصوت، فقالت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏قد رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً‏"‏‏.‏

فبلغ ذلك عبد الرحمن بن عوف فقال‏:‏ إن استطعت لأدخلنها قائماً، فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله‏.‏

رواه أحمد والبزار بنحوه والطبراني وفيه عمارة بن زاذان ضعفه النسائي والدارقطني‏.‏ وقد شهد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بدراً والحديبية وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وصلى خلفه‏.‏

14893- وعن بسرة بنت صفوان أن النبي صلى الله عليه وسلم سألها‏:‏ ‏"‏من يخطب أم كلثوم بنت عقبة‏؟‏‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ فلان وفلان وعبد الرحمن عوف، فقال‏:‏‏"‏ أنكحوا عبد الرحمن بن عوف فإنه من خيار المسلمين، ومن خيارهم من كان مثله‏"‏‏.‏

14894- وفي رواية‏:‏ قال‏:‏ ‏"‏فأين أنتم من عبد الرحمن بن عوف فإنه سيد المسلمين وخيارهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط‏.‏ وفي الرواية الأولى يعقوب بن حميد وسليمان بن سالم وكلاهما وُثق وبقية رجالها رجال الصحيح‏.‏ والثانية ضعيفة‏.‏

14895- وعن المسور بن مخرمة أن عبد الرحمن بن عوف باع كرمة من عثمان بأربعين ألف دينار، فأمر عثمان عبد الله بن سعد بن أبي سرح فأعطى الثمن فقسمه عبد الرحمن بين بني زهرة وبين فقراء المسلمين وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

قال المسور‏:‏ فأتيت عائشة فقالت‏:‏ ما هذا‏؟‏ قلت‏:‏ بعث به عبد الرحمن

فقال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا يحنوا عليكن بعدي إلا الصابرونسقى الله ابن عوف من سلسل الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

14896- وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏خياركم خيركم لنسائي من بعدي‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فأوصى لهن عبد الرحمن بكذا، فبيع بأربعين ألفاً‏.‏

رواه البزار وإسناده حسن‏.‏

14897- وعن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لا يعطفنّ عليكم إلا الصادقون‏"‏‏.‏

قال عبد الرحمن‏:‏ فبعث من عبد الله بن سعد بن أبي سرح - شيئاً قد سماه - بأربعين ألفاً‏.‏ فقسمه بينهن - يعني بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهن الله‏.‏

رواه البزار عن عبد الله بن شبيب وهو ضعيف‏.‏

14898- وعن أم سلمة قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه‏:‏

‏"‏إن الذي يحنو عليكن بعدي لهو الصادق البار، اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسل الجنة‏"‏‏.‏

ررواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات‏.‏

14899- وعن عبد الرحمن بن أبي أوفى قال‏:‏ شكى عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏يا خالد لِمَ

تؤذِ ‏[‏رجلاً‏]‏ من أهل بدر، لو أنفقتَ مثل أُحد ذهباً لم تدرك عمله‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ يقعون فيّ فأردّ عليهم، قال‏:‏ ‏"‏لا تؤذوا خالداً فإنه سيف من سيوف الله صبّه الله على الكفار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني والبزار ورجال الطبراني ثقات‏.‏

14900- وعن الزهري قال‏:‏ تصدّق عبد الرحمن بن عوف بشطر ماله على عهد رسول صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف درهم، ثم تصدّق بأربعين ألفاً، ثم تصدّق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله، ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة في سبيل الله وكان عامة ماله من التجارة‏.‏

رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله ثقات‏.‏

14901- وعن عبد الرحمن بن عوف أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم فذهب النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته، فأدركهم وقت الصلاة، فتقدهم عبد الرحمن بن عوف فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فصلى خلفه ركعة، فلما سلم قال‏:‏ ‏"‏أصبتم أو أحسنتم‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار ولفظه‏:‏ أن رسول الله انتهى إليه وهو يصلي، فأراد أن يتأخر، فأومأ إليه أن مكانك، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة عبد الرحمن‏.‏ وأبو يعلى ورجال البزار رجال الصحيح‏.‏

14902- وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما قبض نبي حتى يؤمه رجل من أمته‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه راو لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

14903- وعن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ أقطعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر أرض كذا وكذا، فذهب ابن الزبير رحمه الله إلى آل عمر فاشترى نصيبه منهم، فأتى عثمان بن عفان فقال‏:‏ إن عبد الرحمن بن عوف زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعه وعمر بن الخطاب أرض كذا وكذا، وإني اشتريت نصيب آل عمر‏؟‏ فقال عثمان‏:‏ عبد الرحمن جائز الشهادة له وعليه‏.‏

رواه أحمد‏.‏

14904- وعن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ سمعت علياً يوم مات عبد الرحمن بن عوف يقول‏:‏ أذهب ابن عوف، فقد أدركت صفوها، واستقت رفقها‏؟‏‏!‏

14905- وفي رواية‏:‏ أذهب عبد الرحمن بن عوف فققد ذهبت بتطنيتك لم ينتقص منها بشيء‏.‏

رواه كله الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة‏.‏

14906- ووعن يحيى بن بكير قال‏:‏ ولد عبد الرحمن بن عوف بعد الفيل بعشرين سنة، ومات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين، وسنه خمس وسبعون سنة، وصلى عليه عثمان بن عوف رضي الله تعالى عنهما‏.‏

  باب مناقب أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

14907- قال ابن إسحاق‏:‏ هو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر، لم يعقب‏.‏ وأم أبي عبيدة أم غنم بنت جابر بن عدي بن العداء بن عامر بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر‏.‏

رواه الطبراني وروى عن أبي بكر بن أبي شيبة بعض ذلك، ورجالهما ثقات‏.‏

14908- وعن عروة قال‏:‏ شهد بدراً من بني الحارث بن فهر أبو عبيدة بن الجراح‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

14909- وعن ابن شوذب قال‏:‏ جعل أبو أبي عبيدة يتصدى له يوم بدر، فجعل أبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر قصده أبو عبيدةفقتله، فأنزل الله عز وجل هذه الآية‏:‏ ‏{‏لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‏}‏‏.‏

رواه الطبراني وإسناده منقطع ورجاله ثقات‏.‏

14910- وعن أبي البختري قال‏:‏ قال ابو بكر لأبي عبيدة‏:‏ ابسط يدك حتى أبايعك، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏أنت أمين هذه الأمة‏"‏‏.‏ فقال أبو عبيدة‏:‏ ما كنت لأتقدم بين يدي رجل أقره رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمنا فأمنا حتى مات‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن أبا البختري لم يدرك أبا عبيدة ولا عمر‏.‏

14911- وعن ابن مسعود قال‏:‏ جاء العاقب والسيد صاحبا نجران قال‏:‏ وأرادا أن يلاعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏ قال‏:‏ فقال أحدهما لصاحبه‏:‏ لا تلاعنن فوالله لئن كان نبياً فلاعناه لا نفلح نحن ولا عقبنا أبداً‏.‏ قال‏:‏ فأتياه فقالا‏:‏ لا نلاعنك ولكنا نعطيك ما سألت فابعث معنا رجلاً أميناً‏.‏ قال‏:‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لأبعثن رجلاً حق أمين، حق أمين‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فاستشرف لها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏قم يا أبا عبيدة بن الجراح‏"‏‏.‏ فلما قام قال‏:‏ ‏"‏هذا أمين هذه الأمة‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ عند ابن ماجة طرف منه‏.‏

رواه أحمد والبزار، ورجال البزار رجال الصحيح، وكذلك رجال أحمد غير خلف بن الوليد وهو ثقة‏.‏

14912- وعن شريح بن عبيد وراشد بن سعد وغيرهما قالوا‏:‏ لما بلغ عمر بن الخطاب سرغ حُدث أن بالشام وباء شديداً‏.‏

قال‏:‏ بلغني أن شدة الوباء بالشام، فقلت‏:‏ إن أدركني أجلي وأبو عبيدة حي استخلفته، فإن سألني الله‏:‏ لمَ استخلفته على أمة محمد صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قلت‏:‏ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لكل نبي أمين وأميني أبو عبيدة بن الجراح‏"‏‏.‏ فأنكر القوم ذلك وقالوا‏:‏ ما بال عُليا قريش‏؟‏ يعني بني فهر‏.‏

ثم قال‏:‏ فإن أدركني أجلي وقد توفي أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل، فإن سألني ربي‏:‏ لمَ استخلفته‏؟‏ قلت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إنه يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء نبذة‏"‏‏.‏

رواه أحمد وهو مرسل، راشد وشريح لم يدركا عمر‏.‏

14913- وعن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لكل نبي أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجال البزار ثقات‏.‏

14914- وعن أبي بكر الصديق قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن لكل أمة أميناً، وأن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط، وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك‏.‏

14915- ووعن خالد بن الوليد قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

14916- وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في يده مخصرة أو قضيب أو عود فأومى بيده إلى خاصرة أبي عبيدة بن الجراح فقال‏:‏ ‏"‏إن هذه لخاصرة أو خويصرة مؤمنة‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف‏.‏

14917- وعن يحيى بن بكير قال‏:‏ مات أبو عبيدة في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وشهد بدراً وهو ابن إحدى وأربعين سنة، ويقال‏:‏ صلى عليه معاذ بن جبل‏.‏

رواه الطبراني‏.‏

وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً‏.‏

  باب في فضل جماعة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وغيرهما رضي الله عنهما

14918- عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأرفق أمتي لأمتي عمر، وأصدق أمتي حياء عثمان، وأقضى أمتي علي بن أبي طالب، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل يجيء يوم القيامة أمام العلماء برثوة، وأقرأ أمتي أُبي بن كعب، وأفرضها زيد بن

ثابت، وأُتي عويمر عبادة‏"‏‏.‏ - يعني أبا الدرداء - رضوان الله عليهم أجمعين‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

14919- وعن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أرأف أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في الإسلام عمر، وأصدقهم حياء عثمان بن عفان، وأقضاهم علي، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤهم أُبي بن كعب، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني وهو ضعيف‏.‏

14920- وعن ابن عباس قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء، فتزلزل الجبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اثبت حراء ما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد‏"‏‏.‏ وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل‏.‏

رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه النضر بن عمر وهو متروك‏.‏

14921- وعن سهل بن سعد قال‏:‏ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد أُحداً وأبو بكر وعمر، فارتجز الجبل وعليه أبو بكر وعمر وعثمان، فقال الني صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اثبت أُحد ما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ حديث عثمان رواه الترمذي فقال فيه‏:‏ صعد حراء‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

14922- وعن عبد الله بن سعد بن أبي سرح قال‏:‏ بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرة من أصحابه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وغيرهم على جبل حراء، إذ تحرك بهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اسكن حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن‏.‏

قلت‏:‏ وقد تقدم حديث ابن عمر في مناقب سعيد بن زيد وهو أصح شيء عندي وحديث عثمان‏.‏

14923- وعن عبد الرحمن بن أبزي قال‏:‏ كأني أنظر إليهم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف‏.‏

رواه الطبراني هكذا وفيه إبراهيم بن إسحاق الضرير وهو متروك‏.‏

14924- وعن ابن عمر قال‏:‏ لما طعن عمر وأمر الشورى دخلت عليه حفصة ابنته فقالت‏:‏ إن الناس يقولون‏:‏ إن هؤلاء القوم الذين جعلتهم في الشورى ليس هم رضى، قال‏:‏ أسندوني، فأسندوه وهو لما به، فقال‏:‏ ما عسى أن تقولوا في عثمان‏؟‏ لسمعت رسول الله يقول‏:‏ ‏"‏يوم يموت عثمان تصلي عليه ملائكة السماء‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ لعثمان خاصة أم للناس عامة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏بل عثمان خاصة‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ما عسى أن تقولوا في عبد الرحمن بن عوف‏؟‏ رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جاع جوعاً شديداً فجاء عبد الرمحن برغيفين بينهما إهالة، فوضع بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏كفاك الله أمر دنياك فأما الآخرة فأنا لها ضامن‏"‏‏.‏

ما عسى أن تقولوا في طلحة‏؟‏ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط رحله في ليلة مرة فقال‏:‏ ‏"‏من يسوي رحلي وله الجنة‏؟‏‏"‏‏.‏ فابتدى طلحة الرحل فسواه فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لك الجنة عليَّ يا طلحة غداً‏"‏‏.‏

ما عسى أن تقولوا في الزبير‏؟‏ فقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد نام فلم يزل يدب عن وجهه حتى استيقظ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لم تزل يل أبا عبد الله‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ لم أزل فداك أبي وأمي وقال‏:‏ ‏"‏هذا جبريل يقرئك السلام ويقول لك‏:‏ علي أن أذب عن وجهك شرر جهنم يوم القيامة‏"‏‏.‏

ما عسى أن تقولوا في علي‏؟‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏يا علي يدك مع يدي يوم القيامة تدخل حيث أدخل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبد الله بن سليمان الخراساني تكلم فيه الذهبي من عند نفسه بهذا الحديث ولم ينسبه والله أعلم‏.‏

14925- وعن زيد بن أبي أوفى قال‏:‏ دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد المدينة، فجعل يقول‏:‏ ‏"‏أين فلان بن فلان‏؟‏‏"‏‏.‏ ‏[‏فلم يزل‏]‏ يتفقدهم ويبعث إليهم حتى اجتمعوا عنده، فقال‏:‏ ‏"‏إني محدثكم بحديث فاحفظوه وعوه وحدثوا من بعدكم‏:‏ إن الله اصطفى من خلقه خلقاً‏"‏‏.‏ ثم تلا هذه الآية‏:‏ ‏"‏‏{‏الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس‏}‏ خلقاً يدخلهم الجنة، وإني مصطفى منكم من أحب أن أصطفيته ومؤاخي بينكم كما آخى الله بين الملائكة، قم يا أبا بكر‏"‏‏.‏ فقام حتى جثا بين يديه فقال‏:‏ ‏"‏إن لك عندي يداً، الله يجزيك بها، ولو كنت متخذاً خليلاً لتخذتك خليلاً فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي‏"‏‏.‏ وحرك قميصه بيده‏.‏

ثم قال‏:‏ ‏"‏ادن يا عمر‏"‏‏.‏ فدنا عمر فقال‏:‏ ‏"‏قد كنتَ شديد الشغب علينا أبا حفص فدعوتُ الله يعز الدين بك أو بأبي جهل ‏[‏ففعل الله ذلك بك‏]‏ فكنتَ أحبهما إلي، فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الأمة‏"‏‏.‏ ثم تنحى وآخى بينه وبين أبي بكر‏.‏

ثم دعا عثمان بن عفان فقال‏:‏ ‏"‏ادن مني يا عثمان‏"‏‏.‏ فلم يزل يدن حتى ألصق ركبتيه بركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نظر إليه، ثم نظر إلى السماء فقال‏:‏ ‏"‏سبحان الله العظيم‏"‏ - ثلاث مرات - ثم نظر إلى عثمان فإذا إزاره محلولة، فزررها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثم قال‏:‏ ‏"‏اجمع عطفي رداءك على حقوك فإن لك شأناً في ‏[‏أهل‏]‏ السماء أنت ممن يرد علي الحوض، وأوداجك تشخب دماً فأقول‏:‏ من فعل هذا بك‏؟‏ فتقول‏:‏ فلان وفلان، وذلك كلام جبريل إذ هتف من السماء‏:‏ ألا إن عثمان أمين على كل خاذل‏"‏‏.‏

ثم دعا عبد الرحمن بن عوق=ف وقال‏:‏ ‏"‏ادن يا أمين الله، والأمين في السماء ‏[‏يسلطك الله‏]‏ على مالك بالحق، إن لك عندي دعوة وقد أخرتها‏"‏‏.‏ قال‏:‏ خر لي يا رسول الله، قال‏:‏ ‏"‏قد حملتني يا عبد الرحمن أمانة، أكثر الله مالك‏"‏‏.‏ وجعل يحرك يده، ثم تنحى وآخى بينه وبين عثمان‏.‏

ثم دخل طلحة والزبير فقال‏:‏ ‏"‏ادن مني‏"‏‏.‏ فدنوَا منه، فقال‏:‏ ‏"‏أنتما حواريّ كحواريّ عيسى بن مريم عليه السلام‏"‏‏.‏ ثم آخى بينهما‏.‏

ثم دعا عويمر أبا الدرداء وسلمان الفارسي فقال‏:‏ ‏"‏يا سلمان أنت منا أهل البيت، وقد آتاك الله علم الأول وعلم الآخر والكتاب الأول ‏[‏والكتاب الآخر‏]‏‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏ألا أرشدك يا أبا الدرداء‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ بلى بأبي وأمي أنت يا رسول الله، ‏[‏قال‏]‏‏:‏

‏"‏إن تنقدهم ينقدوك، وإن تتركهم لا يتركوك، وإن تهرب منهم يدركوك، فأقرضهم عرضك ليوم فقرك‏"‏‏.‏ فآخى بينهما‏.‏

ثم نظر في وجوه أصحابه فقال‏:‏ ‏"‏أبشروا وأقروا عيناً فأنتم أول من يرد عليّ الحوض، وأنتم في أعلى الغرف‏"‏‏.‏

ثم نظر إلى عبد الله بن عمر فقال‏:‏ ‏"‏الحمد لله الذي يهدي من الضلالة‏"‏‏.‏

فقال علي‏:‏ يا رسول الله ذهب روحي، وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت ما فعلت مع أصحابك غيري، فإن كان سخط علي فلك العتبى والكرامة، فقال‏:‏ ‏"‏والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي فأنت مني بمنزلة هارون من موسى ووارثي‏"‏‏.‏قال‏:‏ يا رسول الله ما إرثي منك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ما أورثت الأنبياء‏"‏‏.‏ ‏[‏قال‏:‏ وما أورثت الأنبياء‏]‏ قبلك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏كتاب الله وسنة نبيهم، فأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي في الله ينظر بعضهم إلى بعض‏"‏‏.‏

رواه الطبراني والبزار بنحوه إلا أنه قال في عثمان‏:‏ ‏"‏أمير على كل مخذول‏"‏‏.‏ وقال في أبي الدرداء‏:‏ ‏"‏ألا أرشوك‏؟‏‏"‏ بدل‏:‏ ‏"‏أرشدك‏"‏‏.‏ وقال فيه‏:‏ ‏"‏فأقرضهم عرضك ليوم فقرك واعلم أن الجزاء أمامك‏"‏‏.‏ وفي إسنادهما من لم أعرفهم‏.‏د

14926- وعن عبد الله بن أبي أوفى قال‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه أجمع ما كانوا فقال‏:‏

‏"‏إني رأيت الليلة منازلكم في الجنة، وقرب منازلكم‏"‏‏.‏

ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل على أبي بكر فقال‏:‏ ‏"‏يا أبا بكر إني لأعرف رجلاً أعرف اسمه واسم أبيه و‏[‏اسم‏]‏ أمه لا يأتي الجنة إلا قالوا‏:‏ مرحباً‏"‏‏.‏ فقال سلمان‏:‏ إن هذا لمرتفع شأنه يا رسول الله‏!‏ فقال‏:‏ ‏"‏هو أبو بكر بن أبي قحافة‏"‏‏.‏

ثم أقبل على عمر فقال‏:‏ ‏"‏يا عمر ‏[‏لقد‏]‏ رأيت في الجنة قصراً من درة بيضاء اللؤلؤ أبيض، مشيد بالياقوت، فقلت‏:‏ لمن هذا‏؟‏ فقيل‏:‏ لفتى من قريش، فظننت أنه لي، فذهبت لأدخله فقال‏:‏ يا محمد هذا لعمر بن الخطاب، فما منعني من دخوله إلا غيرتك يا أبا حفص‏"‏‏.‏ فبكى عمر وقال‏:‏ بأبي وأمي أعليك أغار يا رسول الله‏؟‏‏!‏

ثم أقبل على عثمان فقال‏:‏ ‏"‏يا عثمان إن لكل نبي رفيقاً في الجنة وأنت رفيقي في الجنة‏"‏‏.‏

ثم أخذ بيد علي ثم قال‏:‏ ‏"‏يا علي أما ترضى أن يكون منزلك في الجنة مقابل منزلي‏؟‏‏"‏‏.‏

ثم أقبل على طلحة والزبير فقال‏:‏ ‏"‏يا طلحة ويا زبير إن لكل نبي حواري وأنتما حواري‏"‏‏.‏

ثم أقبل على عبد الرحمن بن عوف فقال‏:‏ ‏"‏لقد بطئ بك عني من بين أصحابي حتى خشيت أن تكون هلكت وعرقت عرقاً شديداً ‏[‏فقلت‏:‏ ما بطأ بك‏؟‏‏]‏ فقلتَ‏:‏ يا رسول الله من كثرة مالي ما زلت موقوفاً محاسباً أُسأل عن مالي‏:‏ من أين اكتسبته‏؟‏ وفيما أنفقته‏؟‏‏"‏‏.‏ فبكى عبد الرحمن بن عوف وقال‏:‏ يا رسول الله هذه مائة

راحلة جاءتني الليلة من تجارة مصر، أشهدك أنها على أهل المدينة وأيتامهم لعل الله يخفف عني ذلك اليوم‏.‏

رواه البزار والطبراني بنحوه وفيه عمار بن سيف، ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود ووثقه العجلي وغيره وبقية رجاله ثقات‏.‏

14927- وعن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏السبّاق أربعة‏:‏ أنا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبشة، وصهيب سابق الروم‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

14928- وعن أبي أمامة الباهلي قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏أنا سابق العرب إلى الجنة، وصهيب سابق الروم إلى الجنة، وبلال سابق الحبشة إلى الجنة، وسلمان سابق الفرس إلى الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه أيوب بن أبي سليمان الصوري شيخ الطبراني ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح غير بقية وقد صرح بالسماع‏.‏

14929- وعن سعيد بن عامر الجمحي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم‏:‏

‏"‏يا أبا بكر تعال ويا عمر تعال أُمرت أنا أؤاخي بينكما بوحي أُنزل علي من السماء، فأنتما أخوان في الدنيا وأخوان في الجنة، فليسلم كل واحد منكما على صاحبه وليصافحه‏"‏‏.‏ فأخذ أبو بكر بيد عمر، فتنسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ ‏"‏يكون قبله ويموت قبله‏"‏‏.‏

وقال‏:‏ ‏"‏يا زبير يا طلحة تعالا، أُمرت أن أؤاخي بينكما فأنتما أخوان في الدنيا وأخوان في الجنة، فليسلم كل واحد منكما على صاحبه‏"‏‏.‏ ففعلا‏.‏

ثم قال‏:‏ ‏"‏يا علي تعال يا عمار تعال، أُمرت أن أؤاخي بينكما فأنتما أخوان في الله في الجنة، فليسلم كل واحد منكما على صاحبه‏"‏‏.‏ ففعلا‏.‏

ثم قال لابن مسعود وأبي بن كعب مثل ذلك، ففعلا‏.‏

ثم قال لأبي الدرداء وسلمان مثل ذلك، ففعلا‏.‏

ثم قال لسعد بن أبي وقاص ولصهيب مثل ذلك، ففعلا‏.‏

‏[‏ثم لأبي ذر ولبلال مولى المغيرة بن شعبة مثل ذلك، ففعلا‏]‏‏.‏

ثم قال‏:‏ ‏"‏يا أسامة يا أبا هند تعالا‏"‏ - حجاماً كان يحجم النبي صلى الله عليه وسلم يشرب دمه - فقال لهما مثل ذلك‏.‏

ولأبي أيوب ولعبد الله بن سلام مثل ذلك، ففعلا‏.‏ قال‏:‏ فذكر الحديث‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

14930- وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أرحم أمتي لأمتي أبو بكر، وأرفق أمتي لأمتي عمر، وأصدق أمتي حياء عثمان، وأقضى أمتي علي بن أبي طالب، وأعلمها بالحلال والحلاام معاذ بن جبل يجيء يوم القيامة أمام العلماء برتوة، وأقرأ أمتي أبي بن كعب، وأفقهها زيد بن ثابت، وقد أوتي عويمر عبادة‏"‏‏.‏ - يعني أبا الدرداء رضوان الله عليهم أجمعين‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه مندل بن علي وهو ضعيف وقد وثق‏.‏

14931- وعن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ألا إن الجنة اشتاقت إلى أربعة من أصحابي فأمرني ربي أن أحبهم‏"‏‏.‏ فانتدب صهيب الرومي وبلال بن رباح وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر، فقالوا‏:‏ يا رسول الله من هؤلاء الأربعة حتى

نحبهم‏؟‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا عمار عرّفك الله المنافقين، وأما هؤلاء الأربعة فأحدهم علي بن أبي طالب والمقداد بن الأسود الكندي والثالث سلمان الفارسي والرابع أبو ذر الغفاري‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا ابن إسحاق مدلس‏.‏

14932- عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن جبريل عليه السلام أتاني فقال‏:‏ إن ربك يحب من أصحابك أربعة ويأمرك أن تحبهم‏"‏‏.‏ قال بعض أصحابه‏:‏ سمهم لنا يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏أما إن علياً منهم‏"‏‏.‏ حتى إذا كان الغد قالوا‏:‏ يا رسول الله النفر الذين أخبرك الله أنه يحبهم‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏علي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وسلمان الفارسي‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه الترمذي وغيره باختصار‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد النور بن عبد الله كذبه شعبة ووثقه ابن حبان‏.‏

14933- وعن نافع عن ابن عمر قال‏:‏ قيل له‏:‏ إنك قد أحسنت الثناء على عبد الله بن مسعود، قال‏:‏ وما يمنعني من ذلك وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏اقرؤوا القرآن عن أربعة‏:‏ عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل‏"‏‏.‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏لقد هممت أن أبعثهم إلى الأمم كما بعث عيسى الحواريين‏"‏‏.‏ قيل‏:‏ يا رسول الله ألا تبعث أبا بكر وعمر فهما أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إنه لا غنى بي عنهما، إنهما من الدين بمنزلة السمع والبصر من الرأس‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه حماد بن عمر النصيبي وهو متروك‏.‏

14934- وعن عائشة قالت‏:‏ ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد من الناس يعتد عليهم فضلاً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا ابن إسحاق عنعنه‏.‏

14935- وعن علي قال‏:‏ خرج زيد بن حارثة إلى مكة فقدم بابنة حمزة بن عبد المطلب فقال جعفر بن أبي طالب‏:‏ أنا آخذها وأنا أحق بها، بنت عمي وعندي خالتها، وإنما الخالة أم‏.‏ فقال علي‏:‏ ‏[‏بل‏]‏ أنا أحق بها منكما، بنت عمي وعندي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أحق بها‏.‏ وأنا أرفع صوتي أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجتي قبل أن يخرج‏.‏ فقال زيد‏:‏ بل أنا أحق بها، خرجت إليها وسافرت وجئت بها‏.‏ قال‏:‏ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ما شأنكم‏؟‏‏"‏‏.‏ فأعادوا عليه مثل قولهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏سأقضي بينكم فلي هذا وفي غيره‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نزل القرآن في رفعنا أصواتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد‏:‏ ‏"‏أما أنت فمولاي ومولاها‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قد رضيت يا رسول الله‏.‏ ‏"‏وأما أنت يا جعفر فأشبهت خلقي وخلقي، وأنت من شجرتي التي خلقت منها‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قد رضيت يا رسول الله‏.‏ ‏"‏وأما أنت يا علي فصفيي وأميني‏"‏‏.‏ قال‏:‏ رضيت يا رسول الله‏.‏ ‏"‏وأما الجارية فأقضي بها لجعفر تكون مع خالتها، وإنما الخالة أم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ قد سلمنا يا رسول الله‏.‏

قلت‏:‏ رواه أبو داود باختصار‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات‏.‏

14936- وعن علي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إنه لم يكن نبي إلا وقد أعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء، وإني أُعطيت أربعة عشر‏:‏ حمزة وجعفر وعلي وحسن وحسين وأبو بكر وعمر وعبد الله بن مسعود وأبو ذر والمقداد وحذيفة وعمار وسلمان وبلال‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ عزاه في الأطراف لبعض روايات الترمذي ولم أجده في نسختي‏.‏

رواه البزار وأحمد وزاد‏:‏ ‏"‏وعبد الله بن مسعود‏"‏‏.‏ والطبراني باختصار وذكر فيهم في بعض طرقه‏:‏ ‏"‏مصعب بن عمير‏"‏‏.‏ وفيه كثير النواء وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات‏.‏

14937- وعن سهل بن يوسف بن سهل عن أبيه عن جده قال‏:‏ لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏

‏"‏أيها الناس إن أبا بكر لم يسؤني قط فاعرفوا ذلك له‏.‏ يا أيها الناس إني عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف والمهاجرين والأنصار راض فاعرفوا ذلك لهم‏.‏ أيها الناس احفظوني في أصحابي وأصهاري وأختاني لا يطلبنكم الله بمظلمة منهم‏.‏ أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين، وإذا مات أحد منهم فقولوا فيه خيراً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

14938- وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ ثلاثة من قريش، أصبح قريش وجوهاً، وأحسنها أخلاقاً، وأثبتها جناناً، إن

حدثوك لم يكذبوك، وإن حدثتهم لم يكذبوك‏:‏ أبو بكر الصديق وأبوعبيدة بن الجراح وعثمان بن عفان‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن‏.‏

14939- وعن عبادة بن الصامت قال‏:‏ خلوت برسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ أي أصحابك أحب إليك حتى أحب من تحب كما أحب‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏اكتم علي يا عبادة حياتي‏"‏‏.‏ قلت‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏"‏أبو بكر ثم عمر ثم علي‏"‏‏.‏ ثم سكت، فقلت‏:‏ ثم من‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏من عسى أن يكون بعد هؤلاء إلا الزبير وطلحة وسعد وأبو عبيدة ومعاذ وأبو طلحة وأبو أيوب وأنت يا عبادة وأبي بن كعب وأبو الدرداء وابن مسعود وابن عوف وابن عفان ثم هؤلاء الرهط من الموالي‏:‏ سلمان وصهيب وبلال وسالم مولى أبي حذيفة، هؤلاء خاصتي، وكل أصحابي علي كريم، إلي حبيب، وإن كان عبداً حبشياً‏"‏‏.‏

قال‏:‏ قلت‏:‏ لم تذكر حمزة ولا جعفراً‏؟‏ فقال عبادة إنهما‏:‏ كانا أصيبا يوم سألت إنما كان بأخرة، أو كما قال‏.‏

رواه الطبراني وفيه إسحاق بن إبراهيم روى عن أبي قلابة ذكره في الميزان ولم يذكر فيه كلاماً لأحد وإنما ذكر أن له حديثاً في الفضائل باطل، ولم أدر ما بطلانه والله أعلم‏.‏

14940- وعن قيس بن أبي حازم قال‏:‏ سئل علي عن عبد الله بن مسعود فقال‏:‏ قرأ القرآن ووقف عند متشابهه وأحل حلاله وحرم حرامه‏.‏ وسئل عن عمار فقال‏:‏ مؤمن نسيّ، إذا ذُكر ذَكر، وقد حُشي ما بين قرنه إلى كعبه إيماناً‏.‏ وسئل عن حذيفة فقال‏:‏ كان أعلم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنافقين، سأل عنهم فأُخبر بهم‏.‏

قالوا‏:‏ فحدثنا عن سلمان‏.‏ قال‏:‏ أدرك العلم الأول والعلم الآخر بحر لا ينزح من أهل البيت‏.‏ قالوا‏:‏ حدثنا عن أبي ذر‏.‏ قال‏:‏ وعن علماً ضيعه الناس‏.‏ قالوا‏:‏ فأخبرنا عن نفسك‏؟‏ قال‏:‏ أيها أردتم‏؟‏ كنت إذا سكت ابتديت، وإذا سألت أعطيت، وإن بين الذقنين لعلماً جماً‏.‏

رواه الطبراني وفيه علي بن عابس وهو ضعيف‏.‏

14941- وعن أبي الأسود وردان الكندي قال‏:‏ كنا ذات يوم عند علي فوافق الناس من طيب نفس ومزاج فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك‏.‏ قال‏:‏ عن أي أصحابي‏؟‏ قال‏:‏ عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم‏.‏ قال‏:‏ كل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أصحابي فعن أيهم تسألون‏؟‏ قالوا‏:‏ عن عبد الله بن مسعود‏.‏ قال‏:‏ قرأ القرآن وعلم السنة وكفى بذلك‏.‏ قال‏:‏ فوالله ما علمنا أراد بقوله‏:‏ وكفى بذلك كفى القراءة القرآن وعلم السنة أو كفى بعبد الله‏؟‏‏!‏‏.‏ قال‏:‏ فسئل عن أبي ذر قال‏:‏ كان يُكثر السؤال فيُعطى، زكان حريصاً شحيحاً على دينه حريصاً على العلم، بحرقد ملئ له في وعائه حتى امتلأ‏.‏ فقلنا‏:‏ حدثنا عن سلمان‏.‏ قال‏:‏ من لكم بمثل لقمان الحكيم، امرؤ منا وإلينا أهل البيت، أدرك العلم الأول والعلم الآخر وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر بحراً لا سرف‏.‏ قلنا‏:‏ حدثنا عن عمار بن ياسر‏.‏ قال‏:‏ امرؤ خلط الإيمان بلحمه ودمه وشعره وبشره، حيث زال زال معه، لا ينبغي للنار أن تأكل منه شيئاً‏.‏ قلنا‏:‏ فحدثنا عن نفسك‏!‏ قال‏:‏ مهلاً نهى الله عن التزكية‏.‏ قال له رجل‏:‏ فإن

الله عز وجل يقول‏:‏ ‏{‏وأما بنعمة ربك فحدث‏}‏‏.‏ قال‏:‏ فإني أحدث بنعمة ربي، كنت والله إذا سئلت أعطيت، وإذا سكت ابتديت‏.‏

رواه الطبراني من طريقين وفي أحسنهما حبان بن علي وقد اختلف فيه، وبقية رجالها رجال الصحيح‏.‏

14943- عن ربعي بن حراش قال‏:‏ استأذن عبد الله بن عباس على معاوية وقد علقت عنده بطون قريش وسعيد بن العاص جالس عن يمينه، فلما رآه معاوية مقبلاً قال‏:‏ يا سعيد والله لألقين على ابن عباس مسائل يعيا بجوابها‏.‏ فقال له سعيد‏:‏ ليس مثل ابن عباس يعيا بمسائلك‏.‏

فلما جلس قال له معاوية‏:‏ ما تقول في أبي بكر‏؟‏ قال‏:‏ رحم الله أبا بكر كان والله للقرآن تالياً، وعن الميل نائياً وعن الفحشاء ساهياً، وعن المنكر ناهياً، وبدينه عارفاً، ومن الله خائفاً، وبالليل قائماً، وبالنهار صائماً، ومن دنياه سالماً وعلى عدل البرية عازماً، وبالمعروف آمراً، وإليه صائراً، وفي الأحوال شاكراً، ولله في الغدو والرواح ذاكراً، ولنفسه بالصالح قاهراً‏.‏ فاق أصحابه ورعاً وكفافاً وزهداً وعفافاً وبراً وحياطة وزهادة وكفاءة، فأعقب الله من ثلبه اللعائن إلى يوم القيامة‏.‏ قال معاوية‏:‏ فما تقول في عمر بن الخطاب‏؟‏ قال‏:‏ رحم الله أبا حفص، كان والله حليف الإسلام، ومأوى الأيتام ومحل الإيمان، وملاذ الضعفاء، ومعقل الحنفاء‏.‏ للخلق حصناً، وللناس عوناً‏.‏ قام بحق الله صابراً محتسباً حتى أظهر الله الدين وفتح الديار، وذُكر الله في الأقطار والمناهل وعلى التلال، وفي الضواحي

والبقاع‏.‏ وعند الخنا وقوراً، وفي الشدة والرخاء شكوراً، ولله في كل وقت وأوان ذكوراً، فأعقب الله من يبغضه اللعنة إلى يوم الحسرة‏.‏ قال معاوية‏:‏ فما تقول في عثمان بن عفان‏؟‏ قال‏:‏ رحم الله أبا عمر، كان والله أكرم الحفدة، وأوصل البررة وأصبر الغزاة‏.‏ هجاداً بالأسحار، كثير الدموع عند ذكر الله، دائم الفكر فيما يعنيه الليل والنهار، ناهضاً إلى كل مكرمة يسعى إلى كل منجبة، فراراً من كل موبقة‏.‏ وصاحب الجيش والبئر، وختن المصطفى على ابنتيه، فأعقب الله من سبه الندامة إلى يوم القيامة‏.‏ قال معاوية‏:‏ فما تقول في علي بن أبي طالب‏؟‏ قال‏:‏ رحم الله أبا الحسن، كان والله علم الهدى، وكهف التقى، ومحل الحجا، وطود النُّهى، ونور السرى في ظلم الدجى‏.‏ داعيا إلى المحجة العظمى، عالماً بما في الصحف الأولى، وقائماً بالتأويل والذكرى، متعلقاً بأسباب الهدى، وتاركاً للجور والأذى، وحائداً عن طرقات الردى، وخير من آمن واتقى، وسيد من تقمص وارتدى، وأفضل من حج وسعى، وأسمح من عدل وسوّى، وأخطب أهل الدنيا إلا الأنبياء والنبي المصطفى‏.‏ وصاحب القبلتين، فهل يوازيه موحد‏؟‏ وزوج خير النساء وأبو السبطين، لم تر عيني مثله، ولا ترى إلى يوم القيامة واللقاء‏.‏ من لعنه فعليه لعنة الله والعباد إلى يوم القيامة‏.‏ قال‏:‏ فما تقول في طلحة والزبير‏؟‏ قال‏:‏ رحمة الله عليهما، كانا والله عفيفين برين مسلمين طاهرين متطهرين شهيدين عالمين زلا زلةً والله غافر لهما إن شاء الله بالنصرة القديمة، والصحبة القديمة، والأفعال الحميلة‏.‏ قال معاوية‏:‏ فما تقول في العباس‏؟‏ قال‏:‏ رحم الله أبا الفضل، كان والله صنو

أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرة عيني صفي الله، كهف الأقوام وسيد الأعمام، قد علا بصراً بالأمور، ونظراً بالعواقب، قد زانه علم قد تلاشت الأحساب عند ذكر فضيلته، وتباعدت الأنساب عند فخر عشيرته، ولم لا يكون كذلك وقد ساسه أكرم من دب وهب عبد المطلب، أفخر من مشى من قريش وركب‏.‏ قال معاوية‏:‏ فلم سميت قريش قريشاً‏؟‏ قال‏:‏ بدابة تكون بالبحر هي أعظم دواب البحر خطراً، لا تظفر بشيء من دواب البحر إلا أكلته، فسميت قريش لأنها أعظم العرب فعالاً‏.‏ قال‏:‏ هل تروي في ذلك شيئاً‏؟‏ فأنشد قول الجمحي‏:‏

وقريش هي التي تسكن البحـ * ـر ‏[‏البحر‏]‏ بها سـميت قريش قريشا

تأكل الغث والسـمين ولاتتـ * ـرك ‏[‏تترك‏]‏ فيها لذيْ جناحينِ ريشا

هكذا كان في الكتاب حي قريش * يأكـلُ البـلادَ أكـلاً حشـيشا

ولهـم آخـرَ الزمـان نـبي * يكثر القتـلَ فيهم والخموشـا

تـملأ الأرض خيله ورجـال * يحشـرون المطي حشراً كميشا

قال‏:‏ صدقت يا ابن عباس، أشهد أنك لسان أهل بيتك‏.‏ فلما خرج ابن عباس من عنده قال‏:‏ ما كلمته قط إلا وجدته مستعداً‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

14943- وعن مسروق قال‏:‏ شاممت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت علمهم انتهى إلى ستة ‏[‏إلى‏]‏ عمر وعلي وعبد الله ‏[‏بن مسعود‏]‏ ومعاذ وأبي الدرداء وزيد بن ثابت‏.‏

ثم شاممت الستة فوجدت علمهم انتهى إلى علي وعبد الله‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير القاسم بن معين وهو ثقة‏.‏

14944- وعن سعيد بن عبد العزيز قال‏:‏ كان العلماء بعد معاذ بن جبل‏:‏ عبد الله ابن مسعود وأبو الدرداء وسلمان وعبد الله بن سلام‏.‏ وكان العلماء بعد هؤلاء‏:‏ زيد بن ثابت‏.‏ وكان بعد زيد بن ثابت‏:‏ ‏[‏ابن‏]‏ عمر وابن عباس‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏ قلت‏:‏ وقد تقدمت أحاديث في فضل جماعة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وغيرهما رضي الله عنهم قبل مناقب عمر وبعد مناقب أبي بكر رضي الله عنهما‏.‏

14945- وعن هشام بن عروة قال‏:‏ قالت عائشة رضي الله عنها وما علم أبي سعيد وأنس بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما كانا غلامين صغيرين‏.‏

رواه الطبراني إلا أن هشاماً لم يدرك عائشة، ورجاله رجال الصحيح‏.‏